+ A
A -
الأمم المتحدة (الولايات المتحدة)-وكالات-
فشل مجلس الأمن الدولي، أمس، في التوصل إلى اتفاق على بيان بشأن العدوان الوحشي الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وهذه هي للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوع التي يفشل فيها المجلس في هذا المسعى.
وعقب جلسة نقاش مفتوحة، استمرت لأكثر من 3 ساعات ونصف الساعة، أصدر مندوبو الصين (تتولى رئاسة أعمال المجلس للشهر الجاري) وتونس (العضو العربي الوحيد بالمجلس) والنرويج، بيانا مشتركا طالبوا فيه بالوقف الفوري للأعمال العدائية بين إسرائيل والفلسطينيين".
بينما أحجمت الولايات المتحدة الأميركية عن مطالبة حليفتها إسرائيل بوقف عدوانها العسكري على غزة، ودعت في الوقت ذاته حركة "حماس" وبقية الفصائل الفلسطينية إلى الوقف الفوري للهجمات الصاروخية.
وأعربت الصين أمس عن أسفها لقيام الولايات المتحدة بعرقلة إصدار بيان لمجلس الأمن الدولي حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، مطالبة ببذل مزيد من الجهود الدولية لوقف دوامة العنف.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال اجتماع للأخير عبر الفيديو «بكل أسف، فقط بسبب عرقلة دولة واحدة، لم يتمكن مجلس الأمن من التحدث بصوت واحد»، وأضاف «ندعو الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها».
وطالب وزير الخارجية الصيني بوقف فوري لإطلاق النار مناشدا مجلس الأمن القيام بـ«تحرك قوي» يشمل تكرار تأييده لحل الدولتين، وأكد استعداد الصين لاستضافة مفاوضات بين ممثلين لكل من إسرائيل والفلسطينيين.
وطرح وزير الخارجية الصيني خطة من 4 نقاط تتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار.
وقال وانغ يي: «يجب على الولايات المتحدة (حليفة إسرائيل) أن تدعم جهود مجلس الأمن، وحتى الآن منعت واشنطن المجلس من إصدار أي بيان مشترك في هذا الشأن (بخصوص ما يحدث بالقدس وغزة)».
وحث «الولايات المتحدة على إعادة التفكير في دعمها الصارم لإسرائيل».
وتساءل: «هل سيفعل مجلس الأمن المطلوب لضمان تسوية عادلة ودائمة (؟)»، قبل أن يجيب: «العدالة تأخرت كثيرا في المنطقة، ولكن لا يمكن إنكارها إلى الأبد».
وقدم الوزير الصيني لأعضاء المجلس «خطة من 4 نقاط لتحقيق السلام الإقليمي».
وتشمل الخطة «وقف فوري لإطلاق النار، ووضع حد للتحريض، ووصول دعم إنساني كامل للمدنيين الفلسطينيين في غزة عبر قنوات متعددة، وإجراءات قوية من المجلس لدعم حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية». ومنذ أبريل 2014، تجمدت عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، جراء رفض الأخيرة وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو 1967 أساسا للتفاوض على إقامة دولة فلسطينية. من جهته طالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أمس، مجلس الأمن الدولي، بفرض عقوبات وحظر تصدير أسلحة إلى الكيان الإسرائيلي؛ لارتكابها «جرائم حرب» بحق الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال جلسة طارئة للمجلس، عبر اتصال مرئي، حول العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة والقدس الشرقية.
وانتقد المالكي تصريحات منسوبة للرئيس الأميركي جو بايدن، بأن الاحتلال لديه حق في الدفاع عن نفسه.
وقال المالكي: «تذكروا أنه في كل مرة تسمع فيها دولة الاحتلال زعيما أجنبيا يتحدث عن حقها في الدفاع عن نفسها، فإنها تتشجع أكثر على مواصلة قتل عائلات بأكملها أثناء نومهم».
وطالب مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وتابع: «جريمة» أن نستخدم مبدأ الدفاع عن النفس في قتل عائلات بكاملها.
ووجه تساؤلات إلى أعضاء المجلس (15 دولة): ماذا بوسع الشعب الفلسطيني أن يفعل لمقاومة السياسات الإسرائيلية وحماية أنفسهم من البطش (؟).
وأضاف: هل العنف عندما يرتكبه الفلسطينيون يعد إرهابا، وعندما يرتكبه الإسرائيليون يعد دفاعا عن النفس(؟).
وأردف: هل سيكون هناك ملاحقة وتحقيق من المحكمة الجنائية الدولية أم سيحرم الفلسطينيون من العدالة(؟).
واستطرد: ما هي الأدوات التي يستعد المجتمع الدولي لاستخدامها لمحاسبة إسرائيل على الانتهاكات(؟)، ربما.. نشر قوات الحماية.. ربما.. فرض عقوبات على صادرات السلاح(؟).
واختتم تساؤلاته: أم أنكم تكتفون فقط بإقناع قوى الاحتلال بوضع نهاية لتوسعها الاستيطاني (؟).. تحركوا الآن.
وأكد أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش،، أن الحل السياسي المستدام والمتفاوض عليه هو فقط ما سينهي دورات العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال غوتيريش: يجب أن يتوقف القتال الآن، ويجب وقف الصواريخ وقذائف الهاون من جهة والقصف الجوي والمدفعي من جهة أخرى.
وحذر غوتيريش من أن هذه الجولة الحالية من العنف لن تؤدي إلا إلى إدامة دورات الموت والدمار واليأس، وتدفع الأفق بعيدا عن أية آمال في التعايش والسلام.
وأضاف: أناشد جميع الأطراف أن تستجيب لهذه الدعوة، وتعمل الأمم المتحدة بقوة على إشراك جميع الأطراف لوقف فوري لإطلاق النار.
وأردف غوتيريش: روعتني الأعداد الكبيرة المتزايدة من الضحايا المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال، من الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة، كما أستنكر قتل الإسرائيليين جراء إطلاق الصواريخ من غزة.
كما أعرب عن القلق العميق من الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، حيث تتعرض بعض العائلات الفلسطينية لخطر الإخلاء.
وأشار الأمين العام إلى أن الأعمال العدائية أجبرت آلاف الفلسطينيين على مغادرة منازلهم في غزة والتماس المأوى في المدارس والمساجد وغيرها من الأماكن مع محدودية الوصول إلى المياه أو الغذاء أو النظافة أو الخدمات الصحية.
وشدد غوتيريش على ضرورة توفير الحماية للمنشآت الإنسانية والسماح للصحفيين بالعمل دون خوف أو مضايقة.
واعتبر أن تدمير مكاتب وسائل الإعلام في غزة أمرا مقلقا للغاية.
وشدد على أنه يتعين على جميع الأطراف احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان والحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة واحترامه.
وجدد الإعراب عن التزام الأمم المتحدة العميق بالعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين ومع شركائنا الدوليين والإقليميين، بما في ذلك المجموعة الرباعية للشرق الأوسط، لتحقيق سلام دائم وعادل.
copy short url   نسخ
17/05/2021
757