+ A
A -
يعقوب العبيدلي
الحب من أسمى العواطف، وكل منا يبحث عن الحب بأنواعه وحسب حاجته، كل منا ينشده ويسعى إليه، حتى يجد من يحتويه ويرضى به، فالحب إذا دق بابك لا يستأذنك، يدخل دون مقدمات وديباجات، وسرد وتطويل، ويستقر في قلبك ويتربع فيه ويفترش. يقولون الحب أعمى، لا يرى، لا يسمع، لا يتكلم، مستهام حالم صاحبه يتجاوز عن العيوب، ومع بعض الاهتمام والاحتواء والرعاية والتقدير، يعلو ويرتقي، فالحب يحتاج إلى الدفء ليستمر، والتضحية والإيثار والاحتواء، والأخير عنوانه، ببنطه العريض، الاحتواء يشبعك، ويرضيك، ويمتعك ويؤنسك، إنه عنوان ما تبحث عنه، ولكن أين تجد الاحتواء، واللطف، والحنان، والشخصية المناسبة التي ترضيك، وتجمع بينكما القواسم المشتركة ! البعض يقول ما الحب إلا للحبيب الأول، للمرأة الأولى في حياتك، ولكن هذا القول يتعارض مع العقل والمنطق، فالعشق والحب وكل شيء للحبيب الذي لا يتكرر، سيكون بفضائله وحلمه ورسمه الأول والآخر الذي لا يتكرر، مالك القلب، آسر الروح بتعامله وتعاونه، أما العشق فهو إدمان، وإيمان بالآخر، لا علاج منه ولا دواء، ولا استحياء في الفضفضة والاعتراف مع طرفك الآخر، العشق بلاء وابتلاء، كما قال ابن القيم: «مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه ‏وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيى العليل داؤه… وعلاجه الزواج والاقتران والتدثر بالمحبوب، كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ‏قال: ‏
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة ‏فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء»، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لم نر للمتحابين مثل النكاح»، «رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير».‏
قال أبو تمام:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنـينه أبدا لأول منزل
وقال الأصبهاني:
دع حب أول من كلفت بحبه
ما الحب إلا للحبيب الآخر
ما قد تولى لا ارتجاع لطيـبه
هل غائب اللذات مثل الحاضر.
وقال آخر:
اشرب على وجه الحبيب المقبل
وعلى الفم المتبسم المتقبل
نقل فؤادك حيث شئت فلن ترى
كهوى جديد أو كوصل مقبل
وقال غيره:
قلبي رهين بالهوى المقتــــبل
فالويل لي في الحب إن لم أعدل
أنا مبتلى ببليتين من الهـــوى
شوق إلى الثاني وذكـــــــر الأول
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
22/01/2021
1834