+ A
A -
عبدالله جوهر العلي
الدين همٌّ بالليل وذلٌّ بالنهار، والغارمون من الفئات الثماني المستحقة للصدقات، يقول الله تعالى في سورة التوبة آية 60: (إِنَّمَا ?لصَّدَقَ?تُ لِلْفُقَرَا?ءِ وَ?لْمَسَ?كِينِ وَ?لْعَ?مِلِينَ عَلَيْهَا وَ?لْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى ?لرِّقَابِ وَ?لْغَ?رِمِينَ وَفِى سَبِيلِ ?للَّهِ وَ?بْنِ ?لسَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ ?للَّهِ وَ?للَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، والشخص الغارم يأخذ حكم الغارم وكذلك من في الرقاب؛ لأنه فقد حريته بسبب الدين وانقطع عن عمله بسبب سجنه، وهو ما يجعله يأخذ حكم الغارم وفي الرقاب والفقير والمسكين.
وقد كانت الحملة التي قامت بها «قطر الخيرية» لسداد ديون الغارمين في دولة قطر وإنقاذهم من السجن خلال شهر رمضان المبارك حملة مباركة أظهرت معدن الشعب القطري الأصيل الذي يتسم بالمبادرة على فعل الخير والوقوف بجانب المحتاج والتكافل الاجتماعي، وكم كانت سعادة الغارمين وأسرهم بل وجموع الشعب القطري مواطنين ومقيمين بتبرع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله بمبلغ مائتي مليون ريال قطري، أي ضعف المبلغ المطلوب لسداد كل ديون الغارمين بوطننا الحبيب قطر، وهو ما أنقذ آلاف الأسر من فقدان عائليها لحريتهم، وجمع شمل أرباب الأسر بأولادهم وذويهم وأزاح كابوسًا ثقيلًا من ذل الدين وهمه عن مئات الأشخاص.
إن تبرع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بهذا المبلغ يعتبر لفتة إنسانية كريمة، وحسب ظني لم تحدث في تاريخ أي دولة إلا زمن الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز، وهو ما سيسطره التاريخ على مر العصور.
copy short url   نسخ
08/05/2021
768