+ A
A -
امتنع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن تأييد اعتراف إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
إذ لم يُجب بلينكن بشكل صريح عن سؤال وجَّهته له شبكة «سي إن إن» الأميركية، عمّا إذا كانت إدارته «ستواصل النظر إلى مرتفعات الجولان كجزء من إسرائيل»، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول، الثلاثاء 9 فبراير 2021.
فقد كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد اعترفت في العام 2019 بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
الجولان «مهم لأمن إسرائيل»
قال بلينكن في المقابلة التي نشرت وزارة الخارجية الأميركية نصَّها الحرفي، الثلاثاء: «الأسئلة القانونية (حول شرعية الاعتراف بضم إسرائيل للجولان) شيء آخر، وبمرور الوقت، إذا تغيّر الوضع في سوريا، فهذا شيء سننظر إليه، لكننا لسنا قريبين من ذلك».
لكنّه رأى أن الجولان في الوقت الحالي مهم لأمن إسرائيل، وأضاف في هذا الصدد: «إذا ما نحّينا جانباً الجوانب القانونية لهذا السؤال، فمن الناحية العملية فإن الجولان مهم جداً لأمن إسرائيل». وتابع: «ما دام الأسد في السلطة في سوريا، وما دامت إيران موجودة في سوريا، فإن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران ونظام الأسد نفسه، كل هذه تشكل تهديداً أمنياً كبيراً لإسرائيل، ومن الناحية العملية أعتقد أن السيطرة على الجولان في هذا الوضع تظل ذات أهمية حقيقية لأمن إسرائيل».
دعم بايدن لخيار «حل الدولتين»
من جهة ثانية، فقد أكد بلينكن دعمه والرئيس الأميركي جو بايدن، لخيار «حل الدولتين»، لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
المسؤول الأميركي أجاب عن سؤال وجَّهه مذيع الشبكة الأميركية «أنت محق تماماً بشأن حل الدولتين: الرئيس يدعمه بقوة، إنه الطريق الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، والطريق الوحيد لمنح الفلسطينيين دولة لهم حق التمتع بها».
لكن الوزير الأميركي استدرك أن السلام الفلسطيني الإسرائيلي «قد يكون بعيداً»، وقال: «الحقيقة الصعبة هي أننا ما زلنا بعيدين عن رؤية تحقق السلام ورؤية حل نهائي للمشاكل بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنشاء دولة فلسطينية».
كما أضاف أن الإدارة الأميركية تتطلع إلى التأكد من عدم اتخاذ أي من الطرفين إجراءات أحادية الجانب، تجعل احتمالات التحرك نحو السلام وإيجاد حل أكثر صعوبة مما هي عليه بالفعل، «وبعد ذلك نأمل أن نرى كلا الجانبين يتخذ خطوات تخلق بيئة أفضل يمكن أن تجري فيها المفاوضات الفعلية».
فيما ترفض غالبية الأحزاب في البرلمان الإسرائيلي خيار «حل الدولتين»، وتؤيد عوضاً عن ذلك منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً محدوداً.
ماذا عن تأخر اتصال بايدن ونتانياهو؟
عن تأخر الاتصال الهاتفي بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال بلينكن «أنا متأكد من أنه ستكون لديهما فرصة للتحدث في المستقبل القريب».
يحمل تأخر الاتصال بين نتانياهو وبايدن بعد وصول الأخير للبيت الأبيض إشارات مقلقة لإسرائيل، رغم أن مجموعات في تل أبيب ترى أن هذا الموقف يحمل جانباً إيجابياً.
يأتي القلق الإسرائيلي من تأخر الاتصال بين نتانياهو وبايدن من أن المكالمات الهاتفية الأولى للرئيس الأميركي الجديد غالباً ما تشير إلى أولويات الإدارة الأميركية.
إذ نشرت صحيفة Haaretz الإسرائيلية تقريراً تتساءل فيه عن سبب تأخر إجراء مكالمة هاتفية كانت معتادة بين الرؤساء الأميركيين ونظرائهم من القادة الإسرائيليين على مدى الإدارات السابقة.
وقالت الصحيفة إن الأمر استغرق من نتانياهو ساعتين فقط كي ينشر تغريدةً يهنئ فيها الرئيس الأميركي جو بايدن عقب إعلان فوزه على الرئيس السابق دونالد ترامب، في 7 نوفمبر 2020. واستـــــغرق 10 أيـــــــام أخرى مـــــن نتانياهو كي يرتب إجراء مكالمة هاتفية مع بايدن. وحـــــتى يوم الإثنين 1 فبراير، أي بعد 13 يوماً مــــن دخـــول بايدن المكــــتب البيضاوي، لم تكن هناك أي مكالمة هاتفية أُجريت بين القائدين.
تحدث بايدن فعلياً حتى هذا اليوم إلى 8 قادة دول، هم قادة كندا والمكسيك وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا واليابان. صدر أحدث بيان عن البيت الأبيض للمكالمات الهاتفية التي أُجريت بين بايدن والقادة الأجانب، الأربعاء الماضي 27 يناير.
في المقابل، لفت الصحفيون والمراقبون الإسرائيليون إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت، بعد 48 ساعة من حلف اليمين في 2009. أما ترامب فقد تحدث إلى نتانياهو، في 22 يناير 2017، أي بعد يومين من تنصيبه، ودعاه لزيارة البيت الأبيض.
copy short url   نسخ
03/03/2021
301