+ A
A -
كعب ناصرعبدالله آل عامر الكعبي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، في الواقع أردت التطرق إلى هذا الموضوع كونه ذا أهمية كبيرة وربما الأغلبية غافلون عنه، أو بالأحرى لا يعيرونه أي انتباه، لذلك كرست قلمي لكتابة هذا المقال لما فيه من تطور ونهضة لهذه البلاد، لا يخفى عليكم أن دولتنا قطر تشهد تطورات جديدة في شتى المجالات، وكونها الأولى والسباقة لهذه التطورات فإنها تحتم علينا جميعا وتضعنا أمام تحديات كبيرة لنستمر على هذه الوتيرة وهذا النسق السريع.. ونحن أهل لهذه التحديات بإذن الله.
أولا لمواجهة هذه التحديات يجب ان نبدأ من أساسياتنا الفكرية ونحاول ان نعالجها، ومن ثم تطبيقها على أرض الواقع، يجب ان نغير من تفكيرنا نحو الشباب سواء كانوا قاصرين أو في سن العشرينيات والثلاثينيات، البعض من الناس دائما ما يحبط الشباب بفكره السلبي اذا ما أتاه الشاب بفكرة أو بمشروع معين أو أو إلخ، فهنا يشعر الشاب بأن لا جدوى من التفكير خارج الصندوق أو المألوف، لا جدوى من عرض أفكاره على أي أحد، أو لا جدوى من انتقاده البناء لأنه لا يلقى أي اهتمام، يجب ان نشعر هذا القاصر أو هذا الشاب بأن فكرته مقبولة أو رأيه محط الاهتمام أو سيؤخذ بعين الاعتبار، حتى لو كان رأيه غير سديد عليك تشجيعه وإضافة تعديلك على رأيه ومن ثم إقناعه بهذه الفكرة، وفي حال كان توجهه خاطئا عليك شرح ما يجري ولماذا توجهه خاطئ، فكرة أنه انتقد أو أدلى بفكرة هذه تدل على انه شخص من الممكن تكوينه والعمل على تحسين مبادئه ليصبح معطاء لهذا الوطن.
ثانيا دائما ما أسمع هذه الكلمة وهي (مراهق)، وهي كلمه لو نعلم تداعياتها لما استخدمناها، هذه الكلمة خطيرة لدرجة أنها تنعكس على تقدم البلد بالسرعة المطلوبة، البعض يقول هذا سن تكثر فيه المشاكل وهذا السن خطير، مثلا (فلان مراهق طايش خله) لقد أصبحت مبررا لارتكاب بعض الأخطاء، أقول له بأن هذا السن إما أن يكون أو لا يكون، هذه المرحلة بالذات التي يحدد فيها ماهيته في المستقبل ونستنتج من هذا أنه تحدٍّ للأهالي، وقد يرى البعض أن هذا السن لا يمكنك أن تأخذه على محمل الجد أو تجعله محط اهتمام لأن فكره محدود، لا بالعكس هذا السن دائما ما يفكر بشكل واسع، لو لاحظتم أسئلة بعض الشباب مادون السن القانوني احيانا نتفاجأ من تفكيرهم بأن كيف لهذه الفكرة حضرت له، الصحابة رضوان الله عليهم كانوا بعمر السادسة عشرة ويقودون جيشا من المسلمين مع أنه يوجد الأكبر منهم سنا، لكن الحكمة من ذلك بأن يشعر ذلك الشاب بأنه على أتم الاستعداد للإمساك بزمام الأمور وتحمل المسؤولية، ونلاحظ أن الفرق هنا هو البيئة التي نشأ فيها. وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول إنه واجب علينا كمسؤلين أو كشعب بأن نغير فكرنا وتعاملنا مع ذلك الشاب، يجب أن يتم التركيز حتى على المراحل الأولى من المدرسة لأنه يجب عليه كفرد في المجتمع أن يعرف توجه بلده وأهدافه وما واجبه كمواطن تجاه وطنه وما هو حقه في المجتمع، دائما المخططات التي تكون على المستوى القريب من الزمن يكون ناتجها قليل وغير مستمر أما في حال أخذنا هذه الفكرة على محمل الجد وبدأنا بالعمل على أهداف ومخططات لصنع جيل من هذا النوع أنا أجزم أن النتيجة هي تفوق شاسع على أغلب دول العالم في التطور في شتى مجالات الدولة الحديثة، وبالتالي لابد من العمل على الجيل القادم لأنه سهل التكوين ووضع مبادئ وأسس قيمنا الدينية فيه وعاداتنا وتقاليدنا القطرية، في حال تم تزويدهم بالعلم الكافي والبيئة الحسنة والإرشاد من قبل الدولة متمثله بوزارة الداخلية (الشرطة المجتمعية)، فإن حصادنا هو جيل واع مدرك لما حوله من تطورات وقيادي قادر على تحمل المسؤولية الموجهه إلية لنهضة هذا الوطن العزيز ولاستمرارية التطورات ولتحقيق التنمية المستدامة، وذلك تماشيا مع مقولة سيدي أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في الدورة الخامسة والأربعين لمجلس الشورى «قطر تستحق الأفضل من أبنائها».
copy short url   نسخ
27/02/2021
851