+ A
A -
صدرت مؤخرا دراسة أعدتها الباحثة الاجتماعية مي الدوسري تتناول موضوع عزوف الشباب القطري (الذكور) عن مهنة التدريس، وتبحث هذه الدراسة في ظاهرة عزوف الشباب القطري عن مهنة التدريس، وهي تهدف إلى التعرف على تمثلات طلاب جامعة قطر من الشبان، بشأن اختيار مهنة التدريس وأسباب عزوفهم عن اختيار التخصص الجامعي المؤدي إلى مزاولة هذه المهنة.
وقد استخدمت الباحثة في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، واعتمدت عينة هادفة من (51) طالباً قطرياً يدرس مقرر السمينار في جامعة قطر لفصل ربيع 2020، وتم توزيع الاستبانة على الطلاب إلكترونيا عن طريق أستاذ المقرر.
وأظهرت نتائج الدراسة بأن مهنة التدريس في الإعدادي والثانوي لدى أفراد العينة متأثرة بمثلاتهم الجندرية المتعلقة بمكانة ودور المرأة في المجتمع، ما يجعلهم يعتبرون مهنة التدريس مهنة نسائية غير مناسبة للرجال. كما بينت الدراسة أنه في الوقت الذي يثمن فيه المبحوثون القيمة التربوية والأخلاقية والوطنية للمدرس، ودوره الاجتماعي والثقافي في المجتمع، إلا أنهم لا يرون أن مدرس الاعدادي والثانوي لديه الموارد (العلاقات) التي تساعده على اكتساب مكانة اجتماعية عالية في المجتمع، كما أن موارده الاقتصادية لا تكفيه لإعالة عائلته بأريحية، ومن المثير هنا أن المبحوثين أظهروا، رغم هذا الموقف، جهلا بحقيقة رواتب المدرسين القطريين، كما تشير الى أنها مهنة لا تتناسب مع طبيعة الشباب القطري والتي ترتبط بالالتزام داخل إطار وظيفي بيروقراطي نظامي، والرجال في مجتمعنا يفضلون مهنا أخرى لا يوجد فيها أعمال إضافية خارج نطاق الدوام الرسمي.
أخيرا اعتبر المبحوثون أنه بقدر ما أن قطر تحتاج لمدرسين أجانب، وبقدر ما لذلك من تأثير محتمل على بناء الهوية الوطنية، إلا أن تواجدهم المكثف في سلك التعليم يجعل من بيئة المؤسسة التعليمية بيئة اختلاط غير مناسبة للعمل التدريسي بالنسبة للقطريين، كل هذه النتائج توفر نظرة عامة عما يمكن لوزارة التربية أن تشتغل عليه في المستقبل لتشجيع الشبان من الطلبة القطريين على الإقبال على مهنة التدريس في الإعدادي والثانوي.
copy short url   نسخ
19/04/2021
977