+ A
A -
إعداد - وحيد بوسيوف
تمرد، قتل اللعبة، البحث عن مصالح الشخصية، محاولة انقلاب، جشع.. كلها كلمات أطلقها الكثيرون على محاولة تشكيل تكتل أوروبي يجمع 12 ناديا لإطلاق بطولة «السوبر الأوروبي»، ويديرها مؤسسو هذا التكتل، الذي يضم ثلاثة أندية إسبانية (ريال مدريد، أتلتيكو مدريد، برشلونة)، وستة أندية في البريمير ليج (مانشستر يونايتد، ليفربول، تشلسي، أرسنال، توتنهام، ومانشستر سيتي)، بالإضافة لثلاثة أندية من الكالتشيو (ميلان، الإنتر، يوفنتوس).
بالعودة لفكرة إطلاق البطولة فهي تعود إلى 2009 من طرف فلورنتينو بيرز حينها تحدث عن نوميل من بنك ياباني للبطولة، ليأتي بعدها أندريا أنييلي رئيس نادي يوفنتوس في 2013 ليصنع الجدل من جديد خلال حديثه عن ضرورة استحداث بطولة جديدة تتكون من 20 من أفضل فرق في أوروبا، تكون المسابقة فيها مشابهة بالدوري الأميركي للسلة الـNBA، وسوف تتمكن فيها الأندية المشاركة في المسابقة بالحصول على مبالغ ضخمة تصل إلى مليار يورو.
ولم تلق الفكرة الاهتمام الكبير سواء من الأندية أو حتى الإعلام، لكن في الخفاء كانت تظهر بعض التحركات التي توحي بجدية هذه الأندية، لتصبح الفكرة حقيقة في السنة الماضية وبالتحديد خلال شهر أغسطس حيث كشفت الأندية الـ12خلال بيان رسمي أنها ستؤسس مسابقة مستقلة مكونة من 20 فريقا.
وشرح البيان نظام المسابقة، والذي سيكون عبارة عن 20 فريقًا، و15 مؤسسا للمسابقة ويشاركون بشكل ثابت، بينما سيكون هناك 5 فرق تتأهل بناءً على أدائها في الموسم.
المباريات ستلعب في منتصف الأسبوع لتتيح للفرق المشاركة الاستمرار في المسابقات المحلية.
البداية ستكون من أغسطس، ستقسم الفرق الـ20 بنظام المجموعتين، واللعب من دورين، مع تأهل الفرق الـ3 الأولى بشكل آلي لأدوار خروج المغلوب، في حين الفرق التي ستحتل المركزين الرابع والخامس ستلعب مباراتين بنظام الذهاب والإياب لتحديد المتأهل الرابع من كل مجموعاة.
اللعب في أدوار خروج المغلوب سيكون بنظام الذهاب والإياب، مع لعب المباراة النهائية من مباراة واحدة على ملعب محايد.
ويظهر فلورنتينو بيريز في الصورة أكثر من كونه رئيس هذه البطولة أو إن صح التعبير قائد هذا الانقلاب، لكن في الخفاء يظهر أن هذه الفكرة أميركية خالصة، دخلت الأندية الأوروبية في هذه اللعبة كمحاولة منها لتهديد الاتحاد الأوروبي بشكل غير مباشر واستعمالها كورقة ضغط من أجل أن تحصل على مكاسب مالية أكبر، خاصة أن الممول الرئيسي لهذه البطولة سيكون الشركات الأميركية التي استغلت ظروف الأزمة التي تمر بها العديد من الأندية بسبب جائحة فيروس كورونا لتأسيس لهذه البطولة. قد تكون أسباب تأسيس لهذه البطولة كثيرة لكنها تصب في وعاء واحد فقط ألا وهو البحث عن مصالح خاصة (مكاسب مالية) على حساب كرة القدم، فالأزمة الاقتصادية التي أشرنا إليها سابقاً بسبب فيروس كورونا أثرت بشكل كبير على الأندية الـ12، فنادي مثل برشلونة الذي يجد لحد الآن صعوبة تجديد عقد ميسي لظروف اقتصادية يمر بها الفريق الكتالوني، وهذا ينطبق على نادي ريال مدريد الذي أصبح مشروع إعادة الفريق لـ«عصر الجلاكتيكوس» أصبح في طي النسيان بسبب الأزمة الحالية، وكذلك بالنسبة لميلان ومانشستر يونايتد وباقي الفرق الأخرى التي تجد معاناة كبيرة في شراء النجوم، كل هذا جعل من هذه الأندية تتحرك بسرعة فائقة نحو تأسيس بطولة للحصول على أموال كثيرة.
وفي أول رد للفيفا أكّد في بيان رسمي رفضه الكامل والصريح لإقامة دوري السوبر الأوروبي المزمع إنشاؤه مشيرا إلى وقوفه بحزم لصالح التضامن في كرة القدم ونموذج إعادة التوزيع العادل الذي يمكن أن يساعد في تطوير كرة القدم كرياضة.
copy short url   نسخ
20/04/2021
1274