+ A
A -
الدوحة- الوطن
حدّدت دراسة استقصت البروتينات الجارية في مجرى الدم بروتينات عدّة من الممكن إقامة علاقة سببية بينها وبين السمنة، ما يجعل مثل هذه البروتينات أهدافاً محتملة للعقاقير الدوائية والعلاجات.
وقد درس باحثون من وايل كورنيل للطب – قطر، بالتعاون مع مركز بحوث الصحة البيئية في ألمانيا، أكثر من ألف بروتين في عيّنات مستمدة من أفراد من قطر في إطار الدراسة القطرية للميتابولوميات وعلاقتها بداء السكري (QMDiab) إلى جانب بيانات مستمدة من دراسات أوروبية.
وفي المجمل، شارك أكثر من 4600 شخص في الدراسات الثلاث.
واستعان فريق الباحثين بعلم الوراثة لفصل البروتينات ذات الصلة بالدراسة ووجد أن 6 بروتينات مرتبطة بعلاقة سببية بمؤشر كتلة الجسم حتى ولو أُخذت عوامل نمط الحياة الأخرى في الحسبان. وتبيّن للباحثين أن 3 منها تسهم في الإصابة بالسمنة، وفي الوقت نفسه، تعكس الآليات البيولوجية الناجمة عن زيادة مؤشر كتلة الجسم. واستنتاجات الدراسة لا تُبطل بأي شكل من الأشكال حاجة الإنسان إلى تجنب التدخين، والالتزام بأنظمة غذائية متوازنة، والمواظبة على الأنشطة البدنية، لكنها تفتح الأبواب أمام احتمالية الاستعانة بالتدخلات الطبية يوماً ما للتخفيف من دور وأثر تلك البروتينات.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور كارستن زوري، أستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية ومدير مختبر المعلومات الحيوية في وايل كورنيل للطب - قطر: «الأمراض الشائعة هي محصّلة تفاعلات وتداخلات معقدة بين علم الوراثة ومجموعة كبيرة من الاضطرابات البيئية. فمن شأن العوامل البيئية وتلك المرتبطة بنمط الحياة، مثل الأنظمة الغذائية والأنشطة البدنية والتعرض للسموم، أن تفعّل عمل شبكات بروتينية شديدة التفاعل في ما بينها، الأمر الذي قد يقود الآليات الجزيئية نحو الإصابة بمرض ما. ومن المحتمل أن يكون هذا هو الحال بالنسبة للسمنة، فالإسهامات البيئية في مؤشر كتلة الجسم أمر معروف ومعترف به».
وتُعدّ البروتينات الركن الأساسي لجسم الإنسان، وتملك وايل كورنيل للطب - قطر التكنولوجيا الفائقة لدراستها بدقة متناهية. وإلى جانب التوصل إلى دلائل عن العلاقة السببية بين البروتينات الستة والسمنة، حدّد الباحثون أيضاً 150 بروتيناً إضافياً ذات صلة لافتة بزيادة مؤشر كتلة الجسم.
وقالت الدكتورة شذى زغلول، الباحثة المشاركة في الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية في وايل كورنيل للطب - قطر، والمؤلف الأول للورقة البحثية المنشورة: «على الرغم من أننا لم نتوصل إلى دلائل عن العلاقة السببية بين المجموعة الثانية من البروتينات والسمنة، إلا أن الصلة اللافتة بينها وبين السمنة مسألة مهمة. فمثل هذه الصلة تعطينا فهماً أعمق للأدوار البيولوجية لهذه البروتينات في الإصابة بالسمنة، وفي نهاية المطاف، دور السمنة في تفاقم خطر الإصابة بالسكري، وهو ما يتجاوز كثيراً عوامل نمط الحياة الاعتيادية المعروفة لدينا جميعاً. وهذا يعزز احتمال تطوير عقاقير دوائية وعلاجات في المستقبل تستهدف السمنة على المستوى الجزيئي، إلى جانب التدابير المعتادة مثل الحمية الغذائية والتمارين البدنية».
وقد أُنجزت هذه الدراسة بدعم من برنامج بحوث الطب الحيوي في وايل كورنيل للطب - قطر، وهو البرنامج المموّل من مؤسسة قطر، كذلك أنجز الدكتور زوري مهامه بدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.
copy short url   نسخ
08/04/2021
669