+ A
A -
بيروت- أ.ف.ب- أقفل محتجون أمس طرقاً رئيسية في مختلف أنحاء لبنان، بينها غالبية المداخل المؤدية إلى العاصمة، اعتراضاً على التدهور المستمر لليرة مقابل الدولار وغرق البلاد في جمود سياسي من دون أفق، في خطوة وصفتها السلطات بـ «عمل تخريبي».
وعلى وقع شح السيولة ونضوب احتياطي المصرف المركزي المخصص لدعم السلع الاستهلاكية الرئيسية، ينبّه خبراء من أنّ «الأسوأ لم يحدث بعد»، في بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر، فيما تعجز القوى السياسية عن تشكيل حكومة تمضي قدماً باصلاحات عاجلة لضمان الحصول على دعم المجتمع الدولي. وأفاد مراسلو ومصورو فرانس برس عن إقفال غالبية مداخل بيروت تحت شعارات عدّة بينها «يوم الغضب». وأضرم محتجون النيران في مستوعبات للنفايات وأشعلوا الإطارات. كما نصب عدد منهم الخيم في نقاط عدة على مدخل بيروت الشمالي.
وأقفل محتجون، وفق الوكلة الوطنية للإعلام، طريق المطار الدولي جنوب بيروت كما طرقاً في مناطق عدة في الشمال خصوصاً طرابلس وفي البقاع شرقاً وفي جنوب البلاد، عمل الجيش تدريجياً على فتح عدد منها.
وقالت باسكال نهرا، متظاهرة شاركت في إقفال طريق رئيسي شمال بيروت، لفرانس برس «انتهى الأمر، لم يعد لدينا ما نخسره. حتى كرامتنا خسرناها».
وسجّلت الليرة في الأيام الأخيرة انخفاضاً قياسياً غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام، إذ اقترب سعر الصرف مقابل الدولار من عتبة 11 ألفاً في السوق السوداء، التي يقول خبراء إنها «صغيرة نسبياً.. وعرضة للتلاعب والمضاربة».
ومنذ انفجار المرفأ الذي أودى بحياة أكثر من مائتي شخص وتسبب بإصابة الآلاف بجروح ودمار عدد من أحياء العاصمة، يكرر المجتمع الدولي لا سيما فرنسا، التي زار رئيسها إيمانويل ماكرون بيروت لمرتين، مطالبة القوى السياسية بتشكيل حكومة وتنفيذ اصلاحات ملحة لوضع حد للتدهور والمساهمة في إخراج البلاد من مأزقها، مقابل دعم مالي. لكن القوى السياسية لم تحرك ساكناً بعد، ما يفاقم غضب اللبنانيين.
من جهته دعا الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، الأجهزة الأمنية إلى الكشف عن جهات خارجية تقف وراء الإضرار بالمصالح الاقتصادية لبلاده.
جاء ذلك خلال رئاسته اجتماع وزاري بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، لمناقشة مستجدات الأوضاع الاقتصادية والأمنية، بالقصر الرئاسي في بيروت، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وطالب عون «الأجهزة الأمنية إلى الكشف عن خطط الإساءة للبنان، بعد أن توافرت معلومات عن وجود جهات ومنصات خارجية (لم يسمها) تعمل على ضرب النقد ومكانة الدولة المالية».
وقال: «نشهد ارتفاعا غير مبرر في سعر صرف الدولار، وهذا الواقع يفرض اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لملاحقة المتلاعبين بلقمة عيش اللبنانيين».
بدوره، قال حسان دياب إن «هناك من يدفع لبنان نحو الانفجار»، مشددا على ضرورة قطع الطريق أمام تلاعب وتآمر جهات (لم يسمها أيضا) بالاستقرار الاجتماعي والأمن الوطني.
وأضاف قائلا: «الوضع الذي وصلنا إليه على مستوى عال من الخطورة. هناك من يتلاعب بسعر صرف الدولار الأميركي كيفما يشاء ويتحكم بمصير البلد»، دون تفاصيل أكثر.
وحذر قائد الجيش اللبناني، جوزاف عون،أمس، من «خطورة» الوضع العام بالبلاد و«إمكانية انفجاره».
ووجه حديثه للمسؤولين اللبنانيين، متسائلا: «إلى أين نحن ذاهبون؟.. ماذا تنوون أن تفعلوا، لقد حذّرنا أكثر من مرّة من خطورة الوضع وإمكان انفجاره».
جاء ذلك، خلال اجتماع ترأسه جوزاف عون، مع ضباط ومسؤولين أمنيين عرض فيه التطورات المحليّة والتحدّيات التي يواجهها لبنان، وفق بيان للجيش، اطلعت الأناضول على نسخة منه. وأكد أن «الجيش مع حرية التعبير السلمي التي يرعاها الدستور والمواثيق الدولية لكن دون التعدي على الأملاك العامة والخاصة»، مشددا على أنه «لن يسمح بالمس بالاستقرار والسلم الأهلي». وقال قائد الجيش: «الوضع السياسي المأزوم انعكس على جميع الصعد، بالأخص اقتصاديا ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والجوع، وفقدت الرواتب قيمتها الشرائية». وأشار إلى أن «موازنة الجيش تُخفَّض في كل سنة بحيث أصبحت الأموال لا تكفي حتى نهاية العام»، دون ذكر أرقام. وأضاف: «العسكريون يعانون ويجوعون مثل الشعب».
???????ولفت جوزاف عون إلى أنّ «الوضع الأمني غير مستقرّ في البلاد، بسبب الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها واستمرار تهديدات العدو الإسرائيلي، بالإضافة إلى الخلايا الإرهابيّة النائمة».
وشدّد قائد الجيش على أنه «رغم الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها الجيش، ليس هناك حالات فرار بين أفراده».
copy short url   نسخ
09/03/2021
614