+ A
A -
الدوحة- الوطن
نظمت الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة محاضرة عبر تقنية الاتصال المرئي «عن بُعد»، حول «حال السلف في رمضان» وقدم المحاضرة متحدي الإعاقة الشيخ عثمان يوسف محمد أحمد، خريج المعهد العالي للدراسات الإسلامية بالسودان وعضو الجمعية، وحظيت المحاضرة بحضور كبير ومتنوع من مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة وأولياء الأمور بجانب الإعلاميين والمتخصصين العاملين في المجال.
وأدار المحاضرة الدكتور طارق العيسوي المستشار النفسي وخبير التربية الخاصة، وتناول الشيخ عثمان في المحاضرة فضائل الأعمال في الشهر الكريم، مستعرضاً حال السلف الصالح من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين في شهر رمضان المبارك، وإقبالهم خلال الشهر الفضيل على القرآن الكريم وتدارسه وإكثارهم من الصلاة والقيام والصدقات خلال رمضان، لا سيما إطعام الطعام والسقيا لما لهما من الأجر العظيم، إضافةً لإكثارهم من التسبيح والاستغفار، داعياً للتشبه بالسلف الصالح واتباع نهجهم دون تكليف النفس فوق طاقتها لكون الدين يسرا وأن الله سبحانه لم يكلفنا فوق طاقتنا، بل ما يكون بوسعنا القيام به مع الاجتهاد والاستغلال الأمثل للشهر الفضيل في الطاعات وفضائل وجلائل الأعمال الصالحات والتكاتف مع بعضنا البعض.
وجدد سعادة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني، رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة التهاني بحلول شهر رمضان المبارك، متمنياً أن يعود الشهر على الجميع بالخير واليُمن والبركات، وأشاد سعادته بعضو الجمعية متحدي الإعاقة الشيخ عثمان يوسف، ومحاضرته التي تحدث فيها عن فضائل الأعمال في الشهر الكريم واستشهد فيها بحال السلف الصالح في شهر رمضان، وقال: إننا في أمس الحاجة خلال الشهر الكريم للاقتداء والاحتذاء بسلفنا الصالح في فضائل وجلائل الأعمال، فالشهر الكريم فرصة لنا لمراجعة النفس والرجوع إلى الله والإكثار من الأعمال الصالحات والاستغفار، والصلاة والصيام والصدقات والتسبيح وقراءة القرآن الكريم، والإكثار من الأعمال الصالحات بقدر المستطاع واستقطاع أوقات كبيرة من الوقت لتلك الأعمال لا سيما وأن الأعمال يتضاعف ثوابها خلال الشهر الفضيل، ودعا الشيخ ثاني للتكاتف بين أفراد المجتمع خلال الشهر الفضيل وتفقد بعضنا لبعض وقضاء حاجة المحتاجين لاسيما من الشرائح الضعيفة في المجتمع والتي تحتاج للرعاية، وأوضح سعادته أن المحاضرة جاءت ضمن الأنشطة التوعوية التي تقوم بها الجمعية لمنتسبيها من الأشخاص ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم وكافة الذين يقدمون الرعاية لهم بكافة أشكالها، والتي تم تنفيذها عبر تقنية الاتصال المرئي «عن بُعد» التزاماً من الجمعية بالاحترازات الوقائية الصحية للحد من انتشار فيروس كورونا «كوفيد ـ 19».
ودعا الشيخ عثمان يوسف خلال المحاضرة للاجتهاد خلال الشهر الفضيل في الطاعات اجتهاد مودع، وقال «لعلنا لا ندرك شهر رمضان في العام المقبل فكم من روح انتقلت لجوار الله وقد صامت معنا في العام الماضي»، وأكد أن الصوم ليس صوماً عن الطعام والشراب فقط بل هو الإمساك بالجوارح عن كل المفطرات والمحرمات، والإكثار من الطاعات، لا سيما قراءة القرآن الكريم وتعلمه والتدبر فيه، ومثَّل لذلك من السلف الصالح بأنهم كانوا يتركون كل شيء عدا القرآن في شهر رمضان فيقبلون على تلاوته ومنهم من يختمه كاملاً في اليوم والليلة مرة ومرتين، وذكر أن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه ختم القرآن الكريم في ركعة واحدة أمام الكعبة في شهر رمضان، وأن أبو بكر الصديق كان الناس يتجمعون حوله وهو يقرأ القرآن الكريم في شهر رمضان، وأن الإمام مالك والإمام الشافعي كانا يلملمان كتب الحديث كلها ويطويانها في رمضان ويتفرغان للقرآن الكريم، فيختمانه في اليوم مرتين «60» مرة خلال الشهر الفضيل، وأضاف أن الصحابة والسلف الصالح كانوا يصومون نهار رمضان ويقومون ليله ويتلون القرآن آناء الليل وأطراف النهار، ويكثرون من الصدقات وإطعام الطعام والسقيا خلال الشهر الفضيل وصلة الأرحام، ويكثرون من الاستغفار والتسبيح، ودعا الشيخ عثمان للاقتداء بالسلف الصالح كل بحسب استطاعته لكون الدين يسرا وليس عسرا مع الاجتهاد بقدر المستطاع، داعياً بأن يعود الشهر الكريم على الأمة الإسلامية والمسلمين ببلادنا وبكافة أنحاء العالم بالخير واليمن والبركات.
copy short url   نسخ
22/04/2021
791