+ A
A -
موضي البوعينين
يعتبر التعليم المسؤول الأول عن تطور الإنسان وإعداده لأداء دوره في الحياة والمجتمع، وكذلك يعتبر خير وسيلة لبناء نهضة البلاد وتنميتها، فالعلم هو المنارة التي يهتدي بها الإنسان فيجعله قادرا على التعامل مع ما يحيط به نتيجة ما اكتسبه من معارف وعلوم.
وقد تجلت أهمية العلم منذ بدء الخليقة واهتمت بها الأديان السماوية اهتماما كبيرا،
كما بين القرآن فضله ومنزلة علماءه في آيات كثيرة، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ? وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} {شَهِدَ ?للَّهُ أَنَّهُ? لَا? إِلَ?هَ إِلَّا هُوَ وَ?لْمَلَ??ئِكَةُ وَأُوْلُواْ ?لْعِلْمِ قَا?ئِمً?ا بِ?لْقِسْطِ ? لَا? إِلَ?هَ إِلَّا هُوَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ} {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}.
قال صلى الله عليه وسلم «من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ».
التعليم حق من حقوق الإنسان، ويعتبر من الواجبات الأساسية للدولة فجعلته ملزماً، فأنشأت من أجله المدارس ووفرت له معلمين على قدر من الكفاءة وخصصت له مناهج عمدت إلى تطويرها مواكبة للتغيرات والتحولات التي يشهدها العالم في جميع المستويات.
تقع على عاتق المعلم مسؤولية بناء الإنسان، تعليمه وتثقيفه، فهو الركيزة الأساسية في عملية التطوير والتحديث والمسؤول الأول عن بناء اركان الدولة وتقويتها وتسليحها على كل المستويات فقد أثبت التاريخ أن قيام الحضارات وامتدادها وسيادتها قروناً طويلة، كان نتيجة الاهتمام بالعلم والعلماء وأن انهيارها وتخلفها بسبب اهمالهما وعدم تقديرهما.
قديماً كان للمعلم مكانة عالية نظراً لدوره ومهمته في تبليغ الرسالة التي حمل أمانتها وباعتباره القدوة التي يقتدي بها طلابه لتعزز شخصياتهم كقوة مؤثرة بناءة وصالحة،
ولكن لنحقق في حال المعلم اليوم كيف أصبح، وكيف فقد مكانته في المجتمع لينظر إلى مهنته نظرة دونية، والأسباب التي أدت إلى عزوف المعلمين عن أعظم وأنبل مهنة، وعن الأسباب التي أدت إلى تقديم المعلمين استقالاتهم، هل توجد دراسة تبحث في حال المعلم وواقعه بنزاهة وشفافية؟
الإصلاح في التعليم لتطويره وتغييره، لا يتم بعشوائية، ولا بمزاجية بعض صناع القرار، إنما هي مسألة ترتبط بظروف المجتمع وطرق حل مشاكله والتغلب عليها، مواجهة التحديات وما ينتج عنها من تناقضات، فهي رؤية حقيقية يراد تطبيقها بنزاهة على أرض الواقع لمستقبل أفضل، تتطلب روح المواطنة وما ينطوي عليه هذا المفهوم، فالدولة تشهد تحولات في مختلف الميادين والذي من شأنه أن يطال الميدان التعليمي.
copy short url   نسخ
08/05/2021
554