+ A
A -
استضافت حلقة جديدة من مبادرة سحور مع مؤلف، والتي يبثها الملتقى القطري للمؤلفين على قناته باليويتوب، ويقدمها د. علي عفيفي علي عفيفي، الباحث في التاريخ، الكاتبة د. باهرة عبداللطيف، والكاتب د. علاء الدين آل راشي.
واستهلت الحلقة الكاتبة باهرة عبداللطيف، بخلفية تاريخية عن تاريخ الإسلام في أسبانيا. مؤكدة أنه «تاريخ طويل، وجذور عميقة، وذلك على خلاف وجوده وانتشاره في عدة دول أوروبية أخرى». وعرجت على محطات تاريخية من المقاومة عبر التاريخ للإسلام، وخاصة بعد سقوط الأندلس، حتى أصبحت هناك قطيعة معه، وما أعقب ذلك من حملات تنصير للمسلمين الموريسكيون، أجبروا فيها على ترك الإسلام، واستمر هذا العداء لقرون طويلة.
وقالت إنه مع انتهاء هذه الحقبة التاريخية، أصبح للمسلمين وضع آخر، حتى أصبح عددهم يتجاوز حالياً المليوني نسمة، 56 % منهم من سكان أسبانيا الأصليين، ممن كانت لهم جذور إسلامية، ثم عادوا للإسلام، بعدما أجبروا على التنصر، بالإضافة إلى الآخرين ممن تم تجنيسهم، ولهذا يعتبر الوجود الإسلامي في أسبانيا، ذي إرث تاريخي كبير.
أما د. علاء آل راشي فتحدث عن الجذور التاريخية للمسلمين في ألمانيا، مؤكداً أنهم قدموا إليها من عدة بلدان، وحملوا معهم تصورات عديدة، وهو ما انعكس على استقبالهم لشهر رمضان، بهذه الخلفيات الخاصة، التي قدموا بها من بلدانهم العربية والإسلامية.
وقال إنه لذلك يصعب تحديد تصورات معينة لكيفية استقبال المسلمين في ألمانيا للشهر الفضيل، «إذ لا يوجد رابط يجمعهم وتفرق كبير فيما بينهم، خاصة وأن هناك من المسلمين من نقل معه عادات بلدانه إلى بلد الهجرة الجديد بالنسبة له».
ولفت إلى أن «الجالية المسلمة في ألمانيا تعاني من ضبابية في فهم شهر رمضان المبارك، دون التعرف على المعنى الحقيقي للشهر الكريم، وهو تحقيق التقوى للصائم». مؤكداً أن هذه الحالة انعكست على فكرة استقبال شهر رمضان أيضاً، إذ وجدنا أن بعض المسلمين لا يحرصون على توحيد المطالع، ومنهم من يصوم على حسب مطلع الدولة التي هاجر منها، ما أوجد حالة من التفرق فيما بينهم.
أما الكاتبة باهرة عبداللطيف فأكدت أن المسلمين في أسبانيا يستقبلون الشهر الكريم بتهيؤ نفسي. مبدية رفضها لبعض السلوكيات التي تربط بين استقبال الشهر الكريم بإقامة الولائم، والاستعداد له بتوفير ما تجود بن الموائد.
وفي السياق، ميزت بين حالتين في استقبال المسلمين لرمضان، الحالة الأولى بالنسبة للمسلمين الأسبان، الذين يستقبلونه بالتقشف، على خلاف المسلمين الوافدين إلى أسبانيا، والذين يربطون استقباله بإقامة الولائم.
وقالت إنه من هذا المنطلق، فإن لكل جالية مأكولاتها الخاصة، والتي تميزها، ما يجعلنا أمام طبائع مختلفة في إعداد الأطعمة، وفقاً لتقاليد وعادات المهاجرين المسلمين إلى أسبانيا. رافضة تجسيد استقبال شهر رمضان في إقامة الموائد، والاهتمام بالقشور، على حساب جوهر الإسلام، والمعنى الحقيقي للشهر الكريم.
ونفس الفكرة شاركها فيها د.علاء، الذي أبدى رفضه لاختزال الشهر الكريم في إعداد الولائم، دون فهم المعنى الحقيقي للشهر المبارك، حتى انتقل شهر رمضان لدى هؤلاء من مفهوم الحركة، إلى البركة التي تتسم بالولائم. مشيراً إلى ان موضوع الأطعمة موضوع نسبي، يختلف تبعاً لكل جالية مقيمة في ألمانيا.
وقال إنه رغم كل ذلك، فإن المسلمين في ألمانيا يمارسون عبادتهم بحرية تامة، دون أي تدخل من السلطات، «وأن أهم ما ينقصهم هو عدم فهم المعنى الحقيقي لشهر رمضان، ما يجعل في فهمهم للإسلام ارتخاء وعشوائية، وإذا استطعنا تقديم الرؤية الحضارية للإسلام في ألمانيا، فإن هذا سيكون رسالة كبيرة، غير أنه لا يتم استثماره».
وعن استعدادات الأطفال لاستقبال الشهر الكريم. قال إنهم يقومون باستقباله بالفوانيس، ونفخ البالونات، وتقديم الأطعمة لجيرانهم المسيحيين عند آذان المغرب، ويتركون لهم الهدايا على أبواب منازلهم لتعريفهم بالشهر الكريم.
وقال إنه يجب عندما نتحدث عن رمضان، أن نتحدث عن منظومة وعي ومعرفة، وإدراك أن الإسلام دعا إلى الحرية والعقل، لذلك يجب فهم فحوى رمضان".
وبدورها، قالت الكاتبة باهرة عبداللطيف إن السياق الأوروبي عمومًا وفر للمسلمين ولغيرهم الحرية الكافية لممارسة طقوسهم وعاداتهم، بشرط احترام حرية الآخر، وألا يتم التأثير باسم الدين على حريات الناس، وهذا هو العقد الاجتماعي الذي تم الاتفاق عليه، والذي وصل إليه الأوروبيون، بعد معاناة كبيرة.
copy short url   نسخ
08/05/2021
1808