+ A
A -
كتب محمد مطر
قامت «الوطن» بجولة خاصة في مختبر الأسنان التابع لمؤسسة حمد الطبية، لرصد التطور الذي شهده المختبر شمل أحدث وأهم الأجهزة المعتمدة والخدمات التي يقدمها للجمهور في ظل الإقبال الكبير الذي تشهده المؤسسة في مجال طب الأسنان بشكل يومي، ولأهمية هذا القطاع تحديداً استعانت "حمد الطبية" بـ«3» «روبوتات» أو أجهزة طبية على أحدث مستوى من الكفاءة والجودة فيما يتعلق بالتركيبات الخاصة بالأسنان وصناعة الأطقم، وهذه الأجهزة تسهل كثيراً وتختصر الوقت المقدر لإنجاز أطقم الأسنان والتركيبة المطلوبة.
ورصدت «الوطن» مراحل العمل على صناعة التركيبة والطقم الذي يحتاجه المريض وفترة تحضيره والانتهاء منه، والتي كانت قبل الاعتماد على «الروبوت الطبي» تحتاج لـ«3» ساعات وهو ما تقلص ليصل إلى ساعة ونصف الساعة فقط، وهو ما يعد إنجازاً واستثماراً إيجابياً في الوقت والمجهود، وتقنية «الروبوت» أو الـ«ميلينج ماشين»، متواجدة في المعمل منذ العام 2013، ولكنها كانت محدودة، ومنذ سنتين تقريباً تقرر أن يكون المعمل متكاملاً في ما يتعلق بهذه التقنية، بقدرة إنتاج عالية، ولذلك تم شراء ما يقارب من 3 أجهزة قادرة أنها تستوعب العدد الأكبر من التركيبات.
وتشهد خدمة تركيبات الأسنان ضغطا كبيرا، فهي تستغرق وقتاً أطول إذ كانت تنجز بالطريقة التقليدية عن طريق الفني، ولكن مع هذه التقنية استطاع المختبر أن يوفر 50 % تقريباً من الوقت الطبيعي لتصنيع التركيبة.
فعندما يقوم الفني بالعمل على تصنيع التركيبة يأخذ تقريباً 3 ساعات في بعض الحالات، ولكن هذه التقنية المعتمدة على الأجهزة الحديثة لدينا والمتبعة في العالم منذ سنوات، توفر الكثير من الوقت وتأخذ فترة ساعة ونصف الساعة تقريباً حيث يقوم الجهاز أو الروبوت بحفر التركيبة، وهو ما يجعل المختبر أكثر إنتاجاً، وذلك ابتداءً من تصميم التركيبة على الكمبيوتر وحتى الانتهاء تماماً منها.
فالموعد الخاص بتسليم التركيبات الخاصة بالمريض قبل هذه الفترة وهذه التحديثات المميزة كان تقريباً 4 أسابيع، ولكن خلال هذه الفترة أصبح المعمل يقوم بتسليم التركيبات للدكتور خلال أسبوعين، وهذا ما يعد تطوراً ملحوظاً لراحة المريض وسرعة في الإنجاز، ونعمل على أن تكون الفترة أقل من أسبوعين في المستقبل لمزيد من المميزات التي تقدم في هذه الخدمة.
وفيما يتعلق بأحدث التقنيات والأساليب الحديثة التي سيكون لها دورها في المرحلة المقبلة فبدلاً من نظام أخذ القياسات الخاصة بالأسنان بالطريقة العادية، هناك خاصية «scan» أو المسح الضوئي، وستكون هذه الخاصية جاهزة وسيبدأ المختبر في العمل بها رسمياً واستخدام تلك التقنية خلال فترة لا تتجاوز الستة أشهر تقريباً، ولولا أزمة الجائحة لكنا بدأنا في استخدامها من العام الماضي.
وبشكل عام فأي معمل أسنان يضم مجموعة من الفنيين الذين يقومون بالعديد من المهام، وهناك من هم مختصون بتركيبات الأسنان الثابتة، كما أن هناك من هم مختصون بالتركيبات المتحركة، وأيضًا هناك من يختصون بتركيبات مرضى التقويم، وهذه العناصر الثلاثة هي الأساسية في أي معمل أسنان، وحالياً التطور العالمي في مجال طب الأسنان متمثل في التركيبات الثابتة، والتركيبات المتحركة، التي يصنعها ويقوم بها «الروبوت» الذي يضمه المختبر حالياً.
وحول عمل الروبوت أو الأجهزة الإلكترونية الخاصة بتصنيع أطقم الأسنان والتركيبات، قال الدكتور غانم المناعي استشاري أول ورئيس خدمات الأسنان بمؤسسة حمد الطبية لـ «الوطن»: عندما يأتينا المثال الجبسي الخاص بالمريض أو «طقم الأسنان» يقوم الفني بوضعه في الجهاز ويحوله بدوره إلى ديجيتال على الكمبيوتر، ويقوم الفني أيضا بتصميم التركيبة عليه، وعندما يصممه بالكمبيوتر يقوم بتحويله للجهاز ليقوم الروبوت أو الجهاز بنحتها ومن ثم تكون التركيبة جاهزة، فيعطي جودة أفضل ووقتا أقل.
وكان المعمل قد بدأ في العام «2013» العمل على هذه الأجهزة الحديثة، ولكنه في العام الماضي فقط تقرر تحويل المعمل بالكامل إلى الاعتماد على تلك الأجهزة، وذلك بعد سنوات من التأكد من سلامة وجودة المنتج المقدم من قبل هذه الأجهزة، إذ أنه لا يمكن الاعتماد على أية أجهزة حديثة إلا بعد التأكد من سلامتها وكفاءتها وجودتها، وبالتالي بعد اعتماد تلك الأجهزة عالمياً واستخدامها بشكل كامل في العالم قام المعمل أو المؤسسة بالاعتماد عليها وتحويل المعمل بما نراه الآن ليساعد على سرعة الإنجاز وتقديم الجودة الأفضل والأمثل في مجال تركيب الأسنان.
وعن أهم الخدمات التي يطلبها الجمهور باستمرار ولا يقدمها المعمل لديهم، فمن المتعارف عليه أن الجمهور كثيراً ما يطلب خدمة «هوليود سمايل» لأسباب غير طبية وهي الخدمة التي لا يقدمها المعمل، وأشار الدكتور غانم المناعي إلى أنه لا ينصح بها اذا لم يكن السبب من بين الأسباب الطبية المتعارف عليها، فهي من الأمور أو الخدمات التجميلية وليست الطبية، ولذلك هو لا ينصح بها، إذ أشار إلى أن هدفه الأساسي هو علاج الشخص الذي يعاني من أمراض وأعراض طبية وهذا النوع من الأمور التجميلية لا تعتبر من الأمراض أو الحالات الطبية.
وعن نصيحته لمن يرغب في الحصول على «هوليود سمايل» قال: أنصح هذه الفئة الراغبة في هذا الأمر بالتفكير فيه، لأنها من الممكن أن تسبب مضاعفات على صحة الأسنان، وأنا لا يمكن أن أنصح شخصا بأن يخاطر بأسنانه وصحتها في سبيل أن تكون لديه جوانب تجميلية ليست طبية أو من باب المعالجة على سبيل المثال.
وحول الإرشادات التي ينصح بها لمن فقدوا أسنانهم أو ممن يعانون من فراغات بين الأسنان فأكد الدكتور غانم أن طرق العلاج تختلف من حالة لأخرى، كما أشار إلى أن اختيار أفضل طريقة للعلاج من مهمة الطبيب، فعلى سبيل المثال يمكن الاختيار بين إحدى الطرق الآتية، إما عن طريق جسر يتم من خلال الضرس الذي يأتي قبل السن ويصل لما بعده، أو عن طريق زراعة أسنان ومن فوقها تركيبة أخرى، ولكنها هنا تختلف من حالة لحالة، بحيث لابد وأن يقيم الدكتور إكلينيكيا هل العظم موجود بنسبة كافية، فيمكن الزراعة عليه أو الأسنان التي تسبق السن والتي تأتي بعده به مساحة كافية، أو عن طريق التركيبات المتحركة، ففي النهاية يتوقف الأمر على رؤية الطبيب والتأكد من عدة أمور مهمة وفقاً لها يقوم بالخطوة المناسبة والإجراء السليم لضمان سلامة المريض.
وعن جودة التركيبات، فقال: يعتمد العلاج أولاً على الطبيب، وكفاءته، والأمر الثاني هو حرفية ومهارة الفنيين في المعمل، وفي النهاية عندما يقوم الفني بتقديم التركيبة للطبيب يتوقف الموضوع عند الطبيب ومهارته في تركيب التركيبة فلابد وأن يكون على ثقة تامة بأن التركيبة تم صناعتها بالطريقة السليمة حتى لا تعود بالضرر على المريض.
copy short url   نسخ
03/03/2021
1760