+ A
A -
منذ فوز جو بايدن بالسباق الرئاسي كان شكل التواصل الأول بين القيادة التركية برئاسة أردوغان وبين الإدارة الجديدة في البيت الأبيض بقيادة بايدن وفريقه الجديد موضع ترقب وتساؤل.
بعد أسابيع من تسلم إدارة بايدن لم يتم ترتيب أي محادثة. وقد تم تفسير هذا الموقف بشكل سلبي على العلاقات بين البلدين مع العلم أن الرئيس أردوغان كان قد تأخر في تهنئة بايدن مقارنة بزعماء آخرين. ومع ذلك كان هناك تواصل بين أنقرة وفريق بايدن.
في مطلع فبراير 2021 جرى اتصال بين مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان وبين المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن أكد فيها سوليفان رغبة بايدن في توسيع مجالات التعاون مع تركيا وإدارة الخلافات بشكل فعال، كما رحب سوليفان في المحادثة التي استمرت قرابة الساعة باستئناف المحادثات بين تركيا واليونان، كما تناولت المكالمة مواضيع عديدة من إس 400 إلى الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب في سوريا وامتدت لتصل قضايا المناخ وجائحة كورونا وغيرها.
جاء الاتصال الثالث في 15 فبراير 2021 أي بعد قرابة شهر من تسلم الإدارة الجديدة، وقد جرى الاتصال لأول مرة بين وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ونظيره التركي مولود تشاوش أوغلو، وقد جاء الاتصال في سياق تداعيات مقتل رهائن أتراك في شمال العراق على أيدي حزب العمال الكردستاني.
وقد جاء الاتصال أيضا بعد استدعاء تركيا للسفير الأميركي ديفيد ساترفيلد على خلفية بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي حمل معان تشكيكية في رواية تركيا عن حادث مقتل 13 تركيا شمال العراق حيث قال بيان الخارجية الأميركية «إن كانت أنباء مقتل المواطنين الأتراك على يد منظمة حزب العمال الكردستاني صحيحة، فإننا ندين العملية بأشد العبارات». وقد غضب المسؤولون الأتراك من عبارة «إذا كانت الأنباء صحيحة». وبالتالي كان الاتصال بين بلينكن وتشاوش أوغلو للتباحث بشكل أساسي حول هذا الموقف بالإضافة إلى مواضيع أخرى.
لم تقم تركيا بالتعبير عن الاستياء من عدم اتصال بايدن كما عبر الإسرائيليون حيث قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون «جو بايدن لقد قمت بالاتصال بزعماء العالم من كندا والمكسيك وبريطانيا والهند وفرنسا وألمانيا واليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وروسيا، ربما حان الوقت للاتصال بزعيم إسرائيل الحليف الأقرب للولايات المتحدة». كما أرفق دانون رقم نتانياهو!!.
ولكن بايدن قام بالاتصال بنتنياهو في 18 فبراير، واذا اعتبرنا إسرائيل حالة خاصة بالنسبة لواشنطن، فقد اتصل بايدن على مستوى الشرق الأوسط أيضا برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في 23 فبراير وبحث معه الهجمات الصاروخية التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد. وفي 27 فبراير أجرى بايدن اتصالا بالملك سلمان تحدث فيه بشكل رئيس عن القواعد الجديدة في العلاقات الثنائية.
وحتى كتابة هذه السطور لا يزال الاتصال بين بايدن وأردوغان منتظرا ويتوقع أن يكون اتصالا مهما ومحددا للعديد من القضايا.
يمكننا تفسير تجاهل بايدن لزعماء الشرق الأوسط عموما عبر خطين الأول هو مؤشر على أين تقع المنطقة ومشاكلها في أولويات الإدارة الأميركية الجديدة، أما الثاني فهو رسالة تغيير وحالة انهاء لطريقة التواصل الشخصية لهؤلاء الزعماء مع ترامب.د. محمود سمير الرنتيسي
كاتب فلسطيني
copy short url   نسخ
04/03/2021
350