+ A
A -
جاسم الشمري كاتب عراقي
يعدّ المجتمع العراقي من المجتمعات المتماسكة والمحافظة التي لا يمكن الجهر فيها بالكثير من المحرّمات، وحتّى بعض التصرّفات التي تعتبر في مجتمعات أخرى من الأمور الطبيعية نجدها محظورة في المجتمع المحلي. بعد العام 2003 وجدنا أنفسنا أمام تصرفات وحوادث مذهلة، رغم أن بعضها وقع قبل الاحتلال، لكن الغريب هو كثرة تلك الحوادث الإجرامية، وبالذات الأسرية منها.
ومعلوم أنه ما من مجتمع من المجتمعات الإنسانية إلا وتقع فيه بعض الحوادث العائلية والاجتماعية من قتل وسرقة وانتحار وغيرها، ولهذا فمن الطبيعي أن نسمع في المجتمع العراقي بحوادث من هذا القبيل، لكن حينما نلحظ أن تلك الجرائم الأسرية قد ارتفعت معدلاتها بشكل غير مقبول فهذا يستوجب التوقّف عند هذه الحالة ودراستها!
حوادث المجتمع العراقي تنوعت بشكل لا يخطر على البال نهائياً، والأسبوع الماضي أقدم شاب في العشرينيات على شنق نفسه داخل منزله، في قرية بعاجة، شمالي محافظة صلاح الدين، كما أقدمت فتاة (17 عاماً) على الانتحار بإطلاق النار على نفسها في محافظة النجف!
وقبل أسبوعين تقريباً ذكرت بعض المواقع المحلية جملة حوادث وقعت في يوم واحد، وهذا فضلاً عن العنف الأسري ضد الأطفال، حيث ذكرت مصادر رسمية مقتل أكثر من 20 طفلاً على يد ذويهم خلال العام 2020!
فما هي أسباب هذه الجرائم الغريبة والمتنامية في المجتمع العراقيّ؟ ربّما تمكن إعادة ذلك إلى جملة أسباب؛ منها:
- أثر الانفلات الأمنيّ في ضياع هيبة الإنسان وتنامي الروح الإجراميّة، ضعف الوازع الديني، والتفكّك الأسري، وازدياد المشاكل وبالذات مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والأمّيّة، وغياب أرباب بعض الأُسر بسبب القتل، أو الغدر، أو الاعتقال بتهم كيديّة، وارتفاع حصيلة تعاطي المخدّرات.
ينبغي على الحكومة والبرلمان والعلماء والوجهاء والمثقّفين وغيرهم العمل معاً للحدّ من هذه الكارثة المجتمعية، عبر مشروع وطني يهدف لبيان منزلة الأسرة في المجتمع.
copy short url   نسخ
28/02/2021
117