+ A
A -
دوللي بشعلاني كاتبة لبنانية
على طريقة اللوياجيرغا الأفغانية، ربما مستعيداً هالة الجنرال غورو وهو يعلن من قصر الصنوبر، وفي حضور كبار القوم، قيام «دولة لبنان الكبير»، جمع الرئيس ايمانويل ماكرون ممثلي القبائل (الطوائف)، فضلاً عن ممثلي المافيات، ودعاهم إلى تشكيل حكومة اختصاصيين (حكومة مهمة)، كما لو أنها الأزمة الطارئة لا الأزمة البنيوية.
حكومة اختصاصيين برئاسة رئيس فريق سياسي فقد مرجعيته الاقليمية، وهذا ما يعلمه الرئيس الفرنسي الذي بذل أكثر من مسعى، دون طائل، لفتح أبواب قصر اليمامة وحتى أبواب مطار الملك خالد أمام الرئيس سعد الحريري.
لعل السؤال الأهم: أي تأثير لفرنسا في المنطقة ليكون لها تأثير في لبنان؟
كلبنانيين، ضعنا أيضاً في شخصية الرئيس الفرنسي، حين أطلق مبادرته (المبادرة العرجاء) ألم يكن يعلم ما أعده مهندسو «صفقة القرن» للبنان؟ أوساطه أوحت لنا بأنه حمل معه الضوء الأخضر الأميركي لتسوية الأزمة، لنفاجأ بعد أقل من أسبوع كيف أن مايك بومبيو، بتصريح شهير حول فريق لبناني، أسقط المبادرة بالضربة القاضية.
آنذاك، كان هناك معلقون في باريس ينصحون ماكرون بأن لا «يتلاشى» أمام ضحكات دونالد ترامب لأنها «ضحكات القردة»، وعلى غرار «نغريدات القردة».
متأخراً جداً، وباهتاً جداً، أتانا جان ـ لوي ادريان. هدد بالعقوبات وبالعواقب. يا رجل، أين كنت من شهرين أو ثلاثة. الآن فات الأوان. مفاوضات فيينا هي التي تحدد مسار المعادلات، والعلاقات، في المنطقة.
ثمة جانب آخر للكوميديا. بين قوى التغيير التي دعيت للقاء لودريان حزب الكتلة الوطنية، وحزب الكتائب، وحركة الاستقلال. تغيير ماذا؟
الرئيس الحريري أثار ذهول أكثر من جهة حين ذهب، وهو زعيم طائفة، ورئيس مكلف، إلى قصر الصنوبر بحثاً عن خشبة تحميه من الرياح الآتية (والعاتية). لا خشبة هناك.
{ الديار اللبنانية
copy short url   نسخ
10/05/2021
271