+ A
A -
بقلم: إيهاب أسامة
كاتب أردني
أكثرنا شاهد الفيلم المصري «طباخ الريس» للراحل طلعت زكريا. الفيلم صور الرئيس بأنه مغيب عن ما يدور داخل أروقة الدولة من فساد ووجود دولة أخرى داخل الدولة، لا يعلم بتفاصيلها حتى جاء الطباخ متولي العامل الجديد داخل القصر، ليكشف للرئيس بعض الحقائق التي تدور داخل البلاد.
الفيلم كان عبارة عن حقنة تخدير للشعب الذي كان يصب غضبه على الرئيس لأسباب متعددة، وتجاهل حقوق المواطنين وتطلعاتهم.
وتدور قصة الفيلم حول شخص الرئيس وتصوره بأنه غير مسؤول عن ما يجري من مصائب للشعب، وهذا أمر مبالغ فيه، لأن الرئيس بكل تأكيد يتابع التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها.
فيلم طباخ الريس يجسد ما يجري في بعض الدول العربية، حيث يجعل المسؤولون من بعض الأشخاص الأقل منهم وظيفيا شماعة يعلقون عليها الفشل في إدارة البلاد أثناء الاحتجاحات الشعبية، وهؤلاء الأشخاص أحيانا ضحايا يحالون على التقاعد أو يزجون بالسجون، وأحيانا يتم تدويرهم إلى مناصب أخرى حتى تكتمل جرعة التخدير للشعوب التي تطالب بالإصلاح الشامل الذي يحقق تطلعاتهم وآمالهم.
وفي المقابل، يرى الجميع أن الحديث عن الإصلاح السياسي العربي ما هو إلا محاولة لامتصاص حالة الغضب الموجودة في الشارع، والحلول المؤقتة عبارة عن بنزين مسكوب على كومة قش وهي قابلة للانفجار بأي لحظة، فالشعوب بحاجة لخبز وماء ومسكن وحريات، وتحييد للسلطة التنفيذية عن رقبة الشعوب، وتقديم المصلحة العامة على الفردية، فلا يمكن للسياسة أن تجسد مفهوم المصلحة العامة إذا كانت قائمة على أساس أنها جوائز ترضية.
هناك دائما علامات قبل الكوارث وقبل حدوث أي منعطفات تاريخية تؤجج الدول، وجب أخذها على محمل الجد، فالإصلاح الذي تطلبه الشعوب يبدأ بتعزيز الثقافة السياسية المبينة على مصلحة الجماعة وليست ثقافة الغنيمة.
copy short url   نسخ
27/03/2021
1064