+ A
A -
أعلن أمس البرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة «ترشيد» في الذكرى السنوية التاسعة لتأسيسه والموافقة ليوم الأرض العالمي، حصاد مبادراته للعام 2020 لتحقيق الاستدامة وفق الاستراتيجية الوطنية 2018-2022، حيث انعقدت الفعاليات عبر تقنية الاتصال المرئي «عن بعد»، وتم فيها الإعلان عن أهم النتائج والإنجازات التي حققها البرنامج خلال العام الماضي.
ويمثل البرنامج الوطني «ترشيد»، والذي أطلقته المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» في عام 2012، ركناً أساسياً في إطار تكثيف الجهود لمواجهة الظروف الحرجة التي يمر بها نظامنا البيئي، حيث يقدم مثالاً نموذجياً عن العمل البيئي المنظم والموجّه، سواء في المجال التقني أو التوعوي، وقد حقق البرنامج على مدار السنوات الماضية إنجازات قيمة، وساهم في تحقيق النمو الشامل والمستدام.
لقد نجح «ترشيد» خلال عام 2020 في خفض استهلاك الكهرباء بنحو 289 جيجا واط ساعة، والمياه بنحو 32 مليون متر مكعب، كما ساهمت سياساته في توفير ما يقدر بـ 3207 ملايين قدم مكعبة من الغاز، وفي تخفيض معدلات الانبعاثات الكربونية الضارة الناتجة عن العمليات التشغيلية في قطاعي الكهرباء والمياه بحوالي 0.4 مليون طن، وقد نتج عن هذه الجهود والسياسات الجادة وفر مالي يقدر بالمجمل بحوالي 300 مليون ريال قطري.
وامتدت إنجازات البرنامج الوطني «ترشيد» إلى المجال التشريعي والتقني، فقام بعدد من المبادرات الهامة خلال عام 2020، ومنها تطبيق لوائح كفاءة استخدام الطاقة في القطاعات المختلفة، ومبادرة معايير كفاءة الطاقة لأجهزة التكييف، والتي تعد من ضمن المبادرات واسعة التأثير، حيث استمرت نتائجها منذ تطبيقها في 2019 وحتى الآن، وحققت وفْراً يقدر بحوالي 61 مليون ريال قطري، وتستمر الجهود في هذا الإطار، حيث تم مؤخراً الإعلان عن إطلاق مبادرة لخفض الاستهلاك في القطاع السكني بنسبة 5 %، ومن المتوقع أن تحقق هذه المبادرة وفْراً مالياً قدره 212 مليون ريال قطري، ونتائج فارقة في نمط استهلاك القطاع السكني.
وكان لحديقة كهرماء أيضاً حضور متميز في نشر ثقافة الاستدامة أثناء الجائحة، حيث تم تنظيم أكثر من 40 ورشة عمل عن بعد للمدارس ومتاحف قطر، كما تم في فبراير 2020 وقبل انتشار الجائحة تنظيم كرنفال ترشيد 2020، ليكون منصة للتعلم والبحث في مجال الترشيد وكفاءة الطاقة، وقد وصل عدد الزائرين إلى أكثر من 10 آلاف زائر، يضاف إلى ذلك شراكات ترشيد الناجحة مع كافة القطاعات في الدولة، والتي انعكست في توقيع 6 مذكرات تفاهم مع عدد من الجهات الوطنية والعالمية، كما انعكست في مسابقاته التي استهدفت جميع فئات المجتمع، كمسابقة أفضل أداء لنظام تبريد المناطق، والتي فاز بها مركز الطاقة في إستاد خليفة الدولي التابع لأسباير زون، ومسابقة أفضل مشروع بحثي عن الطاقة المتجددة على مستوى الجامعات، وفازت بها جامعة تكساس إيه أند أم قطر عن مشروع «دخول نظام كبير للطاقة الكهروضوئية (800 ميجاواط) في شبكة التوزيع في دولة قطر (محطة الطاقة الكهروضوئية في الخرسعة)»، وهو عمل بحثي مشترك للطالبات أسمهان الكوّاري، وسارة الملّا، وحصّة الدرويش، وقد تم إنجازه تحت إشراف الدكتور هيثم أبو الروب، والدكتور شادي خليل، ويضاف إلى ذلك مسابقة أفضل مشروع مدرسي عن الاستدامة وكفاءة الطاقة وفقاً لأهداف الاستدامة العالمية الـ 17 التي أقرّتها الأمم المتحدة، والتي خُصّصت لفئة المدارس، وفازت بها مدرسة البيان الثانوية للبنات عن مشروع «اللخمة» للطالبات الجازي الكوّاري، وهند المهنّدي، وسارة التميمي، وكان ذلك تحت إشراف الأستاذة بان نجم الدين، وكذلك مسابقة أفضل عمل فني باستخدام المواد المعاد تدويرها، والتي تم توجيهها للجمهور العام، وفاز بها السيد بيتر هرنانديز، حيث تم اليوم الإعلان عن الفائزين بهذه المسابقات، وذلك دعماً وتشجيعاً لكافة الجهود، الفردية والجماعية، المبذولة في سبيل تحقيق مستقبل أفضل للبلاد.
هذا بالإضافة إلى الإعلان عن تكريم شركاء «ترشيد» خلال العام 2020 وتشمل: التعاون مع شل جي تي إل في خفض الانبعاثات الكربونية الضارة بمقدار 100 ألف طن سنويا وفقا لاتفاقية نقل الطاقة الكهربائية النظيفة المنتجة من البخار عبر شبكة كهرماء لإنتاج الاوكسجين وأيضا التعاون مع ماروبيني اليابانية حيث تم تدشين اول محطة كهروضوئية لتخزين الطاقة وشحن المركبات الكهربائية ومع فودافون من خلال برنامج الشبكة الذكية وكذلك دعم النشاط التوعوي بحديقة كهرماء للتوعية وأيضا كونوكو فيليبس في مجال الحفاظ على المياه وابحاثه والتوعية بحديقة كهرماء والديار القطرية في مبادرة المركبات الكهربائية بتوقيع اتفاقية لعشر محطات جديدة ومن خلال أنشطة التوعية والاستدامة وأخيرا وليس آخرا التعاون بين ترشيد وبنك قطر الوطني من خلال كرنفال ترشيد 2020 ونشر ثقافة النوعية.
وبهذه المناسبة، صرح المهندس عبدالعزيز أحمد الحمادي، مدير إدارة الترشيد وكفاءة الطاقة: «أظهر (ترشيد) بالإضافة إلى ذلك ريادة على صعيد المبادرات التقنية والتوعوية، ونفذ العديد من الحلول والمشاريع المبتكرة، ومنها عدد من نماذج البنية التحتية لمحطات شحن المركبات الكهربائية، متضمنة أول مشروع لمحطة كهروضوئية للشحن الكهربائي بنظام تخزين الطاقة في دولة قطر، كما تعاون مع وزارة المواصلات والاتصالات لإطلاق أول حافلة ركاب كهربائية ومحطات الشحن الخاصة، بها ولتأسيس البنية التحتية الاستراتيجية لمحطات الشحن بالدولة، مما سيشجع على استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، ويسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة كبيرة.»
وأضاف الحمادي أن أحدث مبادرات «ترشيد» هي مبادرة خفض 5 % من استهلاك الكهرباء والمياه بالقطاع السكني التي ترتبط ارتباطا وثيقا بأهداف الاستدامة لدولة قطر والأهداف الاستراتيجية العالمية السبعة عشر وفقا لاتفاقية باريس التي وقعتها دولة قطر لخفض بصمتها الكربونية ومكافحة التغير المناخي، وتتيح تطبيق كافة الحلول المتاحة على اختلاف أنواعها للحفاظ على الموارد الطبيعية من المياه والكهرباء، وهذا بالطبع ما يتبناه البرنامج الوطني «ترشيد» منذ تدشينه حتى يومنا الحاضر، تنفيذا للتوجيهات السامية، لافتا في السياق ذاته إلى أن المبادرة الجديدة ستشكل علامة فارقة من حيث النتائج في القطاع السكني، في حال نجاحها بالوصول إلى الخفض المنشود، والمقدر بنسبة 5 % لكل من استهلاك الكهرباء والمياه، داعيا كافة فئات المجتمع للتعاون من أجل ترجمة الأهداف المرجوة على أرض الواقع.
copy short url   نسخ
23/04/2021
1148