+ A
A -
نسيم عنيزات كاتب أردني
إشارات ودلالات أطلقها مجلس الأمة والتقطها الشارع الأردني بوجود تحرك ونية للإصلاح السياسي من خلال دعوة رئيس مجلس الأعيان للأحزاب والنقابات للحوار، إلا أن الآلية والطريقة التي سمعنا اتهمها البعض بالقفز دون وجود برنامج عمل استهجنها واستغربها الشارع الذي يتخوف بأن تتم العملية سلقا دون أي نتائج ملموسة.
قد أفهم دعوة رئيس الأعيان للحوار مبكرا الذي يأتي من باب عدم تفويت الفرصة والاستفادة من المناخ والوقت طالما كان متحمسا وتحدث كثيرا في هذا الشأن. لكن علينا أن نهيئ الأرضية المناسبة من خلال توافق جميع مؤسسات الدولة على ضمن برنامج زمني محدد بالأهداف حتى لا نشهد عمليات تعطيل وشد عكسي في المستقبل.
لنشكل بعدها لجنة حوار وطني تظم ممثلين عن الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني ونخب وشخصيات سياسية تدير هي الحوار وتقوده دون أجندة مسبقة لتصل إلى توصيات ونتائج تلامس نبض الشارع لا غيره يتم مناقشتها مع الحكومة أو البرلمان.
فما شاهدناه وسمعناه باليومين الماضيين يشير إلى عدم التوافق والتنسيق وأنه إذا استمررنا على هذا النهج لن نصل ولن نحقق شيئا وسيعود إلى مربعنا الأول. فالموضوع ليس سحب بساط أو سباق بين مؤسسة أو أخرى بعد أن أعلن بعض النواب عن استغرابهم للدعوة التي تمت، فالإصلاح لا يسلق سلقا بل يحتاج تمهيد الطريق وإزالة كل المعيقات وتوافق على الأهداف والنهج والآلية المتبعة بمشاركة شخصيات ومؤسسات تحظى بثقة الشارع الأردني.
تضع برنامجه وجدول أعماله مع وجود ضمانات للتنفيذ من الحكومة التي لم نسمع منها شيئا بهذا الخصوص سوى تاخيرها في دفع قانون الإدارة المحلية للنواب، مع أنني أؤيد هذا التأخير إذا كان الهدف هو الحوار والنقاش للوصول إلى توافقات شعبية وسياسية.
وكنت أتمنى أن يسبق ذلك كله إطلاق مبادرة أو مشروع سياسي بمناسبة احتفالاتنا بمئوية الدولة يتوافق عليه الجميع.
copy short url   نسخ
08/05/2021
281