+ A
A -
غزة- الأراضي الفلسطينية- وكالات - دمرت غارة جوية إسرائيلية مبنى مكونا من 14 طابقا في مدينة غزة، في وقت يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف للقطاع لليوم الثالث.. ويضم برج الشروق المدمر مكاتب تليفزيون الأقصى وإذاعة صوت الأقصى التابعين لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وذكر المراسلون أن طائرات إسرائيلية أطلقت صاروخين «تحذيريين»، ثم ثمانية صواريخ أدت إلى تدمير كلي للبرج وألحقت أضرارا جسيمة في عدد من البنايات المجاورة.
وفور سقوط صاروخي التحذير غادر سكان البرج شققهم. ويحوي البرج الذي يبعد مئات الأمتار عن مقر المجلس التشريعي في غرب مدينة غزة، شققا سكنية ومكاتب ومحال تجارية. وقد أعلنت «كتائب القسام» الذراع العسكري لحركة «حماس»، أمس، أنها قصفت عددا من المدن الإسرائيلية بـ130 صاروخاً، رداً على استهداف برج «الشروق» بغزة. وقالت في بيان مقتضب، إن «القصف الصاروخي يأتي أيضاً كرد أولي على استهداف ثلة من قادتها».
وبحسب البيان فإن كتائب القسام «قصفت مدن عسقلان وسديروت ونتيفوت».
وأصيب 7 إسرائيليون،، بعد استهداف مدينة سديروت (جنوب) برشقات صاروخية من قطاع غزة، بحسب إعلام عبري.
وبحسب هيئة الإسعاف الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء)، فإنه تم نقل 7 مصابين إلى مستشفى «برزيلاي» في مدينة عسقلان، جنوبي البلاد.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن "القدس خط أحمر ولا سلام ولا أمن ولا استقرار إلا بتحريرها الكامل من الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف عباس، في كلمة متلفزة، قبيل اجتماع للقيادة الفلسطينية بمدينة برام الله، أن‎ "شعبنا قال كلمته ونحن معه نريد مستقبلا بلا عدوان وبلا استيطان".
وأردف: "نواصل التحرك والعمل لوقف العدوان الهمجي على شعبنا في القدس وغزة والضفة".
وأوضح قائلا: "تحركنا على كل المستويات التزاما بمسؤوليتنا الوطنية وسنواصل العمل بكل ما يمكن للدفاع عن شعبنا وكف الاحتلال عن مقدساتنا وسندرس اليوم كل خياراتنا".
وزاد: "في كل يوم تجري اتصالات بيننا وبين أمريكا لنقول لهم كفى".
ووجه رسالة للولايات المتحدة وإسرائيل قائلا: "طفح الكيل، ارحلوا عنا، سنبقى شوكة في عيونكم، لن نغادر وطننا، أنهوا احتلالكم لبلادنا اليوم وليس غدا".
من جهة أخرى أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس ، ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي إلى 65 شهيداً ، وقالت الوزارة في بيان صدر عنها، إن من بين الشهداء 16 طفلاً، و5 سيدات ورجل مسن.
وأفادت أن عدد الإصابات وصل إلى 365.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في (حي الصبرة) وسط مدينة غزة، أدت إلى استشهاد خمسة مواطنين بينهم سيدة، وإصابة ستة آخرين بجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى «الشفاء» غرب المدينة.
كما استهدفت غارة إسرائيلية منزلا في (حي الشيخ رضوان) شمال مدينة غزة، ما أوقع إصابات في صفوف المواطنين، نقلوا إلى مستشفى الشفاء للعلاج.
وكانت غارتان استهدفتا دراجة نارية شرق خان يونس وأصيب فها مواطن، ومركبة على مفترق حمودة في بيت لاهيا، أدت إلى استشهاد مواطنين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح إحداها وصفت بالخطيرة، نقلوا على إثرها إلى مستشفى الإندونيسي في البلدة لتلقي العلاج.
كما استشهد مواطن في غارة إسرائيلية على (حي الشجاعية) شرق مدينة غزة.
واستهدفت طائرات الاحتلال بصاروخ واحد على الأقل مركبة مدنية شرق بلدة بني سهيلا في محافظة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد مواطن، وإصابة آخر بجروح خطيرة. كما استشهد مسن وأصيب طفل في غارة إسرائيلية استهدفت أرضا زراعية في رفح جنوب قطاع غزة.
وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) امس، عن استشهاد قائد لواء غزة في الكتائب باسم عيسى «أبو عماد» وقادة آخرين. وذكرت القسام، في بيان أن قادة كتائب عز الدين القسام استشهدوا في قصف جيش الاحتلال الاسرائيلي لعدد من نقاط المقاومة في غزة.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الثالث على التوالي، موقعا شهداء، وجرحى، ودمارا في الممتلكات والبنى التحتية في مختلف مناطق القطاع.
وقال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، أمس، إن عدم إدانة إسرائيل في الأمم المتحدة يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم. جاء ذلك في كلمة له بمستهل اجتماع طارئ تعقده الحكومة الفلسطينية برام الله في الضفة الغربية.
وأضاف اشتية أن «سياسة لوم الضحية سياسة عمياء لا تريد أن ترى الحقيقة».
وأردف أن «خطط الاستيطان في القدس، وإنكار حقنا في التحرير والدولة والقدس، هي وقود لزيادة إشعال فتيل هو مشتعل أصلا».
واعتبر اشتية أن «سياسة التطبيع العربي دون اشتراط إنهاء الاحتلال، وعدم وجود أفق لعملية سياسية، وتصاعد عمليات القمع في القدس، فاقم الأزمة وأدى إلى تفجرها».
ودعا الأمم المتحدة لتطبيق قراراتها وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين، ورفع الحصار عن غزة.
كما طالب اشتية الدول العربية والاسلامية بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماعاتها الأخيرة بخصوص القدس وغزة.
من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، إنه دعا إسرائيل إلى بذل كل ما بوسعها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين من الفلسطينيين.
وأضاف في تصريحات صحفية، بالتزامن مع نشر تقرير الحريات الدينية السنوي للوزارة أنّ «واشنطن ستوفد نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، هادي عمرو، على الفور، إلى الشرق الأوسط كمبعوث لحض الإسرائيليين والفلسطينيين على التهدئة».
وتابع: «المبعوث الأميركي سيعطي الأولوية لوقف التصعيد وليس معالجة المشكلات المرتبطة بحل الدولتين».
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إلى عقد اجتماع عاجل للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط سعياً إلى إنهاء التصعيد المستمر منذ أسبوع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في موسكو، إنّ «المهمة الأكثر إلحاحا تتمثّل في عقد اجتماع للّجنة الرباعية للوسطاء الدوليين، روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي».
كما شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على ضرورة أن يتدخل مجلس الأمن الدولي ويوجه رسائل واضحة للكيان الإسرائيلي لوقف الهجمات على الفلسطينيين قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بحسب بيان نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
وبحث أردوغان وبوتين خلال الاتصال التطورات الأخيرة في فلسطين، وقضايا تتعلق بشحن لقاح «سبوتنيك V» الروسي إلى تركيا.
وأشار أردوغان إلى أن بلاده عبّرت بأقوى شكل عن ردة فعلها على الهجمات الإسرائيلية المتهورة ضد قطاع غزة والمسجد الأقصى والفلسطينيين.
وشدّد على ضرورة أن يلقّن المجتمع الدولي الكيان الإسرائيلي درسًا قويًا ورادعًا، وأن تركيا تواصل مبادراتها على مختلف المستويات لتحقيق هذا الهدف.
وأشار إلى ضرورة دراسة فكرة إرسال قوات دولية إلى المنطقة من أجل حماية المدنيين الفلسطينيين.
من جهة أخرى حالت الولايات المتحدة الأميركية، دون صدور بيان من مجلس الأمن الدولي بشأن الهجمات الإسرائيلية «الوحشية» على قطاع غزة والمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.
وقالت مصادر دبلوماسية، طلبت عدم نشر أسمائها، للأناضول، إن الدول الأعضاء في المجلس (15 دولة) لم تتمكن من إصدار بيان بشأن الوضع في غزة والقدس بسبب إصرار واشنطن على عدم صدور أي بيانات من المجلس، بزعم أن ذلك من شأنه المساعدة في تحسين الوضع.
وأوضحت المصادر،، أن الوفد النرويجي اقترح خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن إصدار «نقاط إعلامية» وليس بيانا «يعرب فيها ممثلو الدول الأعضاء عن قلقهم إزاء الوضع في قطاع غزة، مع الدعوة للوقف الفوري للأعمال العدائية»، إلا أن الوفد الأميركي رفض الاقتراح.
وعقب الجلسة، قالت المندوب الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عبر تويتر، إن واشنطن تحث على وقف التصعيد لإنهاء الأزمة المستمرة في إسرائيل وغزة.
copy short url   نسخ
13/05/2021
892