+ A
A -
الدوحة- الوطن
تحتفي دولة قطر مع دول العالم، في 4 مارس من كل عام باليوم العالمي لمكافحة السمنة، وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذا اليوم في الترويج لحلول أزمة السمنة، وزيادة الوعي للوقاية منه من خلال التوعية بالأنماط الغذائية الصحية الصحيحة، وبأخطار اتباع نظام غذائي غير صحي، والتشجيع على ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًّا على الأقل، إضافةً إلى التعريف بالخِدْمات المقدمة من وزارة الصحة العامة في هذا الجانب.
وتذكر موضي حمد الهاجري مديرة قسم خدمات التغذية العلاجية والمجتمعية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السمنة وفي إطار استراتيجية المؤسسة الرامية إلى توعية كافة شرائح المجتمع القطري بمخاطر السمنة والعمل على مكافحتها ومعالجتها ومساعدة المرضى في الحد من الوزن الزائد، نقيم كل عام بهذه المناسبة عدداً من المحاضرات التوعوية الصحية وكتابة ونشر العديد من المقالات الصحفية الصحية وبالإضافة إلى نشر وبث مباشر لقصص نجاح المراجعين ونجاح موظفين الرعاية الصحية الأولية المشاركين في برامج الرابح الأكبر عن طريق تجربتهم وتبادل خبراتهم في مكافحة السمنة والتحرر منها لرفع مستوى الوعي حول المخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم أخصائيو التغذية العلاجية بتقديم المعلومات والوعي حول مرض السمنة والسكري وعمل اختبارات مؤشر كتلة الجسم وفحص السكري واستخدام شاشات العرض في ساحات الانتظار بجميع الأماكن الخاصة بالرعاية الصحية لتوعية المراجعين حول مخاطر السمنة وتعريفه بحقيقة أن السمنة حالة مرضية يمكن معالجتها وضرورة الحضور إلى عيادة التغذية العلاجية لتحديد إذا ما كانوا مصابين بالسمنة، وإرشادهم إلى طرق بلوغ الوزن المثالي الصحي، وأيضا تعريف المراجعين بخدمات الرعاية الصحية الأولية التي تقدّمها المركز الصحي فيما يتعلّق بإنقاص الوزن وابراز دور أخصائي التغذية العلاجية والمجتمعية.
واشتملت فعاليات حملة مكافحة السمنة على لقاءات حوارية مفتوحة بين المراجعين ومجموعة من الاخصائيين في التغذية العلاجية من مؤسسة الرعاية الصحية الأولية الكثير من التوجيهات والنصائح العلمية المدروسة عن أساليب تخفيف الوزن وأفضلها كفاءة وكيفية تبني نمط حياة صحي رياضي من خلال عمل مجموعات على الواتساب والإجابة عن جميع الاستفسارات التي تتعلق بمرض السمنة، كما استضافت الحملة الفائز في برنامج «الرابح الأكبر» عبد الرحمن يوسف الذي تحدث للجمهور عن تجربته ورحلته مع مكافحة السمنة وحتى فوزه في البرنامج.
وأشارت إلى أن اليوم العالمي للسمنة يعد بحدّ ذاته فرصة ذهبية لتوعية الجمهور بالعوامل الوراثية والنفسيّة والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية التي تسهم في ارتفاع معدلات السمنة في المجتمع، والعمل على مساعدة الأفراد على التغلّب على هذه المشكلة الصحية.
وتعتبر السمنة وباء قاتلا وصامتا وأنها تعتبر أيضا الحبل الذي يجر معه العديد من الأمراض المزمنة مثل السكّري، وأمراض القلب والشرايين، وبعض الأمراض السرطانية.
والتراكم المفرط أو غير الطبيعي للدهون يلحق الضرر بصحة الفرد، ويعدّ اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها هو السبب الرئيسي لزيادة الوزن والسمنة، ويصنف مرض السمنة على أنه أكثر الأمراض انتشارًا في وقتنا الحاضر والسبب في ذلك عائد إلى العادات الغذائية السيئة والنظام الغذائي الدسم وتزايد الاعتماد على مطاعم الوجبات الدسمة وتناول المشروبات الغازية بصورة كبيرة مع كافة الوجبات وانتشار الكسل وقلة الحركة والاعتماد على الآخرين وتغيير وسائل النقل والتوسع العمراني وهوس التسوق وعدم الاهتمام لنصائح المختصين في الرعاية الأولية وإطالة الجلوس أمام شاشة التلفاز والجوال والتأثر بإعلاناتها واعتبار الطعام من وسائل الترفيه، إضافةً إلى قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
وتعد خطورة السمنة بكونها لا تتعلق بالمظهر الخارجي للشخص فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى العديد من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وارتفاع كوليسترول الدم، وتسبب آلام الظهر والمفاصل وأمراض القلب، والكبد، والكلى، وضيق في التنفس وصعوبة النوم والعقم واضطرابات الجهاز الهضمي وأمراض الكلى والمرارة وبعض أنواع السرطانات إلى جانب المشاكل النفسية والاكتئاب وتتسبب السمنة سنويًّا بأعباء كبيرة في النواحي الصحية، والاقتصادية، والاجتماعية.
وأشارت موضي الهاجري إلى أن البرنامج العلاجي والوقائي الخاص بمريض السمنة يتضمن زيارة الطبيب لمعرفة التاريخ الصحي للمريض، والقيام بإجراء التشخيص المبدئي من فحوص طبية ومخبرية، إضافةً إلى زيارة اخصائي التغذية العلاجي الذي بدوره يقوم بتنظيم الوجبات وتغيير نوعية الأغذية، ومتابعة المريض بشكل دوري لمساعدته على تغيير أسلوب حياته السابق.
ويدق ناقوس الخطر من تزايد انتشار السمنة بين أطفال دولة قطر بعد أن بلغت نسبة السمنة في طلاب مدارس القطرين 45.9 % و40.9 % نسبة السمنة في طلاب المدارس لغير القطريين ويعاني 70 % من سكان دولة قطر نسبة زيادة الوزن والسمنة.
أنَّ مستويات السمنة في المجتمع القطري قد بلغت معدلاتها العالية بين مرحلتي الطفولة والمراهقة، إلى عدة عوامل من أهمها العادات الغذائية الخاطئة وغير الصحية، إلى جانب انعدام ثقافة الوالدين بنوعية الأطعمة التي تتناسب والأبناء، لاسيما من هم في عمر الطفولة والمراهقة، لذا يعتبر اليوم العالمي لمكافحة السمنة فرصة لتسليط الضوء على سبل الوقاية من خلال التغذية السليمة، والدعوة لممارسة الرياضة، وإن محاربة مرض السمنة لدى الأطفال يحتاج إلى تضافر الجهود وفق منظومة ترتبط مع بعضها البعض بدءًا من الأسرة مروراً بالمدارس والجامعات والكليات والمعاهد انتهاءً بوسائل الإعلام ونشر التوعية بين أفراد المجتمع عن خطورة هذا المرض المهمل لدى الكثير من الأسر الذين يتساهلون بخطورته وما يسببه من أمراض مزمنة.
وأشارت موضي الهاجري إلى أنَّ قسم التغذية العلاجية والمجتمعية يستقبل المراجعين من الأحد إلى الخميس، حيث يصل عدد العيادات في المركز الصحي الواحد إلى 10 عيادة أسبوعيا 5 عيادات في الفترة الصباحية و5 عيادات في الفترة المسائية، وفي اليوم الواحد قد يتم الكشف على 44 مراجعا في الفترتين، ومراجعة المرضى من عمر 6 أشهر إلى 65 سنة.
copy short url   نسخ
04/03/2021
1849