+ A
A -
بين حب الطبيعة وشغف التوثيق، نشطت مجموعة شبابية في شمال لبنان، ومن وحي تعلقها بالأرض أطلقت على نفسها اسم «درب عكار»، وصارت فيما بعد مرجعاً بيئياً وثقافياً وسياحياً.
ومنذ 10 سنوات وعلى مدار الفصول الأربعة، دأبت المجموعة على توثيق الطبيعة بتضاريسها ونباتاتها وحيواناتها، وأعادت بذلك عكار والشمال اللبناني إلى خريطة السياحة البيئية.
وعكار هي إحدى محافظات لبنان الثمانية، تقع في الشمال ويحدها من الجنوب «نهر البارد»، ومن الشمال «نهر الكبير» بمحاذاة الحدود مع سوريا، وتحدها من الشرق محافظة البقاع، ومن الغرب البحر المتوسط.
الجانب الأكثر إثارة برز عندما وثقت المجموعة أنواعاً جديدة من النباتات لم تكن معروفة في لبنان من قبل، مثل «سوسن البازلت» النادر، و«سوسن الأرز»، و«زهرة البلاتنتيرا» إحدى انواع نبات الأوركيد البري.
وكان الإنجاز الأبرز مؤخراً اكتشاف أول موقع للعنبر في عكار وتحديداً في بلدة مشمش، يضم حشرات متحجرة منذ نحو 120 مليون سنة، وهو واحد من 25 موقعاً في لبنان وجد فيه آثاراً للحياة من تلك الحقبة.
والعنبر البري يختلف عن عنبر الحوت الذي يستخرج من جوف بعض أنواع الحيتان، فالبرّي يتكــــون من أصمــــاغ تشــكلــت عبر ملايين السنين من خلال تعرضها لعوامل طبيعية.
واستطاع ناشطون من المجموعة توثيق أنواع عدة من الحيوانات والحشرات والنباتات، وأنشأت للغاية أوعية مخصصة لحفظ النباتات والحشرات التي يتم جمعها لتكون مرجعاً للأبحاث العلمية، بحسب طالب.
وفي سبيل دعم المجتمعات المحلية وتحسين سبل العيش والتنمية المستدامة، تسعى المجموعات لإشراك سكان القرى في هذا المشروع من خلال بيوت الضيافة والمطاعم التراثية والأشغال الحرفية.
وقال عبد الهادي صعب، وهو مهندس زراعي في المجموعة، إن من بين الأهداف الأساسية لهم استحداث دروب جديدة وصيانة القديمة، وتدريب مرشدين جبليين مهمتهم تعريف الناس بهذا الإرث الطبيعي.
copy short url   نسخ
19/04/2021
1091