+ A
A -
حوار - محمد الجعبري { تصوير - محمود حفناوي
أكدت سعادة السيدة ألفة بن عودة الصيود وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بالجمهورية التونسية الشقيقة، على أن الزيارة التي قامت بها لدولة قطر هي الزيارة الخارجية الأولى لها منذ توليها منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي بتونس، مؤكدة أنها زيارة مثمرة التقت فيها العديد من المسؤولين القطريين الذين أبدوا اعتزازهم بمد ودعم أواصر التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين.
وقالت خلال حوارها مع الوطن إنها التقت خلال الزيارة معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وشكرته على الدعم الكبير الذي تقدمه دولة قطر لجمهورية تونس، كذلك التقت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، حيث تناول اللقاء بحث أوجه التعاون بين الدولتين في مجال البحث العلمي والتعليم العالي.. مزيد من التفاصيل في حوار وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي مع الوطن...
{ كيف رأيتم سعادتكم النهضة التي تشهدها دولة قطر خلال تلك الزيارة ؟
الحقيقة أن دولة قطر تشهد نهضة تربوية وتعليمية وعمرانية كبيرة ومميزة للغاية، حيث تمتلك قطر بنية تحتية متطورة، وقد لاحظنا أن الدولة قامت بالاستثمار في هذا الجانب بسخاء واهتمام بالغ مما ساهم في أن تكون قطر وجهة استثمارية وسياحية كبيرة في المنطقة، كذلك لاحظت الاستثمار الكبير لدولة قطر لتطوير مشاريع كأس العالم الذي سيقام خلال العام القادم 2022، سواء من خلال إنشاء ملاعب على أعلى مستوى أو طرق وبنى تحتية متطورة، كذلك الرقمنة التي تستهدف جميع الخدمات المقدمة من مؤسسات الدولة لكل السكان، وهذا يدل على التقدم الكبير الذي تشهده دولة قطر الفترة الحالية.
كما تعرفت على التنمية الثقافية والسياحية التي تقام بدولة قطر، مما يجعلها ويؤهلها لتكون أهم المحطات الثقافية والسياحية بالمنطقة العربية، وقد وجدت أن من أهم النقاط المشتركة بين دولتينا، هو اهتمامهما بالاستثمار في الإنسان الذي نعتبره أساس التطور والتقدم، سواء من الناحية العلمية أو الرياضية أو كل ما يساهم في تطور الفرد العامل ليكون لبنة أساسية جيدة تساهم في تطوير دولته والدفع بها لمصاف الدول المتقدمة.
{ كيف ترى سعادة الوزيرة العلاقات بين الدولتين في المستقبل ؟
نأمل أن تشهد العلاقات بين دولة قطر وتونس نموا كبيرا خلال الفترة المقبلة، خاصة أن هناك رغبة مشتركة بين المسؤولين بكلا البلدين لتطوير هذه العلاقة لتكون نموذجا للعلاقات الطيبة بين الدول الشقيقة والصديقة، حيث ستتوالى الزيارات المتبادلة بين المسؤولين لكلا البلدين، حيث تعتبر زيارتي أول زيارة لمسؤول في الحكومة التونسية الجديدة لدولة قطر.
{ ما أهم اللقاءات التي جمعت سعادتكم مع المسؤولين القطريين ؟
التقيت سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي حيث تناولنا بالبحث العديد من الملفات المشتركة مثل تعزيز التعاون في البحث العلمي بين البلدين، كذلك سبل توطيد العلاقة بين الجامعات التونسية والجامعات القطرية، كما التقيت سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، وقمت بزيارة لمكتبة قطر الوطنية التي تعتبر إنجازا علميا وثقافيا كبيرا لدولة قطر، حيث التقيت رئيس مكتبة قطر الوطنية الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري.
{ ما أوجه التعاون التي تمت مناقشتها مع المسؤولين القطريين ؟
خلال الزيارة الحالية قمت ببحث الكثير من الملفات المشتركة في لقائي بالعديد من المسؤولين القطريين، خاصة مسؤولي الجامعات القطرية، ومنها إنشاء مراكز بحثية مشتركة معنية ببحوث الماء والبرمجيات والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي بالطب والبيولوجيا، حيث اقترحت عمل فريق ثنائي من كلا البلدين يكون قائما على أمور البحث العلمي المشتركة، ويعمل هذا الفريق على موضوعات مشتركة ويكون بتمويل من كلا البلدين. ونعمل على التحضير للعديد من الاتفاقيات البحثية بعد خضوعها للدراسات الجيدة.
وقلنا لهم إن تونس لديها علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي، حيث تم اختيار تونس كعضو في مشروع هورايزون 2020 كأول بلد عربي وإفريقي يدخل هذا المشروع، ويمكن الاستفادة من دولة تونس في هذا المشروع لخدمة القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث تولي تونس أهمية كبرى للتقارب مع أشقائها العرب والمسلمين بجميع البلاد، كما تحظى الجامعات التونسية بترتيب دولي مرتفع ومن الممكن أن نسخر تلك الجامعات لتوطيد العلاقات الثائية بين البلاد العربية والإسلامية.
{ هل توجد خطوات جدية في هذا الإطار في المستقبل القريب ؟
سنعمل خلال الفترة المقبلة على توطيد هذه العلاقات من خلال العديد من الشراكات بين قطر وتونس، فلدينا في تونس خبرات تعليمية متميزة في قطاع التعليم الجامعي، ومن الممكن أن تستعين بهم قطر في نهضتها التعليمية الجامعية الكبيرة التي تشهدها البلاد خلال الفترة الحالية.
كما تحدثنا حول فكرة أن تكون لدى تونس مكتبة علمية رقمية على غرار مكتبة قطر الوطنية التي تعتبر من علامات النهضة التعليمية والبحثية بدولة قطر، حيث سنقوم على بحث تلك الفكرة بجدية خلال الفترات المقبلة.
{ هل يمكن أن تقوم تونس بإمداد المدارس والجامعات القطرية بالكوادر التعليمية المتميزة ؟
لدينا بالفعل العديد من الكوادر التعليمية المتميزة الموجودة في مدارس قطر بجميع مراحلها الدراسية، كذلك العديد من أساتذة الجامعات الموجودين بالجامعات المحلية بدولة قطر، مما ساهم في تعزيز أواصر التعاون بين الدولتين، وقد التقيت مجموعة كبيرة منهم، حيث وجدنا سعادة وفرحة بالغة بتواجدهم مع أشقائهم القطريين، وأكدوا على تقبل المجتمع القطري للجالية التونسية بسرعة كبيرة وحسن الضيافة، كذلك الاندماج الكبير الذي لاحظوه منذ تواجدهم بدولة قطر قبل سنوات، لافتين إلى أن المجتمعين التونسي والقطري يحظيان بالعديد من القواسم المشتركة كشعوب عربية وإسلامية.
وسنعمل خلال الفترة المقبلة على زيادة تلك الشريحة، حيث نأمل أن يكون التعاون المشترك بين البلدين ممتدا وليس لفترة محدودة.
{ كم عدد الطلاب القطريين الذين يدرسون بالجامعات التونسية ؟
يدرس بالجامعات التونسية ما يقارب الـ30 طالبا قطريا وهو بالنسبة لنا عدد قليل سنعمل على زيادته خلال الفترة المقبلة بما يتناسب مع عمق العلاقات بين البلدين، حيث نقوم بتوفير كل السبل لإتمام دراستهم بشكل جيد، ويدرس هؤلاء الطلاب في العديد من البرامج والدرجات العلمية من الماجستير والدكتوراة في جامعة الزيتونة وجامعة صفاقس، حيث سنعمل في تونس خلال الفترة المقبلة على زيادة الجودة مع قلة الأعداد بسبب جائحة كورونا.
{ هل يتم العمل على طرح برامج خاصة للطلاب القطريين وبما يتناسب مع برامج التعليم عن بعد وسوق العمل القطري ؟
يتم العمل على إيجاد حلول كثيرة في انتظام التعليم من خلال التعليم عن بعد بسبب انتشار جائحة كورونا، وقد عملنا على الدمج بين التعليمين سواء بالحضور المباشر أو عن بعد، وذلك بناء على تقييم التجربة والطلاب ومستوى إلمامهم بالمادة العلمية المستهدفة، خاصة أن هناك الكثير من البرامج التي لا يمكن الاعتماد على نظام التعليم عن بعد بشكل كلي فيها مثل الطب أو الهندسة، كما أن هناك تخصصات نجحت في نظام التعليم عن بعد.
وبالنسبة لسوق العمل القطري، فإن الجامعات التونسية لديها العديد من البرامج التي تلبي جميع أغراض وأهداف سوق العمل القطري، حيث إن سوق العمل العالمي متشابه بين جميع البلدان، خاصة أن هناك العديد من المجالات الجديدة التي بدأت تظهر الفترة الحالية بسبب تطور الحياة ومستجداتها، وقد ناقشنا هذا مع المسؤولين القطريين الذين رحبوا جدا بهذا الموضع.
{ هل توجد متطلبات معينة تطرحها الجامعات التونسية للسوق القطري ؟
ناقشنا الكثير من المجالات المطلوبة للسوق القطري مثل الطب والقضاء والهندسة وأساتذة الجامعات، واحتياجات السوق لكأس العالم بدولة قطر 2022، وسنعمل على وجود العديد من البرامج التي تلبي متطلبات سوق العمل القطري.
{ هل توجد مشاريع مشتركة تم الاتفاق عليها خلال الفترة المقبلة ؟
تم الاتفاق مع المسؤولين القطريين على التعاون في العديد من المجالات منها البحث العلمي والاستعانة بالكوادر التونسية في المراكز البحثية بالجامعات القطرية، حيث سنعمل على بلورة تلك الأفكار في صورة مشاريع مشتركة، كما سنقوم بإعداد تلك المشاريع ومناقشتها مع الجانب القطري خلال الفترة المقبلة بعد العودة إلى تونس.
{ هي يوجد تعاون في مجالات أخرى ؟
سعدت جداً بلقائي مع سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، حيث ناقشت معها العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة إحياء التراث بالجمهورية التونسية، حيث تمتلك تونس الكثير من المقومات في هذا الجانب، فلدينا العديد من الآثار القديمة من معابد ومسارح تعود لكثير من حضارات وعصور مختلفة مثل الحضارة الرومانية وغيرها، كذلك المتاحف التاريخية الكثيرة والمختلفة المنتشرة في أرجاء تونس، حيث تمت دعوة سعادتها لزيارة تونس، وقد رحبت سعادتها بهذا التعاون وأبدت استعدادها للمساعدة في هذا المجال.
{ هل توجد زيارات متبادلة أخرى بين الجانبين خلال الفترة المقبلة ؟
تمت دعوة العديد من المسؤولين القطريين لزيارة تونس الفترة المقبلة، وذلك للاطلاع على المجالات المهمة والتي من الممكن أن تكون سببا في الدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين للأمام، كذلك لبلورة ووضع الأطر الصحيحة للكثير من المفاهيم المشتركة والرغبة الكبيرة بين الجانبين لتطوير هذه العلاقة.
{ بالنسبة للاعتراف بالجامعات التونسية بدولة قطر.. هل يوجد أي معوقات في هذا الجانب ؟
لا يوجد أي معوقات في اعتراف دولة قطر بحاملي شهادات الجامعات التونسية، حيث ناقشت هذا الأمر مع سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي والذي أكد على أنه لا يوجد ما يعيق اعتراف وزارة التعليم بحاملي شهادات الجامعات التونسية وخاصة برنامج الدبلوم، وقد أكدت على استعدادنا بإمدادهم بنظام التعليم لكل تلك الشهادات وديناميكية الدراسة التي تقوم على التجربة الأوروبية.
{ هل توجد فكرة لإنشاء جامعات أو برامج تونسية بدولة قطر ؟
سنفكر خلال الفترة المقبلة أن يكون هناك تعاون مثمر بين الجامعات التونسية ونظيرتها القطرية، مثل توأمة في الشهادات أو طرح برامج وشهادات مشتركة بين الجانبين، حيث سنقوم بالعمل على وجود أرضية مشتركة بين النظام التعليمي القطري والتونسي لنستطيع أن نقدم شيئا يستفيد منه الطلاب بدولة قطر، ومن الممكن أن نبدأ بشهادات ماستر أو إشراف على برامج للدكتوراه.
copy short url   نسخ
28/02/2021
1073