+ A
A -
عبد الحسين شعبان كاتب عراقي
«ليس من العدالة أن يحصل الشباب الأصحّاء في الدول الغنيّة على اللقاحات قبل أولئك الأكثر عرضة للخطر في الدول الفقيرة»، هذا ما قاله تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية. ويأتي هذا التحذير بعد أن توصّلت عدد من الشركات إلى إيجاد لقاحات مضادة لوباء كورونا كوفيد – 19 بل أن بعض البلدان المتقدمة بدأت بتوزيعها، لكن العديد من البلدان الفقيرة لا تزال غير مدرجة على قوائم التوزيع أو أن كمية اللقاحات المخصصّة لها محدودة، وهذا يعني أن شعوبها ستستمرّ بحالة قلق من الجائحة، فضلاً عن تدهور الحالة المعاشية بسبب الركود الاقتصادي والإجراءات الاستثنائية بالحجر.
وفي الوقت الذي استطاعت الصين توظيف كامل قدراتها لتطويق الوباء وأنتجت لقاحاً فعّالاً للقضاء عليه،، فإن العالم ما يزال يغرق في حالة من الرعب وحتى بعد اكتشاف لقاحات بريطانية وأمريكية، لكن نسبة الإصابات أخذت بالتعاظم خصوصاً بتحوّل الفيروس، وتندلع صراعات حول أحقية من لهم الأولوية في التلقيح، ودخل الاتحاد الأوروبي في نزاع مع شركات بريطانية بسبب تأخرها في توفير اللقاح الذي تعاقدت عليه، كما منع تصدير اللقاحات التي تنتج على أراضيه دون ترخيص مسبق، لكن بروكسل تراجعت عن قرارها وفي الجانب الآخر ينظر الاتحاد الأوروبي إلى اللقاحات الصينية والروسية بنظرة لا تخلو من التشكيك بجديتها، باعتبارها أقل فعالية من اللقاحات البريطانية والأمريكية.
أما العالم الثالث فإن حظوظه قليلة من الحصول على اللقاحات، بسبب تفضيل الدول الغنية وشروطها، ناهيك عن ضعف الشعور بالمسؤولية إزاء القيم الإنسانية المشتركة المتجسدة في مبادئ العدالة والإنصاف والمساواة والشراكة.
وآن الأوان لوضع حدٍ لنظام اللاّعدالة على المستوى العالمي،خصوصاً حين تساعد الدول الغنية الدول الفقيرة، كي يتمكّن العالم من مواجهة أو كسر سلسلة العدوى لكوفيد 19 بتوزيع اللقاحات على الجميع.{ الزمان العراقية
copy short url   نسخ
25/02/2021
403