+ A
A -
غزة- وكالات - بدون سابق إنذار، دمرت طائرات جيش الاحتلال الحربية، عشرات الشقق السكنية على رؤوس ساكنيها، فجر أمس، في حي الرمال، غربي مدينة غزة.. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عن ارتفاع عدد الشهداء الذين قتلوا جراء العدوان الوحشي، إلى 42، بينهم 10 أطفال و16 سيدة، وفق حصيلة أولية، وذكرت أن عدد الإصابات ارتفع إلى 50 أغلبهم أطفال ونساء.
وفي السياق، أفاد مراسل الأناضول، بأن أطقم الدفاع المدني تواصل عمليات البحث عن مفقودين تحت ركام المنازل المدمرة في المنطقة.
وقال شهود عيان، إنهم فوجئوا في ساعة مبكرة من فجر الأحد، بعدوان غير مسبوق، طال المنطقة، من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية، ودمر الشوارع والمنازل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته أغارت على أكثر من 90 هدفًا، وزعم أن الأهداف التي تعرضت للقصف، تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، لكن المشاهد التي رصدتها وسائل الإعلام، تكشف عدم صحة ادعاء الجيش الإسرائيلي، حيث إن الأهداف التي تم قصفها، هي منازل فلسطينية كانت تأوي عائلات بأكملها، وشوارع وبنية تحتية تم قصفها بشكل عشوائي، ولحق بالمنطقة دمار هائل، طال الشوارع والمنازل التي تحولت إلى كتلة من الركام.
وأطلقت كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلّحة لحركة «حماس»، أمس، رشقات صاروخية جنوبي إسرائيل، ردا على المجازر التي ترتكبها تل أبيب بحق المدنيين.
وأفادت القسام، في بيان وصل الأناضول، بأنها أطلقت رشقاتٍ صاروخيةً كبيرة لمناطق «أسدود» و«عسقلان» و«بئر السبع» و«سديروت» وقاعدة «رعيم» وقاعدة التنصت 8200، جنوبي إسرائيل.
وأوضحت أن ذلك «رداً على المجزرة البشعة بحق الأطفال والنساء والمدنيين في مدينة غزة، والاعتداء على أهالي الشيخ جراح والمتضامنين معهم».
من جهة أخرى صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية (الكابينت) الإسرائيلي، أمس، على استمرار العملية العسكرية في قطاع غزة، بحسب إعلام عبري.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن «الكابنيت» صادق في ختام اجتماع استمر لأكثر من 4 ساعات على استمرار الهجمات في القطاع وفق خطة الجيش الإسرائيلي.
وأضافت: «لم يناقش الوزراء خلال الجلسة وقف إطلاق النار، لكن قيل لهم إنه سيتم إبلاغهم حال طرح اقتراح بالهدنة».
ويضم «الكابينت» 16 وزيرا إسرائيليا بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وقال الطبيب محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء بمدينة غزة، لوكالة الأناضول عن الجزرة التي حدثت فجر أمس، إن طواقم الإنقاذ تعمل على استخراج من هم تحت الأنقاض وركام المنازل المدمرة بفعل القصف.
وأوضح أن عدد الشهداء والمصابين، مرشح للزيادة في ظل وجود عائلات بأكملها تحت أنقاض المنازل.
وحسب شهود، اتصل عالقون أسفل الركام، اتصلوا بأقارب لهم طالبين النجدة، مثلما فعل الشاب سامي ساق الله، الذي نشر مقطع فيديو قصير يظهر أنه محاصر مع زوجته وأطفاله الأربعة، داخل شقته المتصدعة.
ولاحقا تم إنقاذ ساق الله وأسرته من خلال إخراجهم من شرفة المنزل عبر «سلم طوارئ».
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، في مقابلة مصورة وزعها المكتب الإعلامي للوزارة، إن «الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة مكتملة الأركان من قبل إسرائيل التي تستهدف بشكل مركز المدنيين الآمنين في بيوتهم، وتدمر المنازل على رؤوس ساكنيها». وأضاف القدرة: «تم استهداف أكثر من مربع سكني في مدينة غزة بشكل كامل، ولا زال هناك عدد من المصابين والشهداء تحت الركام». وطالب المجتمع الدولي بـ«التحرك العاجل وبخطوات ملموسة لوقف هذا العدوان والمسلسل الدموي لليوم السادس على التوالي».
ويأتي هذا الحادث، بعد يوم كامل على مجزرة ارتكبتها إسرائيل بحق عائلتين في مخيم الشاطئ، وراح ضحيتها 10 أشخاص، هم أم وأطفالها الأربعة، وأم أخرى وأطفالها الأربعة كذلك.
ووصف الشاب حسام عبدو، اللحظة الأولى من انتهاء الغارات العنيفة والمكثّفة التي شنّتها مقاتلات إسرائيلية حربية، فجر أمس، على مربع سكني، حيوي ومكتظ بالمواطنين في مدينة غزة، بشكل متواصل وبعشرات الصواريخ.. بوجود لهيب النيران في كل مكان، وانقطاع للتيار الكهربائي، وأصوات صراخ وضجيج، ومواطنون يهرعون هربا من حمم متساقطة، وآخرون يخرجون من بين رماد الركام مصابين، كأنه حدث أكبر من الحرب وأكثر من مجزرة.
وقال عبدو في حديث للأناضول، إن هذه الغارات بدأت بشكل متزامن ومكثف دون سابق إنذار، حيث تم إطلاق عشرات الصواريخ من الطائرات الحربية على امتداد شارع «الوحدة»، وشوارع أُخرى في هذا المحيط. وأضاف: «كما تسببت الغارات بتدمير عدد من المنازل، تقدر بأربعة على الأقل، بشكل كلي، وجزئي».
وأوضح أن الدقائق الأولى من بدء القصف الجنوبي، كانت صادمة ومرعبة وخيالية، حيث لم يتوقع السكان أن تحدث هذه الجريمة يوما.
وفور انتهاء القصف، تفقد حسام عائلته التي كان جميعا أفرادها بخير، بينما تعرض منزله لضرر بسيط.
وكانت الكارثة في الخارج، فقد تسببت هذه الغارات بمجازر بحق سكان هذه المنطقة، الذين كان أغلبهم نيام في ذلك الوقت.
مبان سقطت على رؤوس ساكنيها بشكل كامل، وأخرى دمرت جزئيا، لم يعرف أحد من كان على قيد الحياة، ومن استشهد، الحالة كانت ضبابية ومرعبة، ورماد الحرب لم ينقشع بعد.
رويدا رويدا، بدأ المشهد يتضح، وإذ بعشرات الشهداء والإصابات تحت أنقاض المنازل المدمرة.
عدد من العائلات الفلسطينية القاطنة في هذا المربع، دفعت أثمان كبيرة في هذه المجزرة، حيث فقدت عشرات من أفرادها، وأبرزهم عائلة «الكولك».
الفلسطيني محمد شهاب، وهو أحد سكان هذا المربع، يقول للأناضول، إن ما حدث ليلة أمس هو أمر جنوني لا يمكن للعقل استيعابه أو وصفه.
وتابع: «تعرضنا في هذا المكان لقصف عشوائي من الطائرات الحربية، لم نفهم أين تركز هذا القصف، ومن يستهدف، كلنا كنا في دائرة الاستهداف».
واستطرد: «تعرضت المنطقة لإبادة جماعية، من قبل الطائرات الإسرائيلية، التي دمرت 4 منازل على رؤوس ساكنيها».
واستدرك: «الأطفال والنساء تعرضوا للخوف الشديد، كل من في المربع السكني بدأ يخرج من منزله، متوجها نحو مستشفى الشفاء، باعتبارها أكثر أمنا».
وشارك شهاب، في مساعدة الطواقم الطبية والدفاع المدني، في انتشال ضحايا هذه المجزرة.
ويقول إن أصعب موقف مرّ عليه وهو يؤدي هذه المهمة، هو عثوره على طفلة صغيرة مستشهدة، تحتضن دميتها.
وأفاد قائلا: «هذا المشهد دفعني للبكاء، لم أتحمل هذه الصدمة».
وأشار أن أعمال البحث ما زالت جارية، تحت أنقاض منزلي عائلتي الكولك وأبو العوف، حيث يتم البحث عن 3 أطفال مفقودين من العائلة الأولى، التي يُقدر أعداد من نجو منها بـ5 أشخاص على الأقل، من أصل 20.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والاعتداءات في الضفة الغربية إلى 202 شهيد و5588 جريجا. وأوضحت الوزارة، في بيان، أن عدد شهداء قطاع غزة قد ارتفع إلى 181 شهيدا، بينهم 52 طفلا، و31 سيدة، فيما بلغ عدد شهداء الضفة الغربية إلى 21 شهيدا، بينهم طفل.
وأشارت إلى أن المصابين بفعل القصف الحربي والمدفعي العنيف منذ نحو أسبوع على قطاع غزة قد بلغ 1225، فيما وصل عدد المصابين من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين في محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس إلى 4363 جريحا.
copy short url   نسخ
17/05/2021
1670