+ A
A -
الدوحة الوطن
قدمت الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دعماً بقيمة 461.330 ريالاً قطرياً، لشراء أجهزة تعويضية وكراسي وغيرها بالتعاون مع الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وسيستفيد منها خمسة وخمسون من أبناء الجمعية من ذوي الإعاقة الحركية والسميعة والبصرية والمتعددة عموماً، علاوة على حالات التوحد من ذوي الدخل المحدود، وذلك تحت رعاية المصرف الوقفي للرعاية الصحية.
وصرح الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني المدير العام للإدارة العامة للأوقاف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي مع السيد طالب عفيفة عضو مجلس إدارة الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، بأن القدرات الكامنة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الأشخاص من ذوي الإعاقة، تذهل كل متأمل، وعلى مر التاريخ عمومًا، وخاصة في حقبة الصحابة رضي الله عنهم، ثم من أتى بعدهم من العلماء، نماذج من إسهامات ذوي الإعاقة، قامت عليها الحضارة الإسلامية.
وأضاف: لقد وردت أحاديث كثيرة، في فضائل وأحكام ذوي الإعاقة، وكيف كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، يعتمد عليهم في كثير من المسؤوليات، ومن هذا الهدي النبوي اتجه المصرف الوقفي للرعاية الصحية بالإدارة العامة للأوقاف، إلى إنشاء مشاريع وعقد شراكات مع الجهات المختلفة التي تعنى بهذا الشأن، وكان منها الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة، والتي ارتبطنا معهم خلال السنوات الماضية بشراكة حققت العديد من الإنجازات، واليوم نعلن عن هذه الشراكة والتي من خلالها سيتم دعم 55 مستفيدًا لشراء الأجهزة التي يحتاجون إليها.
وأكد المدير العام للإدارة العامة للأوقاف أن العناية بذوي الإعاقة، وخلق بيئة إبداعية لهم، من أهم الأمور التي حثّ عليها الإسلام، ونرى مظاهرها في تاريخنا، فكم من صحابي وعالم من ذوي الاحتياجات الخاصة، رفع الله بهم شأن أمتنا.
وفي إشارة إلى التجربة التاريخية للمجتمعات المسلمة ضرب الدكتور الشيخ خالد بن محمد آل ثاني مثالاً من نماذج العناية بذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك ما رواه الإمام ابن عساكر بسنده إلى الحكم بن عمر الرعيني، قال: شهدت عمر بن عبد العزيز كتب إلى ولاته: أن ارفعوا إلى كل أعمى فِي الديوان، أو مقعد، أو من به الفالج، أو من به زمانة تحول بينه وبين القيام إلى الصلاة، فرفعوا إليه، فأمر لكل أعمى بقائد، وأمر لكل اثنين من الزمنى بخادم.
وأردف مدير الإدارة العامة للأوقاف: وعلى هذا النهج وُقفت الوقوف على علاج المرضى والعناية بهم، وقد جاء المصرف الوقفي للرعاية الصحية مكملاً لهذه المسيرة المشرقة، وقد حرصت الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن طريقه بدعم الجهات المختصة بذوي الإعاقة، ومنهم الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة، والذين هم شركاؤنا في هذا الخير.
وقال إن هذا الدعم يأتي من منطلق الاختصاصات المشتركة وتعزيز التعاون بين الإدارة العامة للأوقاف وبين الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب الأجر للواقفين الكرام، وللعاملين في الجمعية لما يقومون به من مجهودات مشكورة.
من جهته أعرب السيد طالب عفيفة عضو مجلس إدارة الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة عن شكره وتقديره للدعم الوقفي وقال بأن العلاقة التي تربط بين الأوقاف والجهات المعنية بذوي الإعاقة ومنها «الجمعية» قديمة وراسخة، حيث نلاحظ العديد من المشاريع والبرامج وأنواع مختلفة من المساعدات التي وجهت لصالح المستفيدين.
يذكر بأن المصرف الوقفي للرعاية الصحية من المصارف المتخصصة المهمة على الصعيد المحلي وقد أنشئ بناء على الدور التاريخي للأوقاف الصحية في التاريخ الإسلامي، لذا فإن الأوقاف القطرية لم تغفل البعد الصحي من نشاطها في إطار المشاركة المجتمعية حيث حرصت على إنشاء المصرف الوقفي للرعاية الصحية، وذلك باعتبار أن رقي الخدمات الصحية في المجتمعات معيار تطور ونماء لها، ويأتي هذا المصرف كأحد صور المشاركة المجتمعية والدعم لهذا القطاع المهم بعدة سبل منها:
رعاية المرضى المحتاجين من محدودي الدخل للعلاج وتوفير الخدمات الصحية المناسبة لهم، والتعاون مع الجهات المختصة لعمل برامج صحية مشتركة، وإقامة الدورات التدريبية التثقيفية بالمجال الصحي، وتوظيف مختلف الوسائل الإعلامية لنشر الثقافة الصحية بين أفراد المجتمع.
إن العمل الوقفي شراكة مجتمعية وصدقة جارية، يثقل بها العبد ميزانه في حياته وبعد مماته، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
copy short url   نسخ
05/05/2021
583