+ A
A -
استيقظت باكراً وبعد سماع الأخبار المحلية والأجنبية، بدأت الأسئلة تتطاير في أفكاري، هل يا ترى لو أدركت كل الدول منذ البداية وأقفلت نهائياً مطاراتها وحدودها لكان حدث ما حدث؟
هل لو كنّا نعيش دون هذا التطّور المصطنع في عالمنا من التكنولوجيا، وصناعة أسلحة الدمار الشامل، والطيران، والسيارات، وصناعة الروبوت بدل البشر، وكل هذا الإعلام العالمي الذي شوّه مفاهيم الحياة، هل كان حصل كل هذا؟
هل فعلاً كان كوكب الأرض والبشر بحاجة لكل هذه الصناعات في زمن يتحدث العالم بأسره منذ أكثر من سنة عن أهمية الفيتامينات C و D وزينك وكل هذا موجود بكثرة في الأكل الصحّي إذا عدنا لزراعة الأراضي؟
وتشعبت الأسئلة، واتسعت إلى أن وصلت إلى الإعلام المتكرر لمليارات السياسيين ونجاحاتهم الزائفة على الكوكب؟ ولملايين الدولارات التي يتقاضاها لاعبو كرة القدم، والمدرّبون، وكبار رجال الأعمال، وبائعو المخدرات، و....؟
هل كنّا وصلنا إلى هنا لو كانت اهتمامات الدول الكبرى خاصة تتعلق بالقضايا الإنسانية، بعد أن بلغ عدد الجياع أكثر من 821 مليون شخص من حول العالم في 2018؟
أيعقل أنه بعد انتشار وباء يفكر المسؤولون في بلادي بفتح البلاد في زمن الأعياد من أجل الاقتصاد بينما تواجه الأرض أكبر مآسٍ وآلام عرفتها في تاريخها؟
هل سياسيّونا فقدوا فعلاً عقولهم وإيمانهم، حيث يتحفوننا بالمعايير لتأليف حكومة وحقوق المسيحيين وحقوق المسلمين؟
أتى هذا الوباء كرسالة لتوقظ الضمائر وتوقف الحروب العبثية والمفاهيم الخاطئة والسباق إلى صناعة المزيد من الأسلحة الفتّاكة، والطمع والجهل، معلنة أنّ القيّم الإنسانية لوجود البشر وصحتّهم وأمنهم الأهم، وأنّ كل مظاهر المال، والتسلّط، والقوّة، والبذخ والجنون التي اعتقدنا أنها الأسس الأساسية للحياة كانت خاطئة.
{ اللواء اللبنانية
copy short url   نسخ
21/01/2021
194