+ A
A -
كتب عادل النجار
فصل جديد من فصول الإنجازات كتبه نادي السد، فقد تمكن من التتويج بلقب كأس قطر بعد الفوز على الدحيل بهدفين نظيفين سجلهما المخضرم بغداد بونجاح هداف الفريق الذي دائما ما يكون كلمة السر في النهائيات والمباريات الحاسمة. فوز السد بكأس قطر عزز رقمه القياسي في البطولات التي حققها، حيث وصل إلى البطولة رقم 74 في تاريخه، وهو رقم كبير يعكس الهيمنة المطلقة للزعيم على البطولات المحلية،
وإذا فندنا تلك البطولات التي حصل عليها السد سنجد أنه فاز بكأس قطر 8 مرات تحت مسماها القديم كأس ولي العهد ومسماها الجديد كأس قطر، كما فاز بكأس سمو الأمير 17 مرة، ودوري نجوم قطر 14 مرة، ودوري أبطال آسيا في نسختين وبطولة كأس الشيخ جاسم 15 مرة، والبطولة المشتركة مرة وكأس الاتحاد القطري لكرة القدم سبع مرات، وكأس نجوم قطر وكأس طيران الخليج وكأس قطر للتأمين مرة، ودوري الرديف أربع مرات ودوري أبطال الخليج ودوري أبطال العرب مرة، ولقب كأس ooredoo.
السد هيمن بصورة كبيرة على البطولات منذ تولي الإسباني تشافي هيرنانديز تدريب الزعيم، فقد حقق معه 5 كؤوس شملت كأس قطر مرتين على حساب الدحيل، ولقب كأس ooredoo على حساب العربي، ثم كأس سمو الأمير أيضا على العربي، وقبلها كأس السوبر على حساب الدحيل، ويتصدر ترتيب الدوري في الوقت الحالي، ويحتاج إلى فوز وحيد للتتويج بالدوري، الأمر الذي يؤكد أنه استطاع تحقيق المعادلة الصعبة وقيادة الزعيم لمنصات التتويج بجدارة، بل سيحقق رقما قياسيا في عدد البطولات التي يحصدها خلال فترة أقل من موسمين في قيادة الفريق، فقد تولى المهمة في مايو 2019، وشهدت تلك الفترة توقفا بسبب جائحة كورونا، وصعوبات كبيرة تجاوزها السد بنجاح تحت قيادة تشافي، وهيمن بشكل واضح على جميع البطولات التي خاضها.
سيطرة السد على البطولات ليست غريبة، فهو الفريق الوحيد الذي حافظ على موقعه في القمة منذ تأسيسه عام 1969، فقد تجاوز عدد بطولاته عدد سنواته، وهو الفريق القطري الوحيد الذي حقق دوري أبطال آسيا في شكله القديم والجديد، وحقق برونزية مونديال العالم.
إنجازات الزعيم تقف خلفها إدارة واعية تعمل في هدوء وتقود الفريق ببراعة لهذا التميز والنجاح، ولعل ذلك الاستقرار والهدوء على جميع المستويات، وإفراز نجوم واعدة للمستقبل، ومنح الفرصة للشباب، من أهم عوامل النجاح التي تعكس قيمة هذا النادي الكبير، ولعل ما حدث خلال فترة الانتقالات الصيفية هذا الموسم أكبر دليل على وعي الإدارة السداوية ونجاحها بامتياز. فإذا نظرنا إلى التعاقدات التي تمت وعلى رأسها النجم الإسباني سانتي كازورلا، فإن حصول اللاعب على جائزة الأفضل في الموسم يعد انعكاسا واضحا لهذا النجاح الإداري الكبير، فعندما يتم التعاقد مع لاعب بتلك القيمة يكون النجاح بهذا المستوى.
كذلك على المستوى المحلي نجد أن السد فاجأ الجميع بالتعاقد مع رودريجو تباتا، الذي رفضته أندية أقل في الترتيب والإنجازات من السد بداعي أنه كبير السن، لكن الإدارة الواعية في السد قامت بالتعاقد معه للحصول على عطاء محدد من اللاعب في أوقات محددة ومباريات محددة، وبالفعل كان تباتا في الموعد ورد الجميل للإدارة من خلال أهداف مؤثرة في مباريات حاسمة، أكدت نجاح تلك الصفقة رغم كل ما أحاط بها من شكوك من قبل البعض في الأندية الأخرى، لكن ظلت إدارة الزعيم تضرب أمثلة واضحة في الذكاء والاحترافية واتخاذ القرار المناسب بغض النظر عن أي مؤثرات أخرى.
صفقات السد الجديدة عززت من النجاح الذي يعيشه الفريق هذا الموسم، كذلك الثقة في العناصر الشابة تعتبر من أهم الركائز الأساسية داخل فريق السد، فعلى سبيل المثال نجد أن سعد الدوسري الحارس الأول للسد والمنتخب الوطني كان على دكة البدلاء في مباريات هامة ومصيرية هذا الموسم، من أجل إعطاء الثقة للحارس الشاب مشعل برشم، ونجح بالفعل الحارس الذي ينتظره المستقبل في المساهمة مع زملائه في تحقيق البطولات والإنجازات بشكل متتالي.
كذلك أفرز الزعيم العديد من العناصر الرائعة التي ستقود المنتخب الوطني في المستقبل من خلال منحهم الثقة، فرغم منافسة السد على كل البطولات، إلا أننا نجد العناصر الشابة حاضرة ومتواجدة وتحظى بالثقة والدعم والمساندة.
ففي نهائي كأس قطر، شارك محمد وعد ويوسف عبدالرزاق ومصعب خضر وغيرهم من الأسماء الواعدة، في وقت تحققت البطولة رغم جلوس أفضل لاعب في آسيا أكرم عفيف في مقاعد المتفرجين بسبب الإيقاف، لكن غيابه لم يؤثر لأن السد لديه منظومة جماعية مميزة تؤكد أن الفريق قادر على فرض تفوقه بغض النظر عن أي أسماء أو نجوم كبيرة.
السد نجح بامتياز في صناعة تناغم حقيقي بين الأداء الجماعي والمهارات الفردية، فإذا نظرنا إلى مجمل الأداء العام للزعيم سنرى صورة جماعية واضحة، لا تتوقــف عند غياب أي لاعب، وإذا نظرنا إلى الأداء الفردي لكل لاعب سـنجد كوكبة من اللاعبين المهاريين، على رأســهـم حســن الهيدوس ونام تاي هي وكازورلا وأكرم عفيف وعبدالكريم حسن إلى آخر تلك المجموعة من العناصر التي تمتلك قدرات فردية عالية، كذلك المهاجم المخضرم بغداد بونجاح الذي يمكن وصفه بأنه رجل النهائيات والمباريات الحاسمة، ولعل هدفيه في شباك الدحيل بنهائي كأس قطر خلال هذه النسخة وكذلك هدفيه في نهائي النسخة الماضية بالنهائي أيضا تكفي لوصف قدراته العالية ومهاراته التهديفية الكبيرة، التي تنجسم بشكل متناغم ورائع مع المنظومة الجماعية للزعيم السداوي.
هيمنة السد على البطولات لم تأت من فراغ، بل نتيجة لجهود كبيرة تبذل داخل الملعب وخارجه، ويشمل ذلك النجاح جهود المنظومة الإعلامية أيضا، والتي تتماشى باحترافية مع ذلك التطور على جميع المستويات داخل النادي، ففي كل المباريات نجد جهودا كبيرة تبذل عبر منصات التواصل من خلال البوسترات الداعية وكذلك الرسائل التي تصل على الهواتف، وأيضا التطبيق الذكي الذي يحدث بشكل دائم وينقل أخبار الفريق بشكل يومي، وغيرها من الأفكار التي أدت إلى ترابط حقيقي بين نجوم السد وجماهير الفريق وكل من يرغب في متابعة أخبار النادي والفريق، وهو الأمر الذي يجعل كل لاعب أمام مسؤولية حقيقية لتقديم أفضل مالديه لإرضاء ذلك الجمهور الذي يتابعه بصورة مباشرة.
أيضا تم ربط تقدير الإدارة للحضور الجماهيري من خلال مفاجآت تقدم للجماهير مثل هدايا وقمصان نجوم الفريق يفاجأ بها الجمهور فوق مقاعده بالمدرجات، بالإضافة إلى دعوات لحضور المباريات الكبيرة وفتح أبواب التدريبات بشكل يومي أمام محبي الفريق وغيرها من الأفكار التي جعلت جمهور السد حاضراً خلف فريقه رغم جائحة كورونا وإجراءاتها الاحترازية، وإذا وقفنا أمام إحصائيات وأرقام الحضور الجماهيري في مختلف المباريات والبطولات سيكون جمهور السد حاضراً بشكل منتظم وثابت.
copy short url   نسخ
28/02/2021
873