+ A
A -
سهــــام جاســــم
- صدقني نحن شخصيات مظلومة مع هذا الكاتب في كل قصة ورواية بل مع أكثر من كاتب يستدعينا لنصه
- من أين جاءتك هذه الفكرة ؟ نحن نعمل كشخصيات تتفاعل وتؤثر في الأحداث فيها منذ زمنٍ طويل ولم أشعر
بذلك مطلقاً..
- أنت دائماً هكذا كلما استدعاك أحد أصحابنا (الكُتّاب) ارتديت رداء المهمة الرسمية نفسه في النص وذهبت لتقوم بوظيفتك نفسها دون أن تسأم من تكرار نوعك الوجودي.. ثمّ رمقه ساخراً وهو يقول تبدو لي كفرسان العصور الوسطى وأنت مسلح ومحمي مغطى بالحديد ثمّ تنتهي أناقتك بريشة ناعمة طويلة متدلية تعلو خوذتك، ألا تراه قالباً يُعيقُ حُريتك التي تحتاجها في جبهتك أعني النص بالنسبة لك؟
- رغم أنّك تحاول أن تقول أمراً ما عن أدائي في النص لكن أكمل حتى أستوعب ما ترمي إليه..
- انظر معي ها نحن ذا في هذا النص على سبيل المثال ولنكن أكثر وضوحاً ففي كل المرات التي استدعاني فيها الكاتب لأكون بطلاً لديه بل في كل رواياته كنت أمثل دور البطل الطيب والأبطال غالباً في القصص طيبون على اختلاف أنماط شخصياتهم وميولهم حتى أشكالهم كل ذلك يتم بالطريقة التي يراها الكاتب طيبة وجذابة ولطيفة الوقع على القارئ..
-وما العيب الذي تجده في كلّ ذلك ؟
- انتظر قليلاً فأنا لا أعده عيباً لكنني أناقش جدوى الفكرة من تكرار الشخص نفسه تحديداً، مهلاً ألا تلاحظ أنّ الكاتب بعدها يزعم أنّه يحاكي الواقع بذلك وهو في الرواية يفسح لي مجالاً لصياغة هذا الواقع من خلال تصوراتي أنا لوحدي على الرغم من وجود الكثير من الشخصيات فأنا البداية التي تُحكى بها الحكاية كلها وأنا أيضاً النهاية..!
- وأنا أيضاً سأعودُ لأكرر لك ما العيب في ذلك يوجد الكثير من الطيبين الفعالين في محيطهم لا أدري أشعر أنك تحمل ظنّاً ما أنّ الشخصية الطيبة لا تملك شيئاً من القوة والتأثير في محيطها هذا الأمر لا يتناقض مطلقاً مع جنوحها للخير والسلم..! يا عزيزي اسمح لي هنالك الكثير من الطيبين الأقوياء الذين بُعِثَ الخير على أيديهم للبشريةِ جمعاء..
- مــاذا... ؟! نحنُ نتحدث عن الواقع يا سيدي الشرير في كل القصص والروايات وما دمنا الآن في الواقع
أين هم الطيبون الأقوياء المؤثرون؟ دلني عليهم لو سمحت حتى أتتبع أخبارهم وأتعرف على الكثير من
تفاصيلهم لعلني أُتقن أمراً جديداً في ذلك النمط الطيّب الذي تزعم أنت وجوده في الواقع..
- تمثلهم وتحمل الكثير من النقمة عليهم أمرك غريبٌ جداً!
- أنا أبدو لك غريباً إذن، وفيم تبدت لك غرابتي أيها المألوف ؟
- ما الذي يستفزك في أن تكون في كل مرة بطلاً طيباً في قصة أو رواية ؟ لماذا أنت منزعج من ترشيح الكاتب لك؟ أنت بطل طيب ولك البطولة المطلقة، بينما أنا بطل وشرير أيضاً أمثل لك تحدياً ما حتى تظهر قوتك وبراعتك في تخطي الصعاب، ما الذي تريده الآن أخبرني ؟
- ما أريده تحديداً أن يكون الكاتب واقعياً أكثر عندما يقول إنّه يصور الواقع ويسند لك أنت أيها البطل الشرير
البطولة المطلقة التي تقود الحياة في رواياته بل ويتركك لتفرض شرك المسيطر على الجميع كما يجري تماماً
في الواقع الأبطال هم الأشرار أمّا الطيبون فلا بطولة مستمرة لهم تعينهم على هذه الحياة...
- وفي ذلك الحين من الذي تظنّه سيقرأ رواية أو حتى لو قصة قصيرة بطلها شرير ؟ لن أكسب تعاطف
أحد مطلقاً.. قالها بأسى من ينتظر من صاحبه المواساة..
- رجاءً.. دعك من هذا الهُراء !
ـ هراء !
- ألا تعلم أنك ستحظى بأعلى نسبة من نسب القراءة بل ستشكرني جداً لأنّ هنالك الكثير من الأشرار الذين سيتعاطفون مع شخصيتك ويمجدونها كما أن هنالك عددا لا بأس به في الواقع ممن يتوهمون أنّهم طيبون ويميلون للخير ويتمتعون بالنوايا الحسنة سيرون فيك مخلِصاً لهم من حيرتهم الخاصة صدقني ستكون بطلاً فريداً من نوعه وستحظى بالتعاطف كذلك التعاطف الذي حظي به سعيد مهران بطل رواية (اللص والكلاب ) لمحفوظ!
- أتدري الأمر متروك للكاتب ولن أعاود مناقشتك في الأمر وتحديداً في سعيد مهران هذا..
- انظر للكاتب وهو يبتسم يبدو مؤيداً لنا إنّه تطور جيّد بل ممتاز يا كاتبنا أخيراً سأرتاح وسأصل لمرحلة
النيرفانا دون المزيد من البطولات التي لا أجدها على أرض الواقع..
copy short url   نسخ
19/04/2021
1010