+ A
A -
تحقيق آمنة العبيدلي
لا تخلو أية ظروف استثنائية حتى لو يراها البعض غير مريحة أو مرغوبة من أوجه وجوانب إيجابية، على غرار في كل محنة منحة، فمن المؤكد أن البعض تمنى لو أنه تمكن من الخروج إلى المتنزهات والشواطئ وأماكن الترفيه خلال أيام العيد، بدلا من البقاء طول الوقت في البيت، لكن في المقابل هناك من رأى أن بقاء جميع أفراد الأسرة في البيت فرصة جميلة ومطلوبة لمزيد من الترابط والتقارب العائلي في وجهات النظر، واكتشاف مواهب جديدة لدى الأبناء، وأيضا تحمل المجتمع مسؤولياته مع الدولة في مكافحة كورونا.
بالإضافة إلى ذلك فإن الظروف الحالية حالت دون سفر الكثير من العائلات للخارج لقضاء إجازة العيد وبالتالي كانت فرصة طيبة للجميع للاستمتاع بالأجواء في قطر، حيث يوجد العديد من المناطق التي استقطبت العائلات لممارسة رياضة المشي أو التنزه مع الأبناء مثل كتارا واللؤلؤة ولوسيل والحدائق وغيرها من الأماكن الجميلة.
«الوطن» استطلعت آراء عدد من المواطنين حوى مميزات وإيجابيات قضاء العيد وسط الأهل.


يـســــاهـم فــي تـقــويـــة الروابــط الأســريـة
‏قال السيد خالد بن داهم: لا شك أنه في السنوات الأخيرة قبل جائحة كورونا قلت المناسبات التي تجمع أفراد الأسرة الذين يعيشون في مكان واحد، لأن بعضهم كان يسافر دون البعض، وآخرون يحبون الخروج للمولات والمتنزهات بينما يريد غيرهم البقاء داخل البيت، مع أنه من المفروض أن يكون العيد من المناسبات التي يحرص فيها كثير من الناس على الالتقاء بأُسرهم والالتفاف حول مائدة واحدة تمثل التلاقي والحب، والتآلف والترابط بين أفراد الأسرة الواحدة، يجتمع الجميع في مكان واحد .
‏والإجراءات التي فرضتها الدول للوقاية من فيروس كورونا قد حققت هذا الهدف، فاجتماع أفراد الأسرة معا هذا العيد بمثابة نصف الكوب الممتلئ من جهة، ومن جهة ثانية نساعد الحكومة في اتخاذ قرار تخفيف القيود تدريجيا في الوقت المناسب دون تداعيات سلبية، إذن هناك فائدتان الأولى: تقوية الترابط الأسري والثانية: مساعدة الدولة في إجراءاتها من أجل الحفاظ عل صحة المجتمع، وأرى أنه طالما لا توجد ضرورة قصوى للخروج فلنلزم البيوت كما فعلت الصين في أول الجائحة والنتيجة أن الإصابات عندها لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحد رغم أنها أكثر الدول تعدادا للسكان. .
‏وأضاف قائلا: إن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في إيجاد بديل لتبادل الزيارات مع الأقارب من خلال التلاقي صوت وصورة عبر الفضاء الالكتروني أو الواقع الافتراضي .


جعلناه مناسبة اجتمـاعية بامتيـاز
قالت السيدة أمل النعيمي: لا ننكر أن البعض يفضلون قضاء إجازة العيد بالسفر أو الخروج إلى فعاليات ترفيهية في كتارا أو على الكورنيش أو في المولات التجارية، لكن تداعيات جائحة كورونا فرضت أن نبقى في البيوت في إطار الإجراءات الاحترازية، ولأجل الحفاظ على صحة الجميع كان لا بد من الالتزام والبقاء في البيوت، والجميل في الأمر أن الأسر جعلت من الاحتفال بالعيد وسط الأهل داخل البيوت مناسبة اجتماعية بامتياز من خلال «اللمة» وأقصد بـ «اللمة» اجتماع كل أفراد الأسرة معا في وقت واحد وقضاء رب الأسرة وقتا طويلا معهم لم يتاح من قبل بسبب الذهاب إلى العمل نهارا وربما النوم مبكرا ليلا، أما في الإجازة فتوفر له الوقت الكافي معهم من أول اليوم إلى آخره والسهرات الليلية التي تجمع كل الأفراد، ولا أقصد بـ «اللمة» الزحام المحظور، بل إنني أفضل خلال اجتماع أفراد الأسرة الواحدة داخل البيت المحافظة على التباعد الاجتماعي بأن تكون هناك مسافة مترين بين الفرد والآخر. كما أن على الجميع الالتزام الصارم بالإجراءات الاحترازية خلال الفترة الحالية، بما في ذلك بعد إجازة العيد، حتى تتمكن الدولة من البدء في رفع الحظر في أقرب وقت ممكن.

بالحوار الأسري الآباء يكتشفون مواهب الأبناء
قال السيد محمد سيف طشال إن قضاء إجازة العيد داخل البيوت أتاح فرصة للآباء والأمهات كي يجلسوا مع أبنائهم فترة طويلة، يتبادلون معهم أطراف الحديث، ويكتشفون مواهب عندهم لم تكن معروفة لديهم، لأن في الأيام العادية لا توجد مثل هذه الفرصة فالأولاد منشغلون مع المدارس والآباء في العمل، وفي المساء قد يخرج بعض أعضاء الأسرة، أما في الإجازة فأفراد الأسرة معا من أول يوم بالإجازة إلى آخر يوم. وأضاف قائلا: أدعو جميع الأسرة إلى الالتزام بالبقاء في البيوت خلال الإجازة وبعد الإجازة إلا للعمل والضرورة القصوى، حتى تتمكن الدولة من البدء في رفع القيود في أقرب وقت، دون الخشية من زيادة عدد الإصابات بالفيروس الذي يتحور وينتج عنه موجات أخرى، ونسأل الله تعالى أن يرفع هذا الوباء عن البلاد والعباد.


المحافظة على التباعد وقاية وأمان
قال السيد سالم بن شافعة: أنا ممن يؤيدون قضاء إجازة العيد في البيوت، وهذه مسؤولية كل أفراد الأسر حتى نساهم جميعا في التعجيل بانتهاء الجائحة ونتجنب وجود موجات جديدة من الوباء، ولنا العبرة في الدول التي لم تلتزم فقد تفشى فيها الفيروس بشكل مخيف، والبقاء في البيوت لا يمنع من الاحتفال بالعيد، إذ يمكننا أن نوفر للأبناء أجواء ترفيهية والألعاب التي يفضلونها.
وقال أيضا: يجب علينا الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي ومراقبة الحالة الصحية لكل فرد بالأسرة، ولو أننا التزمنا التزاما صارما سوف نتخطى هذه الجائحة بسلام وتعود الحياة إلى طبيعتها، فنحن نريد أن نتهيأ لمرحلة ما بعد الجائحة وإن شاء الله ستبدأ هذه المرحلة قريبــا لو أننــا التزمنا هذه الأيــام والأيــام القـادمـــة.


الاحتفال في البيوت يمهد لرفع القيود
قال السيد حمد عيسى إن قضاء العيد داخل البيوت وبحضور كل أفراد الأسرة لم يكن جديدا، لأن المناسبات السعيدة والعادات والتقاليد التي كانت متبعة في الماضي تقتضي حضور كل أفراد الأسرة، ولكن مع مرور الوقت وتطور الحياة أصبح السفر والخروج إلى الحدائق والمتنزهات والشواطئ من مظاهر الاحتفال، حتى جاءت جائحة كورونا وتداعياتها من فرض إجراءات احترازية مثل قضاء العيد داخل البيوت، وهذا الأمر فيه جوانب إيجابية مثل إيجاد تجمع بين الأجيال، بدءا من رب الأسرة والأم نزولا حتى أصغر عضو فيها، كما أن الاستمتاع بالأحاديث الشيقة سواء من قبل الآباء أو الأمهات أو الأبناء والتعرف على وجهات نظر جديده أيضا من الإيجابيات. واستطرد قائلا: إن الاحتفال داخل البيوت لم يخل من الترفيه، فالأبناء قد حصلوا على العيدية التي هي من أهم مظاهر العيد، ومارسوا الكثير من الألعاب الترفيهية، وتواصلوا مع أصدقائهم وأقاربهم، ونحن مع الالتزام بالبقاء داخل البيوت خلال هذه الفترة والأيام المقبلة، تجنبا لانتقال العدوى بفيروس كورونا حتى تبدأ الدولة برفع الحظر دون قلق.
copy short url   نسخ
16/05/2021
1249