+ A
A -
كتب محمد مطر
مع عرض كل حقلة جديدة يثبت مسلسل «فلاشات» أنه جدير بالمتابعة وبثقة إدارة القناة الريان فيه، وذلك بعدما راهنت عليه القناة للموسم الثاني على التوالي وعلى محتواه ومضمونه الكوميدي، المسلسل لم يخيب الآمال حتى الآن على الأقل، فالكوميديا التي وظفت بطريقة رائعة وبحبكة درامية متميزة سهلت كثيراً، وساهمت في نجاح العمل وفريقه، وعززت من ثقة الجمهور في هذا المسلسل الذي أصبح واحدا من أهم الأعمال الدرامية التي أنتجت محلياً.
لم تكن الكوميديا وحدها هي العامل الأساسي والرئيسي في نجاح المسلسل، فكم من أعمال كوميدية لم تلق النجاح المنتظر، نتيجة لعدم صياغتها بالشكل المناسب أو اتساقها مع المبادئ والعادات والتقاليد، وهو ما ركز عليه المسلسل وصناعه، إذ ارتكز على العديد من الركائز المهمة والخطوط الدرامية التي لم تهمل الجانب الأخلاقي بابتعادها عن الإسفاف أو العبارات والمشاهد التي يرفضها الصغير والكبير في مجتمعاتنا المحافظة وبخاصة أننا في شهر فضيل، لذا فتجنب المسلسل كل ما يمكن أن يشوه العمل ويسيء إلى الجمهور قبل أن يتسبب في الإساءة للعمل نفسه، وهو ما يحسب لفريق العمل ولإدارة قناة الريان.
مسلسل «فلاشات» بطولة النجمين القديرين سعد بخيت وبو هلال «عبدالله الشمري»، بالإضافة إلى النجمتين مريم فهد وندى إبراهيم، وتمثيل نخبة من الفنانين وهم: فرج سعد، ومحمد السني، واسرار، وفيصل رشيد، وسامح محي الدين، وزينب العلي، وعلي الشرشني، وعبدالحميد الشرشني، وعلي ربشا، وأمين المالكي.
المسلسل عبارة عن حلقات منفصلة تدور أحداثها في إطار كوميدي اجتماعي خفيف، داخل فضاءات مغلقة وأخرى مفتوحة، ويعالج «فلاشات» في كل حلقة ظاهرة اجتماعية في قالب كوميدي مشوق، ومن بين الظواهر التي تناولها المسلسل في حلقاته رمضان الماضي الإسراف في العزايم، وجائحة كورونا، وحق الجار على الجار، وظاهرة البخل، وسلبيات السوشيال ميديا، وغلاء المهور، وهوس الأرقام المميزة، وغيرها.
وقد حققت الحلقات التي عرضت خلال رمضان الماضي تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها ناشطون في هذه المواقع «إبداعا من زمن الطيبين»، وهي عبارة تترجم شغف المشاهدين بمثل هذه الأعمال التي تعكس الواقع ولكن بأسلوب كوميدي هادف، ويبدو أن وجود النجمين سعد بخيت وبو هلال أعطى قوة للعمل، لقدرتهما على تقمص الشخصية التي تتكرر في كل الحلقات ولكن في مواقف مختلفة، وهو ما يجعلها تصل إلى قلوب الناس دون أن يشعرك أحدهما بأنه بصدد التمثيل وهذا يعود إلى خبرة كليهما في الدراما والمسرح المحليين، وإمكانيات كل منهما في صناعة الضحك، كما أن حضورها أعطى قوة للعمل وساعد على خلق نوع من الانسجام والتوازن بين بقية الممثلين الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة.
وقد أثنى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على تجربة قناة الريان في مسلسل «فلاشات»، فالإنتاج المحلي له فوائده الكثيرة على الحركة الفنية والثقافية في قطر، والفن تعبير عن الهوية الوطنية وهذا كان الأساس الذي اعتمد عليه المسؤولون في قناة الريان، وحرصوا على أن يظهر ذلك بوضوح في إنتاج العمل، ثم إن وجود هذا العمل هو حراك فني على كل المستويات، ففيه إعادة الدراما القطرية للمشهد الثقافي وإعادة نجوم قطر إلى الحضور من جديد على الشاشة مثل الفنان سعد بخيت وبوهلال وفرج سعد وغيرهم، كما أن هذا العمل فرصة لاحتكاك جيل الكبار مع جيل الشباب والتدرب والتعلم، وكأنها ورشة فنية للاستفادة من خبرات الصفوف الأولى، وأثبتت التجربة أننا في قطر ومن خلال قنواتنا المميزة نمتلك مقومات الإنتاج الجيد وغير المبتذل والوعي التام مع المحافظة على الهوية وأهداف الرسالة الفنية النبيلة التي من شأنها المساهمة في بناء المجتمع ونهضته.
في ظل النجاح الكبير الذي حققه الموسم الأول من مسلسل «فلاشات» التي خاضت به قناة الريان الفضائية تجربة الإنتاج الدرامي للمرة الأولى، تعرض القناة هذا العام الموسم الثاني من مسلسل فلاشات الذي نال موسمه الأول على إعجاب المشاهدين لما يتضمنه من مواقف كوميدية تعالج بعض المشكلات الاجتماعية وتقدم حلولا لها في قالب كوميدي محترم وهادف في الوقت ذاته بعيداً كل البعد عن الابتذال والإسفاف.
وتحرص قناة الريان الفضائية على تقديم الأعمال التي تهم المشاهدين وتلبي رغباتهم، وذلك بما يتماشى مع رسالة القناة الإعلامية التي تقدم محتوى يجمع بين التعليم والتثقيف والترفيه ضمن إطار عام يراعي خصوصية الهوية الوطنية، ويهدف إلى تنمية المجتمع وتوعية فئاته ودعم التواصل بين شرائحه وإذكاء روح التنافس والتفكير الابداعي بما يسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
copy short url   نسخ
23/04/2021
948