+ A
A -
أكد الداعية محمد محمود المحمود أن الله شرع العبادات ليظهر الإنسان العبودية لله تبارك وتعالى، وما من عبادة فرضها الله عز وجل إلا وشرع معها نوافل، ومن حكمة الله تبارك وتعالى في هذه النوافل أنها جوابر للفرائض، فمن أكثر من النوافل حافظ على الفرائض، وقد شرع الله لنا بعد صيام رمضان أن نصوم من النوافل وأن نكثر من الصيام وأن نصوم ستا من شوال، ومن حكمة هذا الصيام هو إظهار الشكر لله تبارك وتعالى أن وفقنا لأداء الصيام، فإن عبادة الشكر هي عبادة قلبية ولكنها تظهر في العمل «اعملوا آل داود شكرا».
وقال الداعية محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: الله تبارك وتعالى خلق الخلق جميعا لعبادته «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» أوجد الله عز وجل عباده ليعبدوه سبحانه وتعالى وحده يفردوه عز وجل بالعبادة والخضوع والتوجه فلا يتوجهون إلا إلى الله ولا يخضعون إلا لله ولا يصرفون شيئا من العبادة إلا لله تبارك وتعالى، ونوع الله عز وجل العبادة ليفرد الإنسان ربه بالتوحيد يخضع لربه تبارك وتعالى يمتثل أمره عز وجل ويعلم أن عبادة الله تبارك وتعالى لا تنقطع الا أن يفارق الإنسان الدنيا، فما دام العبد باقيا، وبقي فيه شيء من الروح فهو خاضعا لأمر الله تبارك وتعالى قال عزوجل «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين» حتى يأتيك الموت، ما دمت في هذه الحياة فأنت عبد لله تبارك وتعالى خاضع لأمره عز وجل.
وبين الخطيب أن الله شرع العبادات ليظهر الإنسان العبودية لله تبارك وتعالى وما من عبادة فرضها الله عز وجل إلا وشرع معها نوافل، فرض التوحيد والنطق وبالشهادة، وجعل من النوافل ذكر الله تبارك وتعالى من تسبيح وتكبير وحمد واستغفار وغير ذلك من أنواع الذكر، فرض الله عز وجل خمس صلوات وشرع معها أنواع عديدة من النوافل والطاعات من سنن قبلية وبعدية ومن قيام الليل ومن صلاة الضحى، وغيرها من أنواع النوافل، فرض الله تبارك وتعالى على عباده الصيام ثم شرع لهم أن يتنفلوا بالصيام على مدى العام يصومون أنواعا متعددة من الأيام شرعها الله تبارك وتعالى نافلة لفريضة الصيام، كما أن الله تبارك وتعالى فرض على الناس الزكاة شرع لهم كذلك أن يتصدقوا وأن يجودوا بأموالهم على مدى العام، هو شرع كذلك وفرض سبحانه أن يقصد الإنسان بيت الله عز وجل ويؤدي فريضة الحج وشرع له في سائر العام أن يتوجه إلى البيت الحرام معتمرا.
وأضاف: فما من عبادة إلا وشرع الله لها نافلة ومن حكمة الله تبارك وتعالى في هذه النوافل أنها جوابر للفرائض، ما من فريضة إلا ولها مثيل من النوافل لحكمة يعلمها تبارك وتعالى لأنه يعلم عز وجل أننا ضعفاء قد لا نؤدي الفريضة كما يريد تبارك وتعالى، قد يحصل في هذه الفرائض نقص فتكمل هذه الفرائض بأداء النوافل، يؤتى العبد يوم القيامة فينظر في عمله فأي عمل من الأعمال كان ناقص، جبر ذلك العمل وكمل من النوافل.
وأوضح الشيخ محمد المحمود أنه من أكثر من النوافل حافظ على الفرائض، الإكثار من النوافل، من نوافل الذكر أو من نوافل الصلاة أو من نوافل الصوم أو من نوافل الصدقات أو من نوافل العمرة وغيرها، تلك جوابر للفرائض التي افترضها الله تبارك وتعالى، تجبر فيها الفرائض أولا ويكمل النقص الذي فيها، ثم بعد ذلك يرفع الإنسان بها درجات عند الله تبارك وتعالى، يؤتى بالعبد يوم القيامة وله من النوافل أنواع وأنواع فترفع درجته على كثرة أعماله التي تقرب إلى الله عز وجل بها زائدة على الفرائض.
ولفت الخطيب إلى أن الإكثار من النوافل له مزيه عظيمة، ومن ذلك الفريضة التي انتهينا منها من يوم هي فريضة الصيام، وفقنا الله لصيام شهر رمضان صمنا ثلاثين يوما أكملنا العدة لله تبارك وتعالى وذلك فضل من الله عز وجل، علينا أن نكثر من النوافل لعلنا قصرنا في يوم من الأيام، لعلنا في حال صيامنا نظرنا نظرة لا يرضى عنها الله تبارك وتعالى، لعلنا حال الصيام تكلمنا بكلمة لا يرضى الله تبارك وتعالى عنها، حصل نقص في صيامنا فتأتي النوافل لتكمل ذلك النقص ولتجبر التقصير الذي حصل في الصيام، لهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الذي خرجه الإمام مسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر كله» من صام رمضان والحسنة بعشر أمثالها كأنه قد صام ثلاثمائة يوم وصام بعد ذلك ستة من شوال فكأنه قد صام بقية العام ذلك فضل الله تبارك وتعالى.
وأردف: قال أهل العلم لماذا خص الله عز وجل شهر شوال بأن قال فيه كأنه صام الدهر كله مع أن العبد لو صام ستة أيام بعد رمضان في أي شهر من الشهور كان كأنه قد صام الدهر كله لماذا هذا التخصيص الذي خصصه الله عز وجل على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام شهر شوال دون غيره؟ لأنه شهر ملتصق بشهر رمضان والعمل الصالح إذا التصق بفريضة كان ثوابه أعظم من غيره، قال أهل العلم من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان له ثواب سنة كاملة فرضاً كأنه قد صام سنة كاملة فرض وليست سنة، ومعلوم أن أجر الفرض أعظم من أجر النافلة وذلك فضل الله تبارك وتعالى.
وأكد الخطيب أن الله تبارك وتعالى شرع الصيام بعد رمضان لأنه جابر للنقص كما أن سجود السهو جابر لنقص الصلاة كذلك الصيام بعد رمضان يعتبر جابرا للنقص الذي قد يحصل، صيام ستة أيام من شوال لها هذا الفضل العظيم وقال أهل العلم لا يحصل الثواب التام إلا لمن صام رمضان كاملا فمن كان عليه قضاء من رمضان يلزمه أن يقضي ما عليه من رمضان أولا حتى يتحقق فيه وصف صيام رمضان، من كان مسافرا وعليه أيام أو كانت امرأة معذورة وعليها أيام يصوم ما عليه من أيام قضاء لما فاته من رمضان وبذلك يتم له صيام رمضان كاملا ثم بعد ذلك يصوم ستا من شوال يحصل له الأجر المترتب على ذلك هكذا أرشد النبي عليه الصلاة والسلام في ظاهر قوله من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر كله وهكذا يشرع الصيام طول العام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الاثنين والخميس صيام الأوقات والأيام المسنونة كيوم عرفة ويوم عاشوراء وغيرها من الأيام التي صامها النبي عليه الصلاة والسلام ليبقى الإنسان متصلا ومواصل لهذه العبادة العظيمة، فعبادة الصيام عبادة يظهر فيها الخشوع والتقوى يظهر فيها مراقبة الله تبارك وتعالى أكثر من غيرها «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون».
copy short url   نسخ
15/05/2021
1370