+ A
A -
حمادة فراعنة
كاتب أردنيمرت ذكرى شهداء الحرم الإبراهيمي في الخليل، الذين ارتقوا بفعل الإرهابي الفاشي العنصري المتطرف باروخ غولدشتاين، الذي استغل ركوعهم في صلاة فجر يوم جمعة من شهر رمضان، ليؤدي فعلته الجرمية، بإطلاق الرصاص عليهم وأحقاده على مسالمين غير مسلحين ضدهم، وهكذا روى شهداء الحرم أرض المسجد وجنباته، ومنحوا وطنهم دماء زكية طاهرة بطهارة الأرض المباركة باعتبارها أولى القبلتين، وثاني الحرمين، وثالث المسجدين، ومسرى ومعراج سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وولادة وبشرى وقيامة السيد المسيح عليه السلام.
شهداء الحرم لن يكونوا آخر وجبات التضحية لوطن يستحق العطاء، وستبقى دماء الشهداء متواصلة لتروية الأرض حتى يندحر الغزاة، وسترتوي أرض وطنهم بالدماء الزكية والتضحية السخية التي لن تضيع هدراً بلا ثمن، بلا نتيجة، بلا انتصار، انتصار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني بالمساواة والاستقلال والعودة، وهزيمة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، واحتلاله وصهيونيته وعنصريته في نهاية المطاف، نهاية الرحلة.
على أرض فلسطين شعب ليس جالية ضعيفة أو أقلية محدودة، بل شعب له كل مقومات الحياة في وطنه، مهما علت أصوات التراجع والانحسار والتطبيع، وجلب المهاجرين الأجانب الغزاة.
أدوات النضال متعددة بأشكال مختلفة، لكل شريحة من شرائح الشعب الفلسطيني الثلاث: مناطق 48، مناطق 67، واللاجئون خارج فلسطين، كل حسب ظروفه، والإمكانيات المتوفرة لهم، والفرص المتاحة أمامهم، وتجارب الشعوب تؤكد أن عدالة قضاياها هي التي ستنتصر، وأن الظلم والاعتداء والاحتلال مصيره إلى زوال واستذكار التضحيات هي الحوافز العميقة التي تقتل الخذلان والصمت والرضوخ، وهي المحفزة نحو الحرية والكرامة والاستقلال.القدس الفلسطينية
copy short url   نسخ
04/03/2021
210