+ A
A -
الدوحة – الوطن
احتفلت وايل كورنيل للطب - قطر عبر الإنترنت بتخريج 41 طبيباً واعداً جديداً ليبلغ عدد الأطباء الذين تخرّجوا من الكلية 463 طبيباً وطبيبة منذ إنشائها في عام 2001.
وكما العام الفائت، عُقدت مراسم افتراضية لتسليم شهادات «دكتور في الطب» لأطباء دفعة 2021 تطبيقاً لقواعد التباعد الصارمة المتبعة حالياً للحد من انتشار فيروس كوفيد 19. وتابع المراسم الافتراضية ذوو الخريجين وأصدقاؤهم في جميع أنحاء العالم، وأقسم الأطباء الخرّيجون «قسم أبقراط» وتسلّموا شهاداتهم افتراضياً من الدكتور جاويد شيخ، عميد وايل كورنيل للطب - قطر.
وأشاد الدكتور شيخ في كلمته بمثابرة الخريجين وتفانيهم، منوّهاً باستكمالهم السنة الأخيرة من برنامج الطب وسط صعوبات وتحديات استثنائية بسبب ظروف الإغلاق التي فرضتها الجائحة، وخاطبهم قائلاً: «كنتم مصدر إلهام لنا جميعاً في وايل كورنيل للطب - قطر، لتفانيكم ومثابرتكم في دراستكم والتزامكم بالتدابير المطبّقة للحدّ من انتشار كوفيد 19. وأنا ممتن لكلّ واحد منكم لأنكم كنتم على قدر تحدٍّ غير مسبوق، وبالمثل، أنا ممتن لأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الكلية، وللمدينة التعليمية على وجه العموم لأنها دعمتنا وساندتنا في هذه الظروف الصعبة للغاية».
وأضاف قائلاً: «كثيرون منكم سيجدون أنفسهم مدعوين إلى تقديم العون للمصابين بفيروس كوفيد 19 وغيره من الأمراض المعدية، وإلى مواجهة طوارئ صحية تظلّ غير متوقعة حتى هذه اللحظة، وإلى مجابهة الكثير من التحديات المستقبلية بهمّة وعزيمة، وباسمي واسم المتابعين لحفلنا اليوم، أتمنى لكم جميعاً كل التوفيق والسداد وأنتم تنطلقون في مسيرتكم المهنية بما تنطوي عليه من تحديات».
ومن ثم توجّه الدكتور شيخ بجزيل الشكر والعرفان إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، وسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، منوّهاً بأهمية طموحهم ورؤيتهم وقيادتهم في تمكين الخريجين من إطلاق العنان لقدراتهم وتحقيق تطلعاتهم وفي مقدّمتها التأهل لممارسة مهنة الطب. وشكر الدكتور شيخ أيضاً سعادة الدكتورة حنان الكواري، وزيرة الصحة العامة، لما قدّمته من دعم كبير لوايل كورنيل للطب - قطر على مرّ السنين.
وقد شرّف حفل تخرّج وايل كورنيل للطب - قطر، لهذا العام، الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وهو جزء من منظومة المعاهد الوطنية للصحة (NIH) بالولايات المتحدة الأميركية، والمستشار الطبي الرئيسي للرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون كوفيد 19، الذي ألقى الكلمة الرئيسية للحفل.
وقال الدكتور فاوتشي: «أنا سعيد أن أُتيحت لي هذه الفرصة لتهنئة خرّيجي دفعة 2021 في وايل كورنيل للطب - قطر. وبينما نجتاز السنة الثانية من جائحة كوفيد 19 العالمية، أنا مدرك تماماً أن الاحتفال بهذا الإنجاز الفارق في حياتكم في ظلّ القيود الاستثنائية التي فرضتها الجائحة أمر مخيّب لآمالكم في أحسن الأحوال. ومع ذلك، علينا جميعاً أن نتكيّف مع هذه الظروف الاستثنائية وأن نرصّ الصفوف لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا، فعندما تفشّت هذه الجائحة في أرجاء العالم منذ أكثر من عام، سرعان ما أثقلت كاهل المستشفيات وأصابت بعضها بالشلل، وفرضت مستويات تكاد تكون ساحقة من الإجهاد والإرهاق على الكوادر الطبية فيها، وقد كنتم ممّن واجهوا هذه الظروف الصعبة بكل شجاعة ومرونة وقابلية للتكيف، وتستحقون كل الشكر على تفانيكم المذهل في مثل هذه الظروف».
وأضاف فاوتشي قائلاً: «كنت محظوظاً أن تخرّجت طبيباً من كلية طب جامعة كورنيل في عام 1966. ربما لم أكن أقدّر مثل هذا الإنجاز التقدير المستحق في حينه، لكن المسار الذي سلكته بعدئذ، بما في ذلك التدريب والالتحاق ببرنامج إقامة الأطباء ومن ثم شغل منصب كبير الأطباء المقيمين في الطب الباطني في مركز كورنيل الطبي في مستشفى نيويورك، ومن ثم التدريب في مجال الأمراض المعدية في المعاهد الوطنية للصحة، كلها أمور هيّأتني كما يجب لمحاربة الفيروسات الناشئة التي ظهرت تباعاً طوال مسيرتي المهنية. على سبيل المثال، فيروس نقص المناعة البشرية، وجائحة الإنفلونزا لعام 2009، والمتلازمة التنفسية الحادّة الوخيمة، وفيروس إيبولا، وفيروس زيكا، وصولاً إلى الجائحة العالمية الحالية كوفيد 19. وفي هذا الصدد، غالباً ما أنصح الطلاب باقتناص الفرص غير المتوقعة الماثلة أمامهم، ففي الثمانينيات، أتذكر تماماً عندما أحدث التعرف على فيروس جديد، عُرف لاحقاً باسم فيروس نقص المناعة البشرية، تحولاً مفاجئاً في مسيرتي المهنية في المعاهد الوطنية للصحة، ومرّت عقود عدة قبل أن أتمكّن من استيعاب التأثير الهائل لهذا الفيروس في العالم أجمع».
وتابع فاوتشي قائلاً: «واليوم، نحن نقف عند منعطف حاسم في مواجهة جائحة كوفيد 19، ومما مهّد الطريق أمامنا للقضاء على هذه الجائحة، نجاح العلماء في تطوير أكثر من لقاح بالغ الفعالية لكوفيد 19 بسرعة مذهلة ومن ثم ترخيص الجهات المختصة لتلك اللقاحات، لكن المجتمع العالمي في سباق اليوم لنشر هذه اللقاحات بسرعة تفوق سرعة تحوّر فيروس كوفيد 19 إلى سلالات أسرع انتقالاً وأكثر فتكاً. واليوم، وأنتم تنتقلون إلى المرحلة التالية من رحلتكم مع مهنة الطب، بغض النظر عن تخصصاتكم الطبية الدقيقة، نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى لمقدرتكم وطاقتكم وعزمكم وشخصيتكم ليستعيد العالم صحته وعافيته. وفي الختام، أشكركم على شجاعتكم ومثابرتكم، وتهانينا لكم، وابقوا بخير، وتمنياتنا لكم بكل التوفيق في مساعيكم المستقبلية».
تتألف دفعة 2021 في وايل كورنيل للطب - قطر، من 30 طبيبة و11 طبيباً ينتمون إلى 13 بلداً من حول العالم هي: قطر وعُمان والأردن وفلسطين والعراق وباكستان والهند والمملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية ومصر وسنغافورة وكندا والولايات المتحدة الأميركية. وهذه الدفعة هي الرابعة عشرة في تاريخ وايل كورنيل للطب - قطر، والثانية التي يكمل خرّيجوها برنامج الطب المدمج المبتكر الممتد لستة أعوام، وهو يتألف من برنامج ما قبل الطب وبرنامج الطب. هذا واستُهّلت مراسم حفل هذا العام بتلاوة الخرّيج الدكتور عبد العزيز ناصر عبد الغني لآيات من القرآن الكريم، بينما مارشال الجامعة كان الدكتور جيمس روتش، العميد المشارك لتعليم ما قبل الطب وأستاذ الكيمياء في وايل كورنيل للطب - قطر.
وقد تمّ إلقاء كلمتين باسم الخرّيجين، الأولى ألقتها الخرّيجة الدكتورة ريحان النعاس التي قالت إنّ حلم التأهل كأطباء كان مصدر عزم الطلاب طوال ظروف الإغلاق الاستثنائية. وقالت: «كل واحد منا لديه حلم وحلمنا الأكبر هو أن نصبح أطباء ذوي خبرة، أطباء ذوي علم ومعرفة، أطباء ذوي رحمة. وأتمنى من كل قلبي أن يتحقق هذا الحلم وأن نعالج مرضانا آناء الليل وأطراف النهار وأن نصبح التعزية في حزنهم والقوة في ضعفهم والرجاء في يأسهم. وأرجو من أعماق قلبي أن يصبح كل واحد منا مصدر فخر لمهنة الطب. فلقد أحسسنا بمرارة الانتظار وقطعنا الدروب شوقاً للغد الأفضل، والآن نستحق أن تتحقق أحلامنا حتى لا يضيع عملنا هباء وحتى نشعر بحلاوة الصبر».
كما تحدّثت الخرّيجة الدكتورة لولوة الذياب فأعربت في كلمتها عن التزام الأطباء أخلاقياً إزاء مرضاهم والتعاطف معهم، واصفة ذلك بحجر الزاوية لمهنة الطب. وقالت: «لقد أمضينا أوائل العشرينيات من أعمارنا ونحن نوجّه نموّ مشاعرنا في بيئة يمكن أن تكون مرهقة للغاية، فقد شاهدنا أشخاصاً حقيقيين يعانون الأمراض وكان الأمر صعباً للغاية في بعض الأحيان. وعلى الرغم من المصاعب الجمّة التي كانت تعترض طريقنا، مضينا قدماً نحو غايتنا واستطعنا أن نرفع معنويات مرضانا لأننا كنا نشعّ نوراً في أحلك الظروف. ضحكنا مع مرضانا، وحزنّا معهم ومسكنا بأيديهم وأصبحنا مدافعين عنهم مناصرين لهم. أدعو الله أن نستمر في ذلك. وإذا أردنا إسداء نصيحة واحدة لأنفسنا، فلا بدّ أن تكون أن نواصل تعاطفنا مع مرضانا، بالإمساك بأيديهم والإصغاء لهم».
وشاركت الدكتورة ثريا عريسي، أستاذ الطب الإكلينيكي والعميد المشارك الأول للتعليم الطبي والتعليم الطبي المستمر، عميد الكلية في تقديم الخرّيجين وتسليمهم شهادات «دكتور في الطب». وقالت: «أتوجّه بأحرّ التهنئة إلى هذه الثلة المذهلة من الطبيبات والأطباء الذين يقودهم شغف التعلّم، وفضول المعرفة، وقبل هذا وذاك، الرغبة في تخفيف آلام الآخرين ومواساتهم. ويتزامن تخريج هذه الدفعة مع جائحة عالمية جعلت العالم في أمسّ الحاجة إلى الأطباء أكثر من أيّ وقت مضى، ونحن ممتنون بحقّ لخرّيجينا لأنهم اختاروا تسخير قدراتهم الفذة لخدمة مهنة الطب».
سيواصل الأطباء الجدد تخصصاتهم الطبية العليا وسينضمون إلى عدد من برامج إقامة الأطباء التابعة لنخبة من المؤسسات الطبية المرموقة في قطر والولايات المتحدة، منها على سبيل المثال لا الحصر مؤسسة حمد الطبية، ومستشفى نيويورك-برسبتيريان /‏ مركز وايل كورنيل الطبي، والمركز الطبي بجامعة ديوك، وكليفلاند كلينيك، ومستشفى سبولدنغ لإعادة التأهيل في كلية طب هارفرد.
وتحدّث أيضاً الدكتور أوغسطين تشوي، عميد وايل كورنيل للطب - نيويورك، الذي قال: «عندما يختار المرء مهنة الطب فإنه يقبل بأن يأخذ على عاتقه مسؤوليات جمّة. وإذا ما أراد أن يمنح مهنة الطب أفضل ما لديه فإن عليه أن يواصل رحلة التعلّم واكتساب مهارات جديدة طوال مسيرته المهنية ليتمكن من تقديم أفضل رعاية ممكنة لمرضاه. وعليكم أن تتعاطفوا مع مرضاكم وأن تعطوهم الرعاية الواجبة طوال حياتكم، وعليكم ألا تنسوا أن مهنة الطب تتطلب انضباطاً دائماً ومواظبة تامة في كل يوم من حياتكم. ثمة الكثير من الفرص المتاحة أمامكم لترك بصمتكم المؤثرة، في قطر وفي أوطانكم وأينما كنتم حول العالم. لقد أظهرت لنا السنة الماضية أن الصحة أثمن ما نملك، وأنتم كخرّيجي وايل كورنيل للطب - قطر تملكون الأدوات التي تجعلكم تتركون بصمة فارقة أينما أردتم توجيه طاقاتكم. وأخيراً، أتمنى لكم كل التوفيق في مسيرتكم وأتطلع إلى سماع أخبار إنجازاتكم الفارقة كخرّيجين من جامعة عريقة مثل وايل كورنيل».
copy short url   نسخ
07/05/2021
854