+ A
A -
جميل النمري كاتب أردني
نأمل بقوة أن لا يحدث ذلك، لكننا نتوجس خيفة من قرار قد يصدر هذا الأسبوع بإلغاء الانتخابات الفلسطينية! وهي مقررة للمستويات الثلاثة البلدية والنيابية والرئاسية. ستكون ضربة مؤلمة لأفضل وأجمل ما توافقت عليه القوى الفلسطينية لإنهاء الانقسام. وكما قال نبيل شعث فقد تقرر أن تكون الانتخبات طريقا للوحدة الوطنية وليس الوحدة الوطنية طريقا للانتخابات، لقد تأجلت الانتخابات كثيرا بذريعة الانقسام لكن المفاوضات بقيت تدور في حلقة مفرغة فلا أحد يتخلى عن السلطة طواعية، ولذلك كان الحل المنطقي الأخير هو العودة إلى الشعب وصناديق الاقتراع، الانتخابات ستجدد شرعية المؤسسات والحكومة وتنعش الحياة الوطنية وتشحن الروح الكفاحية وتعزز صورة الفلسطينيين وتعيد شدّ انتباه العالم لقضيتهم العادلة وحقهم في التحرر من الاحتلال.
حجّة التأجيل ستكون بسبب منع الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس، والسلطة ألزمت نفسها بأنه لا انتخابات بدون القدس لأن التسليم باستثناء القدس من الانتخابات هو تسليم بصفقة القرن وبقاء القدس عاصمة موحدة للاحتلال، وهذه ذريعة واهية فالسلطة يمكن ان تصر كل لحظة على الانتخابات في القدس وتخاطب الهيئات الدولية بهذا الحق، وتجعلها معركة ضد باطل الاحتلال وستعلن عن صناديق ومراكز اقتراع في القدس يتوجه لها الفلسطينيون إلا اذا منعتهم سلطات الاحتلال واحتلت مراكز الاقتراع وصادرت الصناديق فيكسب الفلسطينيون نقطة قوية لقضية القدس ذاتها.
لكن الحقيقة أن التأجيل اذا وقع فسيكون بسبب خلافات فتح الداخلية وانقسامها على أكثر من قائمة والخوف من الخسارة، وأبعد من ذلك الخوف من انتخابات رئاسية ينافس فيها القائد الأسير مروان البرغوثي الرئيس عباس.
في الحقيقة وكما كتبنا منذ فترة نزول أكثر من قائمة لفتح في إطار نظام «التمثيل النسبي للقوائم الوطنية» ليس سيئا، ذلك ان فتح هي تنظيم فضفاض جدا لا ينضبط إلى قوانين داخلية محكمة واللاصق لأعضائه ومناصريه هو مصلحة التواجد في قوّة كبرى مهيمنة، ولما كانت قائمة فتح الواحدة للانتخابات ستقصي كثيرين، ولن تتسع لكل الطامحين يصبح نزول قائمتين أو ثلاث هو الحل لاستيعاب كل القاعدة الانتخابية ناهيك عن حلّ مشكلة الإقصاء التي طالت قيادات سياسية غير راضية عن الخط والأداء الرسمي للسلطة. وسيكون بمثابة استفتاء أو انتخابات جانبية على شعبية ونفوذ كل جناح في فتح يعطي صورة واقعية عن موازين القوى ويحقق تمثيلا عادلا لكل طرف.
لقد رأينا نسبة الإقبال الرائعة من الشعب ( 94 %) للتسجيل للانتخابات وهي تأتي في أجواء مؤاتية جدا بعد سقوط ترامب وصفقة القرن لاعادة تأهيل البيت الداخلي الفسطيني وإنهاء الانقسام واستعادة القضية الوطنية لهذا الشعب العظيم. لكن.. سيكون مؤسفا جدا وقف كل ذلك والعودة لنقطة الصفر!
copy short url   نسخ
23/04/2021
171