+ A
A -
واشنطن-أ. ف. ب- أكد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الثلاثاء أنّ الرئيس جو بايدن لن يعود عن قرار إدارة دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل لكنه يرى أنّ التسوية الوحيدة القابلة للاستمرار في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هي «حلّ الدولتين».
وخلال جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيين وزير الخارجية، طرح السناتور الجمهوري تيد كروز على بلينكن سؤالاً بشأن ما إذا كانت إدارة بايدن ستواصل السياسة التي انتهجتها إدارة ترامب بشأن هاتين المسألتين، ومن دون تردّد أجاب بلينكن «أجل وأجل».
وكان ترامب خرج عام 2017 عن التوافق الدولي واعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل رغم أن الفلسطينيين يتطلعون لجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
وأشار بلينكن إلى ان بايدن سيحاول جاهدا المضي في سبيل تحقيق هدف «الدولتين» لكنه أقر بالصعوبات التي تعترض هذا الأمر. وأوضح بلينكن أمام مجلس الشيوخ أن «الرئيس وأنا شخصيا نعتقد أنّ السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية مع إعطاء الفلسطينيين دولة يحقّ لهم بها، هو عبر حلّ الدولتين».
لكنه أضاف «واقعياً أعتقد أنّه سيكون من الصعب تحقيق أي شيء على هذا الصعيد في المدى القصير».
ودعا الإٍسرائيليين والفلسطينيين فوراً «إلى تجنّب اتّخاذ خطوات تزيد هذه العملية تعقيداً».
كذلك أعلن بلينكن أنّ الإدارة الجديدة لن تعود عن القرار المثير للجدل الذي اتّخذه دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأنها ستبقي كذلك على السفارة الأميركية في القدس.
بعيد تصريحاته، أعلنت منظمة «السلام الإسرائيلية» المناهضة للاستيطان أنّ الدولة العبرية طرحت، عشية أداء بايدن اليمين الدستورية، مناقصات لبناء أكثر من 2500 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
ويعيش أكثر من 450 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية التي يقطنها 2,8 مليون فلسطيني. وتعتبر جميع المستوطنات المبنية في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانونية في نظر القانون الدولي.
وكان بايدن لمح سابقا إلى أن إدارته ستعود إلى السياسة الأميركية التقليدية التي تعارض التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومنحت إدارة ترامب دعما أميركيا غير مسبوق لمجموعات المستوطنين، واعلن وزير الخارجية مايك بومبيو عام 2019 أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات انتهاكا للقانون الدولي.
كما أصبح بومبيو في نوفمبر أول دبلوماسي أميركي كبير يزور مستوطنة في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب الخامس من يونيو 1967.
ورفضت السلطة الفلسطينية التعامل مع ترامب بسبب انحيازه لصالح إسرائيل ولا سيّما من خلال نقله سفارة الولايات المتحدة من تلّ أبيب إلى القدس. وتنص الخطوط العريضة للخطة التي اقترحها ترامب لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على اعتبار القدس «عاصمة إسرائيل غير القابلة للتجزئة»، وتشير إلى إقامة دولة فلسطينية «جديدة» منزوعة السلاح من دون توضيح حدودها. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في 1967 وضمّتها لاحقاً في خطوة لا يعترف بها القانون الدولي. ويتطلّع الفلسطينيون إلى جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم الموعودة.
ووعد أنتوني بلينكن بدبلوماسية معاكسة لتلك التي اتبعها دونالد ترامب وأثارت غضب حلفاء الولايات المتحدة وغازلت حكاما مستبدين وتمثلت بخرق الاتفاقيات الدولية وازدراء المؤسسات المتعددة الأطراف.
وقال «يجب أن نواجه الصين من موقع قوة وليس ضعف»، مؤكدًا أن هذا يشمل «العمل مع الحلفاء بدلا من تشويه سمعتهم والمشاركة في المؤسسات الدولية وقيادتها بدلا من التخلي عنها».
في ما يتعلق بإيران، يريد جو بايدن بشكل واضح استئناف الحوار، لكن وزير الخارجية في إدارته أراد طمأنة العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديموقراطيين الذين عبروا عن قلقهم.
ويريد الرئيس المنتخب العودة بسرعة إلى الاتفاق الدولي الموقع في 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي انسحب منه ترامب معتبرا أنه ليس كافيا لاحتواء طهران.
أكد بلينكن هذه السياسة، «إذا عادت إيران» إلى التزاماتها النووية التي تتراجع عنها يوما بعد يوم.
ورأى أن الخروج من هذا الاتفاق الذي دانه باستمرار الحلفاء الأوروبيون لواشنطن، عزز التهديد النووي الإيراني وجعل طهران «أكثر خطورة».
لكنه وعد أيضًا باستخدام العودة إلى اتفاقية 2015 «كنقطة انطلاق مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مرة أخرى في الجانب نفسه للسعي إلى اتفاق أقوى وأكثر ديمومة»، موضحا أن ذلك يجب أن يشمل برنامج الصواريخ البالستية الإيراني وكذلك «أنشطتها المزعزعة للاستقرار» في الشرق الأوسط.
وبمعزل عن الملفات المحددة، وعد بلينكن ب«تنشيط التحالفات الأساسية» للولايات المتحدة لإعادتها إلى «خط المواجهة» على الساحة الدولية.
وقال إن «القيادة الأميركية ما زالت مهمة». وأضاف «معا نحن في وضع أفضل بكثير لمواجهة التهديدات التي تشكلها روسيا وإيران وكوريا الشمالية والدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان».
وأكد بلينكين أنه سيحاول التفاوض مع روسيا على تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية «ستارت 2» التي تنتهي في الخامس من فبراير، في مسألة تشكل أول الاختبارات الدبلوماسية للإدارة الأميركية.
وقال بلينكن «يمكننا الفوز في المنافسة مع الصين».
وكرر خطابا عزيزا على ترامب يصف الدولة الآسيوية العملاقة بأنها البلد الذي «يشكل أهم تحد» للولايات المتحدة.
واعترف بأن ترامب الذي نادرا ما يلقى إشادة من الديمقراطيين كان «محقا في اتخاذ موقف أكثر حزما ضد الصين».
ويبدو أن شهادة التقدير هذه أثارت ارتياح ترامب الذي ركز عشية مغادرته البيت الأبيض على استراتيجيته في مواجهة الصين.
وقال الملياردير خلال كلمة وداع بثها البيت الأبيض «قمنا بإحياء تحالفاتنا ووحدنا دول العالم في مواجهة الصين كما لم يحدث يوما».
من جهتها، أكدت وزيرة الخزانة المقبلة جانيت يلين «يجب أن نتصدى للممارسات التعسفية وغير العادلة وغير القانونية للصين» في الأمور التجارية.
أما المديرة المقبلة للاستخبارات الوطنية أفريل هينز فقد اعترفت بأن الديمقراطيين لم يكونوا حازمين بدرجة كافية في ظل إدارة باراك أوباما الذي كان جو بايدن نائبا للرئيس في عهده من 2009 إلى 2017.
وقالت «إنني أؤيد موقفا جريئا» من أجل «التصدي لواقع صين أكثر ثقة بنفسها وأكثر عدوانية».
وأشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء بنهاية عهد ترامب، معتبرا أن «الكرة في ملعب» الرئيس جو بايدن بشأن العقوبات والاتفاق حول البرنامج النووي.
وقال روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة إن الأعوام الأربعة التي أمضاها ترامب في الحكم «لم تثمر سوى الظلم والفساد وتسببت بالمشاكل لشعبه والعالم».
وأضاف روحاني «رحل ترامب وماتت حياته السياسية أيضا، لكن الاتفاق النووي لا يزال على قيد الحياة. قام بكل ما في وسعه لكنه لم يتمكن من تدمير الاتفاق النووي».
وشدد روحاني على أن «الكرة اليوم هي في ملعب أميركا وواشنطن».
وأوضح أن إيران تنتظر من الإدارة الأميركية المقبلة «العودة إلى القانون، الالتزامات، القواعد الدولية، القرارات (الدولية)».
وتابع «اذا عادوا إلى القانون، سيكون ردنا إيجابيا أيضا».
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء في تصريحات متلفزة بعد اجتماع الحكومة، إن «على السيد بايدن أن يعرف أن مسؤوليته هي رفع هذه العقوبات»، معتبرا أن تنفيذ التزامات مختلف أطراف الاتفاق هو «أمر غير قابل للتفاوض».
copy short url   نسخ
21/01/2021
328