+ A
A -
يعقوب العبيدلي
تعد ظاهرة البكاء على وداع الشهر الفضيل، أمراً حاضراً عند الكثيرين من الجنسين، الدعاة والمشايخ والمنشدين والمصلين والصالحين والعموم، هناك بكاء ؟ على وداع رمضان، خاصة من كانوا يحيون ليلهم بطاعة ربهم *** بتلاوة وتضرع وسؤال، وعيونهم تجري بفيض دموعهم *** مثل انهمال الوابل الهطال، والسؤال: لمـــــــــاذا يبكـــــون ؟ ما الذي جعل هؤلاء يخشعون ويبكون بل ويتلذذون ! هل لأنهم جعلوا الآخرة نصب أعينهم، في حال سرهم وجهرهم، هل صحت وصلحت قلوبهم، وذرفت دموعهم، هل الخشية من الله يعقبها البكاء ؟ هل حب الله يعقبه البكاء ؟ هل الحياء من ربنا العظيم الحليم يعقبه البكاء ؟ وكما قال أحدهم: ما أحلم الله عني حين أمهلني *** وقد تماديت في ذنبي ويسترني، تمر ساعات أيامي بلا ندم *** ولا بكاء ولا خوف ولا حزن، يا زلة كتبت في غفلة ذهبت *** يا حسرة بقيت في القلب تحرقني، دعني أسح دموعا لا انقطاع لها *** فهل عسى عبرة منها تخلصني، يقول العارفون إن الدموع تنظف العقل، وتريح القلب.
البكاء يؤدي للراحة، والتغلب على المشاعر المكبوتة، ويسهم في التهدئة الذاتية، البكاء انفراج وراحة، وهو تعبير عن عدم الرضا والحزن، والتوتر، والسؤال: هل بكاؤنا بكاء فرح ؟ أم حزن ؟ أم احتياج ؟ أم ضعف وتوسل ؟ أنا حقيقة أبكي في كل الأحوال، في السر والعلن، عند سماع القرآن الكريم، وعند زيارة مريض، وعند مشاهدة «عمران» بعد الإفطار، في الوفيات، في الأزمات، أمام جل الحالات الإنسانية، ومواقف كثيرة، خاصة في أعمال الخير، أجد العين تدمع والقلب يخشع، ونسأل الله القبول، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
13/05/2021
1962