+ A
A -
الدوحة - قنا - شاركت دولة قطر في اجتماع الاستعراض الإقليمي الافتراضي الخاص بأفريقيا حول تنفيذ برنامج عمل اسطنبول لصالح أقل البلدان نموا للعقد 2011-2020، المنعقد في إطار العملية التحضيرية المؤدية لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا في جمهورية مالاوي.
وترأس وفد دولة قطر في الاجتماع سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وتوجه المريخي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية الرفيعة المستوى «من اسطنبول إلى الدوحة - نحو عقد جديد من الشراكات لأقل البلدان نموا»، بخالص الشكر والتقدير لجمهورية مالاوي على استضافة الاجتماع، كما شكر المشاركين في تنظيمه.
وقال سعادته: «إن من دواعي سرورنا أن نشارك في هذا الاجتماع الهام، وكان الأمل يحدونا أن نكون في جمهورية مالاوي الصديقة، التي تنتمي إلى القارة الأفريقية التي نفخر ونعتز بالعلاقات مع دولها الشقيقة والصديقة، لولا التقييدات التي فرضتها الأزمة الصحية العالمية، نتيجة لتداعيات جائحة فيروس كورونا التي لحقت آثارها السلبية جميع دول العالم وخاصة البلدان الأقل نموا، ونتطلع أن يتغلب العالم على هذه الجائحة قريبا بتعاوننا وشراكتنا».
وأضاف: «تؤكد التحديات الراهنة التي يشهدها العالم ضرورة الترابط والتكامل بين جميع دول العالم، وانطلاقا من إرثنا وقيمنا وسياسة دولة قطر الراسخة في التعاون والشراكة مع المجتمع الدولي، فإن دولة قطر لم تدخر وسعا في الوقوف مع إخواننا وشركائنا في الإنسانية، ولاسيما في المجال الإنساني والتنموي».
وتابع: «وانسجاما مع التزاماتنا لدعم قضايا الدول النامية والأقل نموا، فقد اضطلعت دولة قطر بدورها المنشود في مختلف المجالات التي تخدم تلك الدول، وشكلت قضاياها إحدى أولوياتنا، وحرصنا على استضافة مؤتمرات الأمم المتحدة الهامة في هذا الخصوص، والتي حققت النتائج المنشودة، وأشير منها على سبيل المثال مؤتمر قمة الجنوب الثانية في العام 2005، ومؤتمر المتابعة الدولي لتمويل التنمية المعني باستعراض تنفيذ توافق آراء مونتيري في العام 2008، والدورة الثالثة عشرة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في العام 2012، والمؤتمر الثامن عشر للدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في العام 2012».
وأبان سعادته أنه في هذا الإطار وإدراكا من دولة قطر لأهمية دعم البلدان المتضررة من الآثار السلبية لتغير المناخ، فقد أعلن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله»، خلال مؤتمر القمة للعمل المناخي التي انعقدت في شهر سبتمبر 2019، عن مساهمة دولة قطر بمبلغ 100 مليون دولار أميركي لدعم البلدان الأقل نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية للتعامل مع تغير المناخ، كما واصلت دولة قطر جهودها، في إطار العمل الدولي المتعدد الأطراف، لدعم كافة المبادرات الرامية لإيجاد حلول للأزمات والتحديات التي أثقلت كاهل العديد من الدول النامية والأقل نموا، وألقت بآثارها السلبية على السلام والاستقرار في العالم.
وذكر وزير الدولة للشؤون الخارجية أنه «على الرغم من صعوبة التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الراهن بسبب تفشي جائحة كورونا، فإننا على ثقة بأن مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا الذي تعتز دولة قطر باستضافته خلال الفترة من 23-27 يناير 2022 سيتيح فرصة استثنائية تساهم ليس فقط في الاستجابة لهذه التحديات، بل في وضع تدابير هادفة من أجل التعافي وبناء قدرات أقل البلدان نموا لمواجهة مثل هذه التحديات في المستقبل».
وأعرب عن سعادة دولة قطر ببذل كافة الجهود في هذا المؤتمر، وأن نكون شريكا رئيسيا في الجهود المبذولة للاستجابة لتلبية احتياجات وأولويات أقل البلدان نموا، وقال: «كلنا ثقة بأن هذا المؤتمر سيساهم في تلبية احتياجاتها، ودعم مسيرتها نحو تحقيق التنمية فيها للسنوات العشر القادمة، وبما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وتمكين هذه البلدان من الخروج من قائمة أقل البلدان نموا».
وتابع المريخي: «وفي إطار منطلقات اجتماعنا هذا (من اسطنبول إلى الدوحة)، نتطلع لأن يبني مؤتمر الدوحة المقبل على الخبرات المكتسبة والنجاحات التي تحققت في المؤتمرات السابقة وآخرها مؤتمر الأمم المتحدة الرابع المعني بأقل البلدان نموا الذي استضافته جمهورية تركيا الشقيقة، وكان لجهودها المقدرة إسهامات متميزة في النتائج الناجحة التي تمخض عنها المؤتمر والمتمثلة في برنامج عمل إسطنبول لصالح أقل البلدان نموا للعقد 2011-2020».
وقال: «إننا نتطلع أن يستكمل برنامج عمل الدوحة للعقد المقبل تحقيق الأهداف التي ما زالت في طور الإنجاز، وأن يكون نقطة انطلاق وخارطة طريق، بصفته أول برنامج عمل سيتصدى ويعطي أولوية لمعالجة تداعيات وباء فيروس كورونا على أقل البلدان نموا، لإحداث التغيير المنشود في حياة الملايين من الذين يعيشون في أقل البلدان نموا وبما يضمن تحقيق المكاسب الإنمائية المرجوة وإحداث التغير التحولي المنشود».
وأضاف: «نتطلع للتعاون معكم ومع كافة الشركاء لإنجاح مؤتمر الدوحة ونؤكد على أن دولة قطر لن تألو جهدا ليكون مؤتمر الأمم المتحدة الخامس في الدوحة حدثا فارقا في الاستجابة لتطلعات أقل البلدان نموا، وبما يحقق التنمية الشاملة فيها، والاستفادة من الطاقة الهائلة من الموارد البشرية والطبيعية التي تمتلكها أقل البلدان نموا لتحقيق النمو والازدهار، ونتطلع للترحيب بكم جميعا في مدينة الدوحة العام المقبل».
copy short url   نسخ
23/02/2021
615