+ A
A -
سنغافورة- (رويترز) - ذكرت مصادر بصناعة الغاز أن قطر تجري محادثات لإشراك الشركات الصينية في مشروعها لتوسعة حقل للغاز الطبيعي المسال هو الأكبر في العالم، لافتة إلى أنه منذ أوائل التسعينيات اعتمدت قطر على شركات عالمية، منها إكسون موبيل ورويال داتش شل وتوتال للمساعدة في بناء صناعة الغاز الطبيعي المسال لديها، وفي المقابل حصلت الشركات الغربية الكبرى على عقود مربحة تتيح لها إمدادات طويلة الأجل.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز، إن شركة قطر للبترول الحكومية العملاقة تجري محادثات مع شركات حكومية صينية، منها بترو تشاينا وسينوبيك، من أجل المشاركة بحصص في مشروع توسعة حقل الشمال الذي تبلغ تكلفته الكلية 28.7 مليار دولار، وهو أكبر مشروع منفرد للغاز الطبيعي المسال في العالم، ووجهت قطر الدعوة كذلك للشركات الغربية الكبرى إكسون موبيل وشل وكونوكو فيليبس وتوتال وشيفرون وإيني للتقدم بعطاءات للحصول على حصص، وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها نظرا لسرية الأمر رغم أن شيه وي تشي المدير المالي لشركة: سي.إن.أو.أو.سي الصينية، قال الشهر الماضي إن الشركة «مهتمة جدا» بمشروعات الغاز في قطر، ولم يتضح بعد مدى التقدم الذي أحرزته المحادثات. وقال أحد المصادر إن بترو تشاينا تناقش شراء حصة نسبتها خمسة بالمائة.
ومن المنتظر أن تتيح توسعة حقل الشمال لقطر تقوية مركزها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال بزيادة الصادرات 40 في المائة إلى 110 ملايين طن سنويا بحلول العام 2025، وكانت أستراليا التي تحتل المركز الثاني في قائمة المصدرين قد عملت على تضييق الفارق بينها وبين قطر من خلال مشروعات جديدة للغاز في السنوات الأخيرة، وتوضح بيانات متابعة السفن على خدمة أيكون التابعة لشركة رفينيتيف أن أستراليا صدرت 77.3 مليون طن في العام 2020 بالمقارنة مع 77.6 مليون طن صدرتها قطر.
ورغم أن الغاز الطبيعي ليس خاليا من الكربون فهو أقل تلويثا من الفحم ومن المتوقع أن تستخدمه الصين ليحل محل الفحم في التدفئة خلال فصل الشتاء وتوليد الكهرباء وفي الصناعة للحد من الانبعاثات الكربونية، ونتيجة لذلك من المتوقع أن تسبق الصين اليابان في العام المقبل لتتصدر قائمة مستوردي الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم، وقد اتفقت الصين بالفعل على صفقات إمداد واستثمرت في دول منتجة مثل روسيا وموزامبيق وهي تحرص على تنويع مواردها بدلا من الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال الأسترالي في أعقاب تدهور العلاقات بين البلدين.
ويمثل الطلب على الغاز في الصين حوالي 8.3 في المائة من الطلب العالمي الإجمالي في 2020 ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 8.6 في المائة في 2021 ليصل إلى 354.2 مليار متر مكعب، وفق ما توضحه بيانات معهد الأبحاث التابع لشركة سي.إن.بي.سي.
ووقعت سينوبيك وقطر اتفاقين طويلي الأجل، الأول في العام الماضي والثاني هذا العام، وفي أعقاب الاتفاقين افتتحت سينوبيك مكتبا لها في الدوحة، وقال كارلوس توريس دياز من شركة رايستاد إنرجي الاستشارية الصين هي أسرع الأسواق نموا وتتطلع لعقود طويلة الأجل لتأمين الإمدادات، ولذا فإن نقل الصفقات إلى الصين منطقي جدا بالنسبة لقطر.
وكانت شركة الصين الوطنية للنفط البحري، سينوك، قد أعلنت انها مهتمة بالدخول كشريك استراتيجي في مشروع توسعة حقل الشمال وهو أكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال في العالم ويأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيني» الإيطالية للطاقة ان الشركة أجرت بالفعل مفاوضات مع قطر للبترول بشأن المساهمة في مشروع حقل الشمال بالإضافة إلى ذلك، أبدت شركة توتال الفرنسية اهتمامًا بالمشاركة في مشروع الغاز الطبيعي المسال العملاق.
وتباشر شركة قطر غاز تنفيذ مشروع توسعة حقل الشمال بالنيابة عن «قطر للبترول»، بهدف رفع طاقة دولة قطر الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا في الوقت الحاضر إلى 110 ملايين طن سنوياً بحلول عام 2025 وإلى 126 مليون طن سنوياً بحلول عام 2027، فيما ستؤدي التوسعة أيضا إلى إنتاج حوالي 4.000 طن من الإيثان، و263.000 برميل من المكثفات، و11.000 طن من غاز البترول المسال، إضافة إلى حوالي 20 طناً من الهيليوم النقي يومياً.
ويمثل مشروع توسعة إنتاج الغاز الطبيعي المسال من القطاع الشرقي لحقل الشمال المرحلة الأولى من التوسعة المخطط لها، في حين يمثل مشروع توسعة إنتاج الغاز من القطاع الجنوبي لحقل الشمال المرحلة الثانية، والتي سوف ترفع الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال في دولة قطر من 110 ملايين طن سنويا إلى 126 مليون طن سنويا.
ويحتوي مشروع توسعة حقل الشمال على منظومة لاسترجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن، وهو ما سيقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بما يقارب مليون طن مكافئ سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون، كما سيعمل المشروع على توفير 10.7 مليون متر مكعب من المياه سنويا من خلال تدوير وإعادة استعمال 75 % من مياه الصرف الصناعي، وكذلك سيتم تقليل انبعاثات أكاسيد النيتروجين بنسبة 40 % من خلال تطبيق تقنية Dry Low NOx المحسنة. ومن المقرر توفير جزء كبير من احتياجات المشروع من الطاقة الكهربائية من شبكة الكهرباء الوطنية في قطر، وبالتحديد من مشروع محطة الخرسعة للطاقة الشمسية (قيد الإنشاء حالياً) التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 800 ميجاواط، بالإضافة إلى حوالي 800 ميجاواط أخرى من محطة أخرى للطاقة الشمسية، ستقوم «قطر للبترول» بإنشائها قريباً.
ويعتبر حقل الشمال القطري أكبر حقل للغاز الطبيعي غير المصاحب في العالم، حيث يحتوي على أكثر من 900 تريليون قدم مكعب من الغاز، أي ما يمثل حوالي 10 % من الاحتياطي المعروف في العالم.
copy short url   نسخ
13/05/2021
1047