+ A
A -
أشاد دولة الدكتور حسان دياب، رئيس حكومة تصريف الأعمال بالجمهورية اللبنانية، بوقوف دولة قطر المستمر إلى جانب لبنان دون ضجيج، ومدها يد المساعدة إلى اللبنانيين بطرق مختلفة، ومن دون تمييز بينهم، ولا استثمار في معاناتهم، ولا توظيف لحسابات سياسية.
ووصف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، في لقاء صحفي عقد مساء أمس بمقر السفارة اللبنانية بالدوحة، المباحثات التي أجراها مع المسؤولين القطريين خلال زيارته الحالية بأنها كانت إيجابية وبناءة، وقال: «اليوم، جئنا إلى الشقيقة قطر، نطرق بابها، كما سنطرق أبواب دول عربية شقيقة أخرى لم تتخلّ عن لبنان، وننتظر أن تفتح أبوابها لنا، كما فعلت الشقيقة قطر».
وتوجه الدكتور حسان دياب باسمه وباسم كل اللبنانيين بالشكر إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى قائلا: «إن اللبنانيين يحفظون في قلوبهم من يقف إلى جانبهم فـــــــي زمن الشدائد، شكرا من القلب.. الله يحميكم ويحمي قطر.. الله يحـــمي لبــــنان واللبنانيين».
وأضاف: «جئنا إلى هنا، إلى دولة قطر الشقيقة، ونحن نعلم مسبقاً أن قلبها مفتوح ورحب، وأن دوحتها تتّسع لكل المحبين، وأن المسؤولين هنا، وعلى رأسهم سمو الأمير، يحملون محبة خاصة للبنان واللبنانيين.. لقد وقفت دولة قطر الشقيقة دائماً إلى جانب لبنان».
وثمن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني عاليا موقف دولة قطر في إعادة إعمار المدن والقرى والمنازل بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم والمدمّر على لبنان عام 2006، وكذلك رعاية قطر الكريمة لتفاهم اللبنانيين في اتفاق الدوحة، الذي أنهى أزمة وطنية في العام 2008، إضافة إلى أنها كانت في طليعة الدول التي هبّت فعلياً لمساعدة لبنان، بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، والذي دمّر المرفأ وأحياء عديدة من العاصمة اللبنانية.
وأعرب عن أسفه لأن وطنه يعبر نفقاً مظلماً، واللبنانيون يعانون من «العتمة»، «عتمة» لا تقتصر على الكهرباء، وإنما أيضاً في لقمة العيش وفي ظروفهم الاجتماعية وفي مختلف يومياتهم.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال بالجمهورية اللبنانية أن «وطننا بلغ حافة الانهيار الشامل، وللأسف، فإن تعقيداتٍ لا تزال تحول دون تشكيل حكومة بعد نحو تسعة أشهر على استقالة حكومتنا، بينما تتعمّق مآسي اللبنانيين، وهي لا تساهم، للأسف، في الدفع نحو تشكيل حكومة تبدأ بتطبيق ورشة الإصلاح انطلاقاً من الخطة التي وضعتها حكومتنا، وتستأنف المفاوضات التي كنّا بدأناها مع صندوق النقد الدولي، بهدف استعادة الثقة الاقتصادية والمالية بالبلد بعد الانهيار الذي وصلنا إليه بفعل عقود من الحروب والهدر والفساد، والسياسات التي شجـــــعت الاقتصاد الريعي على حساب الاقتصاد المنتج».
ووجه دولة الدكتور حسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال بالجمهورية اللبنانية نداء إلى كل الإخوة العرب، قائلا لهم «إن لبنان في خطر شديد، ولم يعد يمكنه الانتظار، فلقد استنفدنا ما لدينا من إمكانات، وأصبح لبنان من دون حبل أمان.. ونحن نتوقع منكم أن تكونوا إلى جانب هذا البلد الذي لم يبخل يوماً بتقديم التضحيات الجسام من أجل القضايا العربية، وأن تكونوا شبكة الأمان لحماية أشقائكم اللبنانيين».
وتابع بقوله: «إن لبنان يتوق لاستعادة التضامن العربي لا الوقوف على خطوط تماس الخصومة والفراق بين العرب ودفع فواتيرهما. فلا استقرار ولا استقلال للعرب مجتمعين ومنفردين إلا بإعادة الاعتبار للتضامن العربي.. ونحن في لبنان، لا مكان لنا إلا كجسر للتواصل بين العرب، فالتضامن العربي يحمي وحدتنا وعروبتنا. ولهذا، يؤلمنا، كما يؤلمكم، حال عروبتنا، ونتطلع معكم لأن تنجلي الأيام العجاف، ولديّ إيمان بأن الغيمة السوداء ستنجلي، وستستعيد العروبة الصافية أيامها».
وأكد الدكتور دياب على الدور المهم الذي يلعبه اللبنانيون المقيمون في الخارج والذين ينتشرون في مختلف دول العالم، لافتا إلى أنهم أداة مهمة في مساعدة لبنان خاصة وأن تحويلاتهم وصلت في سنوات سابقة إلى 7 مليارات دولار في العام فهم يلعبون دورا رئيسيا في دعم الاقتصاد وإدخال العملة الأجنبية للدولة والسوق اللبناني.
وعن قوله إن لبنان دخل النفق المظلم أوضح أن الدستور اللبناني في المادة 64 وضع إطارا لحكومة تصريف الأعمال بأن تقوم بأعمالها «بالخطوط الضيقة» وأن حكومته تقوم بذلك، لهذا السبب لم تعقد الحكومة الحالية أي جلسة لمجلس الوزراء رغم وجود أكثر من 220 موافقة استثنائية تمت خلال 8 أشهر «فترة تصريف الأعمال» بدلا من اجتماعات مجلس الوزراء.
وشدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني على الحاجة الوطنية لتكليف الحكومة في أسرع وقت لكي تستكمل العمل الذي تقوم به الحكومة الحالية على صعيد المباحثات والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والإصلاحات الموجودة على خريطة الطريق التي وضعت والتي يقال عنها اليوم «الخطة الفرنسية» والتي تتطابق مع خطة الحكومة في مواجهة التحديات.
وذكّر دولته بأن حكومته كانت مدتها 6 أشهر فقط والآن مر 9 أشهر ولا تزال تقوم بتصريف الأعمال وخلال هذه الأشهر واجه لبنان أزمات ونكبات أكثر من 6 حكومات، منها جائحة كورونا ومرفأ بيروت والتعثر الذي حدث في مارس 2020.
copy short url   نسخ
20/04/2021
888