+ A
A -
بقلم : فهد العمادي
مدير التحرير
صُدمت كما صدم الجميع بأن مباريات دوري الأبطال الآسيوي غير منقولة تليفزيونيا سواء على الفضائيات أو حتى على القنوات الأرضية..!
المفاجأة التي تلقاها الجميع كانت بالفعل صادمة، ولمَ لا ونحن في القرن الحادي والعشرين والذي مر منه 21 عاما، ومع ذلك نجد أنفسنا نستيقظ على خبر عدم نقل مباريات بطولة كبيرة وضخمة بحجم دوري الأبطال الآسيوي، وكأن السنوات عادت إلى الوراء 50 عاما وأكثر، وهي الفترة الزمنية التي كان من الممكن خلالها أن نتقبل فكرة أن هناك مباريات لن تكون منقولة ومن الصعب مشاهدتها على الهواء مباشرة.
أكبر بطولات الاتحاد الآسيوي على مستوى الأندية أصبحت بطولة صامتة لا أحد يعرف عنها شيئا إلا بعد حدوثه بساعات وربما في اليوم التالي وذلك على مستوى أخبار الفرق، أما على مستوى المباريات التي من المفترض أن يشاهدها المتفرج في نفس وقت لعبها، فقد أصبحت حلما للمشاهد الآسيوي الذي بات عليه أن يبحث في الإنترنت عن روابط من أجل متابعة أجزاء من المباراة، وأقول أجزاء لأن الجميع يعلم ما هي روابط الإنترنت والتي عادة ما تأتي بصورة متقطعة ومشوشة في أحيان أخرى بسبب من المصدر نفسه.
ولا شك أن أي بطولة مهما كان حجمها إذا لم يتوافر فيها بند النقل التليفزيوني فتعتبر بطولة فاشلة بكل المقاييس، وهو ما ينطبق على النسخة الحالية من دوري الأبطال الآسيوي.
وعندما تسأل من هو المسؤول عن هذه المهزلة التي تسببت في حرمان الملايين وربما المليارات في القارة الآسيوية من متابعة فرقها عبر الشاشة، لن تجد جواباً أوضح من أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم هو المسؤول عن ذلك.
الاتحاد الآسيوي هو الذي بالغ في مطالبه المادية مقابل نقل البطولة حتى عجزت كبرى القنوات الفضائية عن تنفيذ مطالب الاتحاد القاري، فكانت النتيجة الكارثية المتمثلة في حرمان جماهير آسيا من متابعة فرقها، والأكبر من ذلك أن المباريات يتم نقلها إلى أوروبا والجماهير الآسيوية لا تشاهدها، فما هو الهدف من ذلك؟؟
الأعذار الواهية تخرج من الاتحاد الآسيوي بشكل مستمر، ومنها عندما ألقى المتحدث الرسمي للاتحاد الآسيوي باللوم على من كان يطالب بكسر الاحتكار، وقال إنهم هم السبب فيما حدث، وغيرها من الأعذار الواهية، ولكن المؤكد أن الاتحاد الآسيوي لا يمتلك استراتيجية تسويقية واضحة، ويكتفي بالخروج كل يوم بعذر مختلف عن الذي سبقه.
وفي النهاية، فقد وضح هدف الاتحاد الآسيوي، وهو ما يظهر جليا عندما يطلب مبالغ خيالية لبيع حقوق نقل مباريات دوري أبطال آسيا، وهو ما يعني أن هدفك مادياً وليس لإرضاء وإسعاد الجماهير، وهذا ضد مبادئك ورؤيتك في توحيد القارة التي أصبحت جماهيرها تتسول مشاهدة فرقها عبر روابط الإنترنت!!
copy short url   نسخ
18/04/2021
1767