+ A
A -
القدس- وكالات - تقرر عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة دولة قطر غدا الاثنين حضوريا بمقر الأمانة العامة، لبحث الجرائم الاسرائيلية في القدس المحتلة.
صرح بذلك أمس السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، موضحا أن الدورة ستعقد بناء على طلب دولة فلسطين لبحث الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة المسجد الاقصى المبارك والاعتداء على المصلين، والمخططات الاسرائيلية للاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين، خاصة في حي الشيخ جراح في محاولة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها. من جهة أخرى دعا المجتمع الدولي إلى تفادي التصعيد بعد ليلة من الصدامات في حرم المسجد الأقصى في القدس خلفت أكثر من مائتي جريح، لكن الدعوات الفلسطينية إلى التظاهرات تثير مخاوف من تجدد التوتر.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في حديث إذاعي، إنه تواصل مع سفراء فلسطين لتقديم طلبات لعقد اجتماعات طارئة لكل من مجلس الجامعة العربية، مجلس منظمة التعاون الإسلامي، والمجلس الأممي لحقوق الإنسان، إضافة إلى مجلس الأمن الدولي. وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، اعتداء الشرطة الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى.
وفي تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر، قال أردوغان «ندين بشدة الاعتداءات السافرة التي تقوم بها إسرائيل تجاه قبلتنا الأولى المسجد الأقصى، كل رمضان».
وأضاف «نواصل الوقوف بجانب إخوتنا الفلسطينيين في جميع الأحوال والظروف».
وفي وقت سابق أمس، حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي منع مئات الفلسطينيين من الداخل (فلسطينيو 1948)، من الوصول إلى الأقصى بإغلاق الطريق أمام الحافلات التي تقلهم.
لكن مئات الشبان المقدسيين ذهبوا إلى مكان توقيف الحافلات، وتظاهروا، لتضطر الشرطة الإسرائيلية إلى السماح للحافلات بالمرور، بحسب شهود عيان.
وأصيب فلسطيني، أمس، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة قلقيلية، عقب قمع مسيرة منددة بالاعتداءات الوحشية بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك. وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال اعتدت على المواطنين في المسيرة التي جابت شوارع قلقيلية، ما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص المطاطي في الرأس، نقل على اثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث وصفت إصابته بالمتوسطة، فيما أصيب العشرات بالاختناق، وجرى معالجتهم ميدانيا.
وفي القدس المحتلة، اعتدت قوات الاحتلال، على المواطنين المتوجهين إلى المسجد الاقصى المبارك، وأصابت شابا بجروح واعتقلت آخر. وفي الخليل، هاجمت مجموعة من المستوطنين، بالرصاص الحي واعتدت على الأهالي والمزارعين ورعاة الماشية بمسافر يطا جنوب الخليل. وقالت مصادر محلية، إن مستوطنين هاجموا بحماية جنود الاحتلال، منازل المواطنين وأطلقوا الرصاص الحي صوب الأهالي في قرية التوانة، واعتدوا عليهم وعلى المزارعين ورعاة الماشية. وأطلق نشطاء فلسطينيون، أمس، بالونات تحمل مواد حارقة من غزة تجاه المستوطنات المحاذية للقطاع، ردا على انتهاكات إسرائيل بالمسجد الأقصى وحي «الشيخ جراح» بمدينة القدس المحتلة.
ورصدت عدسة وكالة الأناضول، إطلاق شبان فلسطينيين عشرات البالونات تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.
وقال أحد النشطاء ويدعى «حيدر»، في حديث لمراسل الأناضول، «إن إطلاق البالونات رد على انتهاكات الاحتلال (إسرائيل) بحق المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة». وجاءت هذه الصدامات بينما تصاعد التوتر في القدس في الأسابيع الأخيرة بسبب إغلاق السلطات الإسرائيلية بعض أجزاء البلدة القديمة خلال رمضان، وفي خضم معركة قضائية حول إخلاء عائلات فلسطينية منازلها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية لصالح مستوطنين يهود. واعتبرت حركة «حماس» الفلسطينية، أمس، منع إسرائيل حافلات تقل المئات من فلسطينيي الداخل من الوصول إلى المسجد الأقصى لإحياء ليلة القدر «انتهاكا لأبسط القوانين». وقال الناطق باسم الحركة، حازم القاسم، في بيان تلقت الأناضول نسخة منه: «محاولات الاحتلال منع فلسطينيي الداخل من الوصول للمسجد الأقصى، انتهاك لأبسط القوانين والأعراف الإنسانية التي تكفل حرية العبادة». وتابع: «الإصرار من شعبنا في الضفة والداخل المحتل للوصول إلى المسجد الأقصى، يؤكد الاستعداد الكامل للدفاع عنه وحماية هويته في مواجهة العدوان الصهيوني عليه». من جهتها أكدت الولايات المتحدة إنها «قلقة جدا» إزاء ما يحصل، وقالت وزارة الخارجية الأميركية «من الضروري جدا أن تمارس كل الأطراف ضبط النفس وأن تمتنع عن الأعمال والتصريحات الاستفزازية، وأن تحافظ على الوضع التاريخي للحرم الشريف وجبل الهيكل، بالقول والفعل».
وأضاف البيان «إننا قلقون جدا إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس، لا سيما أن عددا منها عاشت في هذه المنازل على مدى أجيال».
ودعا الاتحاد الأوروبي أمس السلطات إلى التحرك «بشكل عاجل» لخفض التوتر في القدس. وقال المتحدث باسم الاتحاد في بيان «العنف والتحريض غير مقبولين»، مضيفا أن «الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لخفض التوتر الحالي في القدس».
وأضاف «على القادة السياسيين والدينيين وفي المجتمع من جميع الأطياف التحلي بضبط النفس والمسؤولية والقيام بكل ما هو ممكن لتهدئة هذا الوضع المتفجر».
وأعربت روسيا عن «قلقها» ودعت إلى تجنب «تصعيد العنف» في القدس حيث اندلعت اشتباكات هي الأكبر في السنوات الأخيرة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
وحث منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور فينيسلاند في تغريدة على تويتر جميع الأطراف على «احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة في البلدة القديمة بالقدس من أجل السلام والاستقرار».
ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أمس، الأمة الإسلامية إلى «هبة شعبية ورسمية من داخل فلسطين وخارجها»، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس والمسجد الأقصى.] جاء ذلك في بيان، يحمل توقيع رئيس الاتحاد، أحمد الريسوني، وأمينه العام علي القره داغي. وطالب كل قيادات العالم العربي والإسلامي ومنظمة التعاون الاسلامي، وجامعة الدول العربية، وكل الجهات والأطراف المعنية إلى «ضرورة العمل الجاد لاتخاذ الإجراءات اللازمة والحازمة وفاعلة لوقف ‏التصعيد دولة الاحتلال بحق المقدسات».
copy short url   نسخ
09/05/2021
1020