+ A
A -
الكويت- قنا- تحتفل دولة الكويت اليوم الخميس بالذكرى الستين للعيد الوطني، الذي يجسد أعظم معاني وقيم الانتماء للوطن وقيادته التي حرصت طوال العقود الماضية، على تعزيز مكانته والمحافظة على أمنه واستقراره ودفع عملية التنمية فيه بشتى المجالات.
وتحيي الكويت هذه الأيام احتفالاتها بأعيادها الوطنية في ظل قيادة سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.
وإذ تحفل الكويت بالأجواء الاحتفالية الوطنية فإنها تستذكر بكل العرفان والإجلال سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، الذي وافاه الأجل بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات والمبادرات محليا وإقليميا وعالميا.
وعلى الرغم من تزامن هذه الاحتفالات مع الأزمة التي يشهدها العالم، بسبب جائحة فيروس كورونا الذي يصادف اليوم مرور عام على اكتشاف أولى حالاته في الكويت، فإن هذه الجائحة أظهرت المعدن الأصيل لأبناء الوطن الواحد في تضامنهم لمواجهتها وإظهار طاقاتهم الكامنة وقدراتهم المتميزة في سبيل خدمة الوطن والحد من تداعياتها.
وإذا كانت الجهات الحكومية المعنية قد حظرت التجمعات العامة التي تشهدها البلاد عادة في هذه المناسبة للاحتفال بتلك المناسبة الغالية حفاظا على صحة الجميع بسبب تلك الجائحة، فإن تلك الاحتفالات لن تغيب عن البيوت والقلوب التي دائما أشبعت بحب الوطن والتضحية بالغالي والنفيس من أجله.
وعبر الكويتيون وسط هذه الجائحة عن حبهم لوطنهم وتمسكهم بترابه رغم الظرف العصيب وأثبتوا أنهم على قدر عال من الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والصحية والدينية والثقافية والاقتصادية من خلال محافظتهم على بلادهم والعمل بإخلاص كل في مجال عمله للحد من انتشار الوباء، حيث تحرك الطاقم الطبي كخلية نحل تعمل على مدار الساعة لإنقاذ المصابين بفيروس كورونا وتأمين الوقاية الصحية لكل المواطنين والمقيمين، ونشطت جماعات متطوعة لدعم العاملين في وزارة الصحة فيما بذلت بقية الوزارات والجهات المعنية جهودا حثيثة لمؤازرة الجهود الصحية في مواجهة الأزمة.
وبدأت دولة الكويت احتفالها بالعيد الوطني الأول في 19 يونيو عام 1962، وأقيم بهذه المناسبة حينها عرض عسكري كبير في المطار القديم الواقع قرب (دروازة البريعصي)، حضره عدد كبير من المسؤولين والمواطنين في أجواء من البهجة والسرور.
واستمر الكويتيون يحيون العيد الوطني في 19 يونيو كل عام ما بين عامي 1962 - 1964، حتى صدر في 18 مايو 1964 مرسوم أميري جرى بموجبه دمج عيد الاستقلال بعيد جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح الموافق يوم 25 فبراير من كل عام بداية من عام 1965.
وقد شرعت دولة الكويت منذ عام 1962 في تدعيم نظامها السياسي، بإنشاء مجلس تأسيسي مهمته إعداد دستور لنظام حكم يرتكز على المبادئ الديمقراطية الموائمة لواقع الكويت وأهدافها. ومن أبرز ما أنجزه المجلس التأسيسي مشروع الدستور الذي صادق عليه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح (أبو الدستور) في نوفمبر 1962، لتدخل البلاد مرحلة الشرعية الدستورية إذ جرت أول انتخابات تشريعية في 23 يناير عام 1963.
وأنجزت الكويت الكثير على طريق النهضة الشاملة منذ فجر الاستقلال حتى اليوم على مدى أعوام متلاحقة، ومضت على طريق النهضة والارتقاء الذي رسمته خطى الآباء والأجداد وتابعته همم الرجال من أبناء دولة الكويت خلف قيادتها الرشيدة.
ومنذ استقلال دولة الكويت وهي تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقا وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفا، في إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو أمن واستقرار العالم ورفاهية ورقي الشعوب كافة.
واستطاعت البلاد أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة، بفضل سياستها الرائدة ودورها المميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي وتعزيز التعاون العربي ودعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين، والالتزام بالشرعية الدولية والتعاون الإقليمي والدولي من خلال الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز.
كما حرصت دولة الكويت منذ استقلالها على تقديم المساعدات الإنسانية ورفع الظلم عن ذوي الحاجة حتى بات العمل الإنساني سمة من سماتها، إذ تم تكريم الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح من الأمم المتحدة بتسمية سموه (قائدا للعمل الإنساني) ودولة الكويت (مركزا للعمل الإنساني) في سبتمبر عام 2014.
ولم يكن فبراير شهرا عاديا في تاريخ دولة الكويت لأن المناسبات الوطنية التي تقام فيه تشكل علامة فارقة يجب الوقوف عندها كل عام، والتذكير بأحداثها ودور رجالات الرعيل الأول وتضحياتهم من أجل استقلال الوطن وبنائه فهو تاريخ مشرف لا ينسى رسمه الآباء والأجداد ويواصل مسيرته الأبناء جيلا بعد آخر.
وشهدت الاحتفالات بالأعياد الوطنية عدة مراحل لكل منها خصوصيتها وجمالها ومرت بالعديد من التغييرات عبر التاريخ، مجسدة ذكريات وأياما جميلة محفورة في الوجدان بدءا من ستينيات القرن الماضي حتى وقتنا الحالي.
وكذلك كان الأمر في السبعينيات والثمانينيات، إذ كانت الاحتفالات بالعيد الوطني تقام على امتداد شارع الخليج العربي بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة، وكان طلاب وطالبات المدارس يشاركون في هذه الاحتفالات إضافة إلى الفرق الشعبية، كما كان لمحافظات الكويت نصيب وافر من هذه الاحتفالات.
وفي عام 1985 وبمناسبة مرور ربع قرن على الاستقلال، تم إعداد ساحة العلم بموقعها المميز والقريب من شاطئ البحر لإقامة احتفالات العيد الوطني وتم رفع أطول سارية لعلم دولة الكويت في هذه الساحة، ولهذا سميت باسمها وتقدر مساحتها بـ 100 ألف متر مربع تقريبا ويصل ارتفاع السارية إلى 36 مترا تقريبا.
copy short url   نسخ
25/02/2021
438