+ A
A -
يهدد سرطان الثدي حياة العديد من النساء حول العالم، لهذا ينصح دائما بإجراء فحوصات الكشف المبكر عنه، وتظهر نتائج دراسة حديثة أن باحثين من إيطاليا توصلوا إلى طريقة طبيعية للوقاية من هذا المرض الخبيث، فما هي؟
من خلال الدراسة التي أجراها الباحثون على أحد أنواع الفاكهة، والتي نشرت نتائجها في المجلة العلمية Scientific Reports اكتشفوا أن هذه الفاكهة تعمل على مهاجمة الأورام والخلايا المسببة لسرطان الثدي. ضمن هذه الدراسة، ركز الباحثون على كيفية تأثير الفراولة على الوقاية من سرطان الثدي وعلاجه بشكل خاص، والذي ظل مجالًا غير مستكشف حتى هذه اللحظة.
تحتوي فاكهة الفراولة على فيتامين سي وحمض الفوليك والعديد من مضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية التي تم التعرف عليها بالفعل في الدراسات السابقة للوقاية من السرطان، ومن خلال الأبحاث التي أجريت عن الفراولة، وجد الباحثون أن المواد المستخرجة من صنف معين من الفراولة والتي تسمى «ألبا»، تمنع بقاء الخلايا المختلفة.
وفي مقارنة بين الخلايا الطبيعية والخلايا السرطانية التي حصلوا عليها من الفئران والبشر، وجد الباحثون أن مادة «ألبا» كانت أكثر فعالية ضد خلايا سرطان الثدي، من خلال مهاجمتها والقضاء عليها، من هذا المنطلق، يفترض الباحثون الإيطاليون أن الفراولة فعالة في الوقاية والعلاج من سرطان الثدي.
هذه الفواكه لاتحارب سرطان الثدي فحسب، إذ يُعاني ملايين الناس في أرجاء متفرقة حول العالم من مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، والتي يُطلق عليها أمراض الأمعاء الالتهابية (CED)، وهذه الأمراض ماتزال في الكثير من الأحيان من الأمور التي يتم إهمالها رغم خطورتها، لأنه يُصاحب التهاب بطانة الأمعاء أيضاً ظهور تقلصات البطن
المؤلمة، وفي بعض الأحيان إسهال دموي وغثيان وتعب.
ورغم الأبحاث المُكثفة في هذا المجال، لاتزال أسباب داء كرون والتهاب القولون التقرحي غير واضحة تماماً.
(CED) تشخيص
مدى الحياة؟
وتساهم بعض الأدوية على غرار الكورتيزون في التخفيف جزئيا من حدة أعراض مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. وبينما يبقى داء كرون غير قابل للعلاج حتى الآن، فإنه يُمكن علاج التهاب القولون التقرحي عن طريق استئصال القولون بأكمله جراحيا.
بيد أنه لا يجب أن تصل الأمور إلى هذا الحد، لأنه غالباً ما تلعب طريقة العيش والعادات الغذائية للمريض دوراً كبيراً. فمثلاً تؤدي كثرة الجلوس وقلة الحركة واتباع نظام غذائي عالي السكر وارتفاع الدهون إلى تعزيز التهاب الأمعاء.
ويقول الخبراء إن هناك بعض الأطعمة المتوافقة مع أمراض الأمعاء الالتهابية (CED) ومن بينها الخضر والفواكه، في ها السياق توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول الفراولة قد يُساعد في مواجهة أمراض الأمعاء الالتهابية. وأوضحت الدراسة الصادرة عن جامعة «ماساشوستس» الأميركية أن الفراولة تُساعد على التخفيف من أعراض مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
حمية الفراولة
واعتمدت النتائج على دراسة أجريت على الفئران، فقد اختبر عالم التغذية الدكتور هانغ شياو التأثير الصحي للفراولة على الفئران، والتي تُعاني من التهاب الأمعاء، كما حصلت هذه القوارض على كمية إضافية من الفراولة المجففة في نظامها الغذائي العادي.
ولاحظ الخبراء أن الفئران، التي حصلت بانتظام على الفراولة في قائمة طعامها، كانت معانتها من الإسهال أقل وانخفض الالتهاب في الأمعاء كما ارتفع وزنها مرة أخرى، وأضاف الخبراء أنه عند الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية يزداد بشكل طبيعي عدد البكتيريا الضارة وينخفض عدد البكتيريا المُفيدة في القولون. وأردف الخبراء أن التحكم في تغذية الفئران إبان التجربة أظهر تأثيراً عكسياً، إذ أن كلأ من النبيت الجرثومي المعوي والتمثيل الغذائي للفئران أصبح عادياً.
وفي نفس السياق، نصح الخبراء بتناول قدح من فاكهة الفراولة يومياً، من أجل التعامل مع أمراض الأمعاء الالتهابية، حيث نصح الخبراء بتناول فراولة طبيعية وليس عن طريق المستخلصات الطبيعية أو المكملات، «وإلا فإن المرء يُمهل تأثيرات العديد من المكونات المهمة الأخرى في الفراولة مثل الألياف الغذائية، والتي لا يمكن استخلصها عبر المذيبات»، حسب يان هوي هان، أحد المشاركين في الدراسة.
ويعتزم الخبراء تأكيد النتائج، التي توصلوا إليها عن فوائد الفراولة على أمراض الأمعاء الالتهابية لدى الفئران من خلال تجريبها على البشر، فيما حذر الخبراء الأشخاص المصابين بداء كرون والتهاب القولون التقرحي من تغيير النظام الغذائي بشكل مستقل، وأضاف الخبراء أنه يجب استشارة الطبيب لمنع أي أثار غير مرغوب فيها أو الحساسية.
ومن المعروف أن الفراولة تدخل في إعداد العديد من وصفات الطعام الشهية، إذ تُزين من جهة مطابخ الكثير من دول العالم، لاسيما بلدان البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. ومن جهة أخرى يتم الاعتماد على الفراولة بشكل كبير في إعداد الحلويات والعصائر بمختلف أنواعها.
لكن تناول الفراولة، وينطبق ذلك على الطماطم أيضا، قد لا يخلو من مخاطر صحية، خصوصا للأشخاص الذين يُعانون من الحساسية، على غرار ما توصلت إليه دراسات علمية سابقة في هذا المجال، بيد أن إحدى الدراسات خلصت إلى نتائج تبدو نوعا ما مُغايرة.
وتقول الدراسة إن نوع الطماطم أو الفراولة هو الذي يتسبب بالأساس في الحساسية، لأن محتوى البروتينات المُسببة للحساسية في هذا النوع من الثمار، يختلف حسب طريقة زراعتها، وفق ما أشار إليه موقع «scinexx».
وأفادت الدراسة الصادرة عن جامعة ميونيخ الألمانية أن تعريض هذه الأنواع من الثمار إلى درجة حرارة مرتفعة، لاسيما أثناء طبخها، يُدمر المواد المُسببة للحساسية في الفراولة والطماطم. وأوضح موقع «derstandard» أن النتائج اعتمدت على دراسة اهتمت بتحليل مدى ارتفاع محتوى البروتينات المُسببة للحساسية في حوالي 20 نوعا مختلفا من الفراولة وكذلك 23 نوعا من الطماطم، وأضاف الموقع أنه تم أيضا فحص تأثير ظروف النمو البيولوجية والتقليدية الخاصة بالفراولة والطماطم.
وتابع نفس المصدر أن خبراء الدراسة لاحظوا أن نوع الفراولة والطماطم المُسببة للحساسية يرتبط بشكل كبير بنوع هذه الثمار التي تفقد الكثير من المواد المُسببة للحساسية خلال تعرضها إلى درجة حرارة مرتفعة للغاية.
يُشار إلى أن الكثير من الناس يُعانون من الحساسية، خاصة ما يُسمى بـ«حساسية الربيع»، التي تؤدي إلى تهيج الأنف والعين والجلد في هذا الفصل من السنة، بسبب انتشار حبوب اللقاح والأتربة في الهواء، فيما ينصح خبراء الصحة بضرورة زيارة الطبيب واتباع بعض الخطوات الوقائية، مثل تجنب الخروج إلى الحدائق والمنتزهات قدر الإمكان في هذه الفترة من السنة.
copy short url   نسخ
28/02/2021
536