+ A
A -
انطلقت أمس الأول الحلقة الأولى من سلسلة حلقات «سحور مع مؤلف»، وهي السلسلة التي ينظمها الملتقى القطري للمؤلفين على مدار شهر رمضان، ويقدمها الدكتور علي عفيفي، ويتم خلالها استعراض ذكريات شهر رمضان قديماً بين أهل قطر، عبر استضافة مجموعة من المؤلفين، وقد استضافت الحلقة الأولى الأستاذ خليفة محمد السيد المالكي - كاتب مسرحي وإذاعي وتليفزيوني وصحفي، باحث في التراث والأدب الشعبي، وتحدث المالكي عن طقوس الشهر الكريم قديمًا، وأهم الاختلافات في العادات والأجواء بين رمضان لول ورمضان الآن.
واستهل المالكي حديثه باستعراض ذكريات وطقوس الشهر الكريم في قطر خلال فترة الخمسينيات، لافتاً إلى أن رمضان كل فترة يتغير ويتطور، وفي هذه المرحلة تحديداً كانت الناس قريبة من بعضها البعض، سواء في البيوت أو القلوب، وكانت تحتاج إلى متطلبات الشهر الكريم، ولكنها لم تكن موجودة، عكس الآن، حيث الوفرة في المجمعات التجارية والبقالات، أما في السابق كانت كافة الأمور والمتطلبات تقوم بتصنيعها أو إنتاجها النساء في بيوتهن.
وحول الاستعدادات للشهر الكريم، قال المالكي: الاستعدادات لرمضان كانت تبدأ من شهر رجب، حيث تقوم كل أسرة أو عائلة بتخزين المواد الغذائية قبل فترة وتجهيزها من أجل استخدامها واستهلاكها خلال رمضان، وعلى سبيل المثال كانت الأسر تقوم بتخزين الحب، سواء للهريس أو لغيره، أما الهريس فلم تكن أي أسرة تقوم بصنعه، كانت فقط الأسر المقتدرة مادياً أو التي تمتلك منزل كبير وبه بعض الخدم، لأن الهريس يحتاج إلى لحم وإلى عزوة في توزيعه وطبخه.
وتابع: كانت النساء تجتمع في بيت كبير به مناحيس، ويقمن بطق الحب ومن ثم إخراج الشيء المطلوب سواء الطحين للخبز وطحين اللقيمات «لقمة القاضي» وغيرها، وكل طقة تكون لبيت من البيوت، إذ تجتمع النساء لطق الحب لأكثر من بيت، في مشهد تعاوني جميل.
أما فيما يتعلق بسؤاله حول اختلاف الطقوس من منطقة لأخرى في قطر قديماً، فقال: العادات الرمضانية في قطر بمختلف مناطقها كانت واحدة، ولكن أسماء بعض الأشياء قد تختلف من فريج إلى آخر، موضحاً أن زمان لول لم يكن اللحم متواجد إلا في الدوحة فقط، فهناك كانوا يفطرون على الأسماك أو العدس، إلى أن أمر الشيخ علي بأن يتم استيراد غنم من الصومال وذبحه في المقصب وبيعه بأسعار منخفضة للسكان الذين يقطنون خارج الدوحة، وقاموا بوضع دكان في كل فريج، ووضعوا في كل دكان فرد من هذا الفريج كـ«منسق»، ليكون على دراية تامة بسكان الفريج وعدد أسرهم وحاجة كل أسرة وكفايتها من اللحم، حتى لا تأخذ بعض الأسر ما يزيد عن حاجتها وتحرم أسر أخرى من اللحم.
وأضاف: قبل وجود اللحم بكثرة كانت الأسر تتفنن في الأكل لتعويض اللحم، فكانت تصنع الأمهات والنساء في المنازل «هريس ومرقوقة ومضروبة»، وغيرها من الأكلات التي كانوا يقدمونها ويتبادلونها فيما بينهم، فكانت الأسر تتبادل الأكلات والوجبات والتهادي في كل يوم وتبادل هذه الأكلات من منطلق الود والحب والمشاركة والمحبة.
وأكد أن هناك مناسبات شهيرة وكانت لها طقوسها في السابق، وذكر المالكي من هذه الطقوس «النافلة» وهي يوم «15» شعبان، وقال المالكي: كانوا يصومون هذا اليوم وفيه يجربون الأكل الذي سيأكلونه في شهر رمضان ويوزعون على الجيران، وأوضح أن سوق واقف وقتها في فترة العصر وقبيل المغرب، كأنه يشع نوراً بسبب اللي يبيعون الزلابيا والبيض واللقيمات والمكسرات غيرها من الأشياء التي تتهادى بها الناس.
أما عن أجواء المجالس في قطر قديماً وبالتحديد في شهر رمضان فأكد المالكي أن قطر قديماً كان بها 3 أنواع من المجالس، الأول للمطوعين يقرأون فيه القرآن، والثاني للشباب يلعبون فيه ألعاباً بريئة مثل «الدامة والضومنة وكيرم»، والمجلس الأخير للنواخذة «التجار» للحديث والتشاور حول التجارة والمال والأمور المتعلقة بهذه الجوانب.
وأضاف: هناك «الغبقة» وتكون في كل أنواع المجالس، والغبقة لابد وأن تكون سمك ولا توجد لحمة على الاطلاق، سواء سمك محمر أو مع الأرز أو سمك أبيض مشوي أو مقلي، وأشار المالكي إلى أن الدجاج لم يكن للأكل بشكل كبير، فقد كان عزيزا على الجميع، فيربونه ليأخذوا منه البيض، وكذلك يأخذون منه الفروج الصغير كهدية لتأكل منه السيدة في فترة الولادة.
وعن الأطفال في رمضان وطقوسهم فقال: شهر رمضان كان هو الشهر الوحيد في العام الذي يسمح للأطفال أن يخرجون فيه في فترة الليل، وغير رمضان لم يكن مسموحاً ان يخرج الطفل في الليل، ففي رمضان كانت لديهم ألعاب كثيرة، لأن في النهار لم يكن هناك أية ألعاب بسبب الصوم، وبالتالي يتم تعويضهم بسبب حرمانهم من اللعب في النهار بأن يخرجوا ويلعبوا بعد الفطار وبعد التراويح.
أما عن القونقعوه فقال: قرقعان جاءت من قرقعة الحصى، فعندما يأتي السيل تظهر الحصى، وكانت النساء تأتي بها عندما يخرجن للحصول على بعض الأمور الأساسية مثل الفقع والحشيش للغنم وغيرها من المستلزمات، وكانت الحصى تستخدم في القرقعة من خلال طقطقة الحصى ويقرقعون بها، والقرقعان نوعين، الأول للكبار من 10 سنوات وفوق، وهذه الفئة ما يشيلون أكياس، بل يشيلون خيشة واحدة وكبيرة ويتناوبون على شيلها ويأخذون معهم «صاج» وطبل ويديرون من بيت لبيت ويرددون «عطونا الله يعطيكم» ويرددون عبارات تمديد لأهل البيت، أما البنات فيذهبن من بيت لبيت ولكن معهن حصى يقرقعن بها.
copy short url   نسخ
17/04/2021
1044