+ A
A -
في 21 أبريل من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للإبداع والابتكار لأول مرة هذا العام، من أجل تشجيع التفكير الإبداعي متعدد التخصصات للمساعدة على تحقيق مستقبل مستدام للجميع. لقد أصبح الإبداع والابتكار ثروة حقيقية في هذا العصر، ويأتي هذا اليوم الدولي؛ لتوعية العالم بأهمية الإبداع والابتكار في عالمنا.
فالإبداع يعمل على تنمية القدرات البشرية، وعند تعزيز ثقافة الابتكار والتفكير بطريقة إبداعية؛ سيُسهم ذلك في تنمية المجتمع، وفي هذا الإطار نستعرضُ عددًا من آراء بعض أساتذة جامعة قطر حول أهمية الإبداع والابتكار.
في البداية، قال الدكتور عبد الله خالد العلي، رئيس قسم علوم وهندسة الحاسب بالكلية: «تتمثل إحدى الركائز الرئيسية لبناء القدرات الوطنية في قطر والتي تتماشى مع رؤية قطر 2030 في بناء اقتصاد قائم على المعرفة يتمحور حول الأفكار والمشاريع المبتكرة في الدولة، في جامعة قطر وكلية الهندسة، نقدر هذه الفكرة لأننا ربطنا مهارات الابتكار وريادة الأعمال بمناهجنا الدراسية. علاوة على ذلك، نشجع أيضًا مشاركة طلابنا والمجتمع القطري الأوسع من خلال إشراكهم في المسابقات وورش العمل المصممة وفقًا لمبادئ الابتكار هذه، لقد بدأنا نرى ثمار عملنا حيث دشن بعض طلابنا شركات صغيرة مثل Bonocle (أداة القارئ الإلكتروني لضعاف البصر) ومؤخراً عدة روبوتات تستهدف المجال الطبي للمساعدة في جهودنا لمكافحة كوفيد 19، نتوقع زيادة مثل هذه المشاريع والأفكار والشركات الناشئة مع ترسيخ عروضنا وتعزيزها للتأكيد على مهارات الابتكار وريادة الأعمال المهمة لدى خريجينا».
من جانبه، وضح د. محمد حسين، رئيس قسم الهندسة المدنية والمعمارية أن اليوم العالمي للإبداع والابتكار مناسبة مهمة يمكن من خلالها تسليط الضوء على تجارب وأمثلة عملية، ساهمت في التعامل مع بعض التحديات التي تواجه الإنسان سواء في المجتمع المحلي أو على مستوى العالم. كذلك تعتبر فرصة لتحفيز النشء على استغلال العقول والطاقات لإنتاج كل ما هو مفيد. تشجع كلية الهندسة بجامعة قطر دوما منتسبيها من العاملين والطلاب للإبداع والابتكار من حيث تهيئة البيئة الملائمة للإبداع وتشجيع الابتكار من خلال المشاريع البحثية والتدريسية المختلفة. نتج عن ذلك الكثير من النجاحات في تقديم حلول مميزة لكثير من التحديات التي تواجه القطاع الصناعي والتي يتم تقديمها من خلال مشاريع الطلاب والمسابقات المختلفة، وكذلك من جانب الأكاديميين من خلال المشاريع البحثية والاستشارات الصناعية في مجالات عدة، أذكر منها مشاريع قسم الهندسة المدنية والمعمارية في نمذجة المباني واستخدام الدرون وكذلك تطوير أنظمة معالجة المياه وتحلية مياه البحر وكذلك تطوير مواد البناء والطرق وتطوير البنية التحتية، يجب كذلك ان لا ننسى الابداع والابتكار في تحسين الأداء الأكاديمي وكذلك تحسين الطرق التعليمية والتي اذكر منها التعلم القائم على المشاريع والمنافسة والتي تؤدي لتحسين التحصيل الدراسي. وبدوره، قال أ.د. راشد العماري من قسم الهندسة الكهربائية: «الإبداع هو توليد أو تبنَي أفكار إبداعية والابتكار هو تحويلها إلى واقع عملي مفيد في تطوير منتجات وخدمات وأفكار جديدة، الإبداع والابتكار يشجع على حل المشكلات وبناء مكان عمل أبسط وأكثر كفاءة فيؤدي إلى زيادة معنويات الموظفين في المؤسسات والشركات ويحسن من الترابط والعمل الجماعي ويساعد في العثور على النجاح في التحديات الصعبة مما يزيد ويحسن من الإنتاجية في الاقتصاد والخدمات والصناعات، وبالتالي يفتح آفاقا جديدة للأجيال القادمة في استمرارية التطوير وتلبية احتياجاتهم الخاصة وهذا ما يسمى بالتنمية المستدامة». وصرحت الأستاذة الدكتورة ماجدة خريشا من قسم الهندسة الكيميائية بالجامعة، بأن الابتكار والابداع يعتبر من القيم الأساسية التي تحث عليها الجامعة والكلية من خلال تشجيع مناسبتها من أعضاء هيئة التدريس والطلبة على التفكير المستقل للحصول على حلول مبتكرة. كما انها جعلت الابتكار قيمه مضافه وضرورية كأحد المحاور الرئيسة لرؤيتها واستراتيجيتها. كما يؤدي الابتكار إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال فهم وتفاعل الباحثين في الجامعة للاحتياجات السوق المحلي. وعليه، فقد عملت الجامعة على إيجاد بيئة محفزة من خلال دعم البحوث العلمية من جهة وإنشاء مراكز للبحوث وإعداد البنية التحتية المناسبة بالإضافة إلى التشريع للمحافظة على الملكية الفكرية. وبدوره، قال الأستاذ الدكتور عادل القصطلي من قسم الهندسة الكهربائية: «إن الإبداع والابتكار يكونان نتيجة طبيعية لمجموعة من العمليات والظروف الحياتية والتعليمية منذ النشأة، فإنهما يأتيان كذلك من الإلهام الخارجي أو التفكير. ففي الهندسة مثلا، الابتكار والإبداع يعتمدان أساسا على التفكير النقدي في إيجاد حلول جديدة، وجيدة لمشاكل، واقعية وحياتية. إذا التفكير النقدي هو الأساس عند المهندس، وتبني وترسيخ فكرة الابداع والابتكار عند الطالب تتطلب تنمية قدرته في التفكير النقدي وذلك باعتماد بيداغوجية تعليم خاصة ومنهجية. مثلا، تطوير وتطبيق منهج التعلم القائم على حل المشكلات وتدريب الطالب على حل مشاكل تطبيقية وواقعية ضمن المقررات، يساهم بفعالية في تطوير قدرته على التفكير النقدي ويهيئه لمزيد من الإبداع والابتكار في مهنته الهندسية وأبحاثه العلمية بعد تخرجه من الجامعة». وقال أ.د. أسامة عبيد، أستاذ بقسم الهندسة المدنية والمعمارية: «يسرني أن أتحدث بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار عن مشروع بحثي وآخر تعليمي أقوم بالأشراف عليهما، ويتعاملان مع تحديات كبيرة في المجالين الصناعي والتعليمي. يتناول المشروع البحثي إنتاج خرسانة مستدامة باستخدام مياه البحر والركام الخشن المعاد تدويره والتسليح الغير قابل للتآكل أو الصدأ. تنبع أهمية هذا المشروع في مساهمته الفعالة في الحد من استخدام المياه العذبة على المستوى العالمي بما يتعلق بإعداد الخرسانة الإنشائية. سيدعم المشروع مكانة قطر كدولة رائدة في الشرق الأوسط فيما يتعلق بجهود الاستدامة».
وأضاف أ.د.عبيد: «لقد أجرى فريقي البحثي أيضا دراسات لتقييم دورة الحياة لتحديد الفوائد الاقتصادية /‏ البيئية لاستخدام مياه البحر مع استخدام أسياخ البوليمر المقوى بالألياف الزجاجية كبديل لحديد التسليح التقليدي المقدمة في إنتاج الخرسانة في قطر. المشروع التعليمي يتعلق بالتعلم القائم على المشاريع في مناهج الهندسة في جامعة قطر والذي حظي بدعم مؤسسي كبير من كلية الهندسة. تعمل طريقة التعلم القائم على المشاريع على إعداد الطلاب للمستقبل من خلال تعزيز مهاراتهم المتعلقة بالتعلم مدى الحياة وإدارة الوقت والمهارات التنظيمية ومهارات حل المشكلات والتوجيه الذاتي ومهارات التعاون. لقد أثبت هذا المشروع، من خلال دراسات تقييمية علمية، تقدما واضحا في أداء الطلاب وتطور كبير في الحصول على المهارات اللازمة للتواصل والتعاون وإدارة المشاريع والوقت، والتفكير الذاتي والتقييم الذاتي». من جانبه، تحدث د. محمد الشفيع، أستاذ مشارك بقسم الهندسة المدنية والمعمارية بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار، عن بعض المشاريع التعليمية والبحثية والتي أ ُشرف عليها من خلال عمله بقسم الهندسة المدنية والمعمارية. المشروع الأول يتعلق باستخدام التعلم القائم على الألعاب (Game Based Learning) والذي تم تجربته في قسم الهندسة المدنية والمعمارية بجامعة قطر في خريف 2020. يعتبر اللعب أحد أهم استراتيجيات التعلم للأطفال الصغار، كما أنه يُستخدم أيضًا في التعليم الابتدائي والثانوي. ومع ذلك، فإن تبني الألعاب في التعليم العالي يكاد يكون معدوما، تمت تجربة استخدام الألعاب الموجودة عبر الإنترنت بنجاح مع الطلاب حيث وفرت فهم أعمق لبعض المفاهيم كما وفرت الطبيعة التنافسية للألعاب المتعة أيضًا للطلاب أثناء التعلم. المشروع الثاني يتعلق بتطوير بحثي لبنية تحتية ذكية للاستفادة من التطور التكنولوجي والتعامل مع تحديات ومتطلبات البيئة. يشهد العالم ثورة صناعية رابعة بسبب التطور السريع للتقنيات والوفرة الرقمية (الروبوتات، الذكاء الاصطناعي، الطباعة ثلاثية الأبعاد، الخ...). تحتاج صناعة البناء إلى الاستفادة الكاملة من هذه الفرصة. ستكون البنية التحتية المحسنة رقميًا أو الذكية جزءًا من ذلك وستحدث ثورة في كيفية تشييد البنية التحتية وإدارتها على المدى الطويل. نجري في كلية الهندسة بجامعة قطر أبحاثًا متطورة تجمع بين استخدام تكنولوجيا الاستشعار المبتكرة والذكاء الاصطناعي والدراسات التحليلية لحل بعض المشكلات المعقدة التي يواجها قطاع البناء. يشمل ذلك التقييم الهيكلي لأداء الجسور وإنشاء التوائم الرقمية.
copy short url   نسخ
22/04/2021
799