+ A
A -
كتب أكرم الفرجابي
شدد عدد من علماء الدين على ضرورة إخراج زكاة الفطر في موعدها، مشيرين إلى أنها فريضة على المسلم ذكراً أو أنثى كبيراً أو صغيراً، ونوهوا بأن صيام الشهر الكريم معلق بها حتى تقضى وتستخرج، وأوضحوا أن زكاة الفطر فيها إحسان إلى الفقراء وكفّ لهم عن السؤال في أيام العيد، مستشهدين بما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين».
وحول مشروعية زكاة الفطر، أكدوا في حديثهم لـ الوطن أنها ثابتة في الكتاب بقول الحق عز وجل: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، وفي السنة ومنها ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين»، موضحين أن الأصل في زكاة الفطر إخراجها طعاماً من غالب قوت الناس وهو الأرز، ومقدارها بالصاع النبوي 2.5 كم، مع جواز إخراجها نقداً بقيمة (15) ريالاً قطرياً كما أعلن صندوق الزكاة، الذي سيتسلمها نقداً ويقوم بتوزيعها على المستحقين لها عيناً تطبيقاً للسنة النبوية المطهرة.
الأسئلة المتداولة
وفي السياق، قال فضيلة الداعية د. علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن السؤال حول زكاة الفطر من أكثر الأسئلة المتداولة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، حول ما إذا كان يجوز دفعها نقداً من عدمه، موضحاً أنه وقف على أحد الكتب ألفه أحد علماء اليمن الأجلاء، وذكر فيه أسماء «84» صحابيا وتابعيا وفقيها يجيزون دفع الزكاة نقداً، مشيداً بالتحقيق الذي وصل إليه العالم اليمني، فالغرض من زكاة الفطر هو إغناء الفقراء، وهذا يتحقق بالطعام إن كان الطعام خيرا لهم، وبالمال والنقد إذا كان في ذلك خير لهم، وحتى شيخ الإسلام ابن تيمية يرى بنفس الرأي، وكذلك رأي فقهاء المذاهب.
وقال د. القره داغي إنه في ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها الإنسانية من جراء فيروس كورونا أجاز جمهور الفقهاء تعجيل إخراج الزكاة لعام أو عامين قادمين، للتخفيف من وطأة المعاناة على المحتاجين والفقراء، وأضاف أنه أصبح من الواجبات أن نسارع بالخيرات أكثر، في ظل ما يمر به الفقراء المسلمون، بعدما تضاعفت مشاكلهم وتراكم فقرهم، بسبب عدم عملهم أو تعطيلهم عن العمل.
إكمال الصيام
من جانبه، قال فضيلة الداعية أحمد بن محمد البوعينين، الأمين العام للاتحاد العالمي للدعاة: يجب علينا أن نستحضر ونحن نؤدي زكاة الفطر أننا نحن المحتاجون لهذه الزكاة، نعم نحن أحوج ما يكون لإكمال الصيام وما اعتراه من خلل، ومن هنا نستشعر فضل الله علينا بأن شرع لنا زكاة الفطر لأنها طُهرة للصائم من اللغو والرفث وفيها شكرا لله على إتمام صيام الشهر، لافتا إلى أهمية أن يدفع الصائم زكاة الفطر بطيب نفس لأخيه المسلم المحتاج، ليكفيه مساءلة الناس في يوم العيد، وأضاف أن من نعم الله علينا الجمعيات الخيرية، حيث تجتهد هذه الجمعيات في التعرف على المحتاج ومقدار حاجته، عبر باحثين اجتماعيين يدرسون الحالات وأوضاع الأسر المحتاجة، لذلك على المسلم الذي لا يستطيع أن يهتدي بنفسه للمحتاجين أن يسلم زكاة فطره لهذه الجمعيات التي توصلها لمستحقيها.
ودعا فضيلة الداعية البوعينين المزكّين إلى المبادرة بأداء الزكاة وإخراجها خلال شهر رمضان الذي يتضاعف فيه ثواب الأعمال الصالحة، منوهاً بما روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قوله: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ»، (رواه الشيخان)، والأولى إخراجها من الطعام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين»، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، وأجمع المسلمون على وجوبها وتدفع إلى الفقراء مكان إقامته أو غير من بلاد المسلمين.
صدقة الفطر
من ناحيته، أشار فضيلة الداعية د. محمد بن حسن المريخي إلى أن الإنسان سمي إنسانا لنسيانه، فلا يعمل عملاً إلا وفيه من النقص والتقصير ما فيه أدرك ذلك أو لم يدركه، وإن فضل الله تعالى كبير على المسلمين، فقد تفضل فشرع لهم من الأعمال ما يكمل به النقص ويتم به التقصير، فشرع لكم في ختام الشهر صدقة الفطر يستخرجها الصائم عن نفسه ومن يعول إذا كانت زائدة عن حاجته، وهي فريضة على القادر عليها فرضها رسول الله على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير صاعا من قوت أهل البلد، وهذه الصدقة تستخرج قبل العيد بيوم أو يومين والمستحب والأفضل من صح العيد قبل صلاة العيد وهي طُهرة للصائمين وطعمة للمساكين ويجب إيصالها إليهم.
وأشار المريخي إلى الاهتمام بزكاة الفطر، فقد ورد أن صيام الشهر معلق بها حتى تقضى وتستخرج، ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد العيد ومن نسيها فلا بأس عليه فليستخرجها متى ذكرها فله أجره، واحذروا عباد الله من إهمالها أو استخراجها بنفس غير راضية أو متبرمة، وإن استخراج صدقة الفطر بإرسالها لأبناء العمومة والأرحام ممن أغناهم الله لا يعد استخراجاً لها وما أخرج زكاة فطره من أعطاها لغير مستحقيها، فإن الله تعالى ورسوله شرعها لحكمة بليغة يجب أن تبلغها وهي الإحسان إلى الفقراء وسد حاجتهم وحفظهم من السؤال يوم العيد.
قوت للمساكين
من جهته، قال فضيلة الداعية د. عبد الله السادة إن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم سواء كان ذكرا أو أنثى قادر ويعول إخراجها كنقود أو قوت للمساكين في جميع بلدان العالم، وهي فريضة أقرها الله ليتساوى المسلم الفقير مع الغني، مشيراً إلى أن زكاة الفطر يفضل إخراجها طعاما، ولكن لا يستطيع الكثير من الأفراد أن يخرج زكاة ماله طعاما وقوتا لكل من يستحق، فعليه في ذلك الوقت إخراجها كنقود وتوزيعها على الفقراء في جميع البلاد التي تستحق إخراج الزكاة بها. وأكد فضيلة الداعية السادة على أنه يجب توكيل الجمعيات الخيرية والجهات المعنية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدفع أموال الزكاة إلى هذه الجمعيات شريطة إخراجها كطعام على الأفراد والاسر التي لا تستطيع أو في البلاد التي تحتاج لهذا الطعام، وأوضح أن على المسلم إخراج زكاة الفطر في المكان الذي يحتاج إلى أموال، كما أنه يجوز إخراجها في البلدان المنكوبة والأراضي التي تستحق الإنفاق على أهلها، مشيراً إلى أنه يجب إخراج الزكاة للمسلم في البلد الذي يقيم فيه أو يقضي فيه العيد أو البلد الأم، ولكن يجب عليه مراعاة ذلك وإخراجها في البلد الأحوج للزكاة.
وأضاف فضيلته أن زكاة الفطر يجب إخراجها قبل صلاة العيد ولكن يصعب على الكثير ذلك، فلا مانع من إخراجها قبل العيد بيومين أو ثلاثة حتى تصل إلى مستحقيها، موضحاً أن الزكاة واجبة على كل فرد مسلم قادر يعول، لا بد من إخراجها وعدم تركها، وعند تركها لا تسقط من عليه ولكن تظل دينا طوال حياته عليه إخراجها في أي وقت ولكن تعتبر صدقة وليست زكاة فطر، واستشهد بحديث: «قال فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ».
خدمات الزكاة
بدوره، دعا صندوق الزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الجمهور إلى المبادرة بإخراج زكاة فطرهم ومن يعولون في موعدها، مشيراً إلى تشغيل خدمات إخراج زكاة الفطر عن طريق الرسائل النصية (SMS) عبر الجوال لعملاء (أُريدُ فقط) وأيضًا عن طريق حاسبة الزكاة بالموقع الإلكتروني من خلال أيقونة «ادفع زكاتك» في حاسبة الزكاة المتوفّرة على موقع صندوق الزكاة على الإنترنت www.zakat.gov.qa والمرتبطة مع موقع حكومي.
وأوضح الصندوق أنه بخصوص التبرع عن طريق الرسائل النصية، يقوم المزكي بإرسال رسالة نصية (SMS) متضمنة حرف (ز) باللغة العربية أو حرف (z) باللغة الإنجليزية إلى الرقم (92229)، حيث سيتم تحصيل مبلغ «15» ريالًا، وهو ما يعادل قيمة زكاة الفطر، ومن ثم إضافة المبلغ المدفوع على فاتورة المزكي أو خصمه من رصيد مكالماته، ويتم تحويل حصيلة الرسائل لحساب إدارة صندوق الزكاة.
أما بخصوص حاسبة الزكاة فتكون عن طريق أيقونة (ادفع زكاتك) في حاسبة الزكاة بموقع صندوق الزكاة، ليُحيل الموقع المزكي إلى موقع (حكومي) صفحة خدمات صندوق الزكاة ويختار نوع الزكاة (زكاة الفطر)، ويحدّد القيمة المراد دفعها لتصل زكاة الفطر إلى حساب صندوق الزكاة، ويقوم الصندوقُ بتوزيعها قوتًا وفق السنة النبوية على الفقراء والمحتاجين المسجلين لدى إدارة الصندوق، لما ورد في السنة المطهرة: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين»، وتُعطى الزكاة لمستحقّيها المسجلين لدى صندوق الزكاة داخل قطر على شكل (بطاقات مصرفية) يَحصُل بمقتضاها المستفيد على المواد العينية المذكورة من شركة الميرة للمواد الاستهلاكية، وذلك للحفاظ على خصوصية الحالات المستفيدة من خدمات صندوق الزكاة.
copy short url   نسخ
07/05/2021
1990