+ A
A -
الدوحة-الوطن
أطلقت خدمات الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية خدمة جديدة مخصصة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم، وتوفر هذه الخدمة التقييم التخصصي والخيارات العلاجية للأشخاص البالغين الذين يعانون من صعوبات التعلم المصحوبة بمشكلات نفسية تتسبب في أعراض سلوكية حادة.
وقد أطلقت مرحلة تجريبية لهذه الخدمة الجديدة في مطلع عام 2020، ثم أدخلت بعض التحسينات على الخدمة في ديسمبر من العام نفسه، وقد أطلقت الخدمة الآن بشكل رسمي بهدف دعم التوسع في خدمات الصحة النفسية، حيث يقوم فريق متعدد التخصصات بتقديم هذه الخدمة من خلال العيادات الخارجية والمرافق المجتمعية وتقديم الاستشارات لأقسام الرعاية الصحية الأخرى. من جانبه، أوضح الدكتور ماجد العبد الله، رئيس قسم الطب النفسي والمدير الطبي لخدمات الصحة النفسية، أن الاضطرابات السلوكية قد تكون مؤشراً على وجود مشكلات صحية عضوية لدى الأشخاص المصابين بصعوبات التعلم.
وأضاف الدكتور العبد الله: «قد تتضمن هذه السلوكيات نوبات الغضب، وضرب أو ركل الآخرين أو رمي الأشياء، وقد يتضمن ذلك أي سلوكيات ضارة للشخص المصاب أو من حوله من الأفراد مما يمنعه من إنجاز الأهداف والمهام في حياته اليومية مثل تكوين صداقات أو التركيز على مشروع دراسي أو العمل».
وأردف الدكتو العبد الله قائلاً: «غالباً ما تشمل صعوبات التعلم صعوبات في التواصل مع الآخرين، وقد يسهم ذلك في شعور المصاب بالإحباط وهو ما يظهر على شكل اضطرابات سلوكية. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات أكثر حدة من صعوبات التعلم فقد تكون هذه السلوكيات شكلاً من أشكال تعبير المريض عن نفسه والتواصل مع الآخرين، ومن المهم لأفراد الأسرة والأصدقاء ومقدمي الرعاية بذل كل الجهود اللازمة لتقديم الدعم للمريض ومساعدته في التواصل مع الآخرين والتعبير عن مشاعره. تبدأ هذه السلوكيات في الظهور غالباً في مرحلة الطفولة ويمكن أن تتفاقم وتصبح أكثر وضوحاً بمرور الوقت إذا تركت دون علاج. وتعتبر منهجيات وتقنيات العلاج السلوكي الحديثة فعالة للغاية في كثير من الحالات، مما يساعد أسر المرضى على التعايش والتعامل بصورة أفضل مع هذه الصعوبات».
وتقدم هذه الخدمة للمرضى من الذكور والإناث من عمر 18 عاماً فما فوق، حيث يشمل ذلك المرضى الذين يعانون من صعوبات التعلم بجميع مستوياتها المصحوبة بمشكلات نفسية واضطرابات سلوكية والتي قد تتسبب في صعوبات وتحديات للمريض والأشخاص المحيطين به.
من جانبه، أوضح السيد إيان تولي، قائد أولوية الصحة والعافية النفسية في الاستراتيجية الوطنية للصحة والرئيس التنفيذي لخدمات الصحة النفسية في مؤسسة حمد الطبية، أن هذه الخدمة الجديدة تمثل إضافة هامة لخدمات الصحة النفسية في دولة قطر، وقال: «نهدف من هذه الخدمة إلى تزويد الأسر باستراتيجيات مناسبة ودعم فعال لمساعدتهم في التعامل مع الاضطرابات السلوكية للمريض وما يصحبها من تحديات والتي قد تتسبب في ضغوطات وصعوبات لجميع المعنيين».
وأضاف: «يتمثل الهدف الرئيسي من هذه الخدمة في التقليل من حالات الدخول للمستشفى غير الضرورية للمرضى الذين يعانون من صعوبات التعلم المصحوبة بالاضطرابات النفسية من خلال تقديم الخدمات لهم في بيئتهم الخاصة. كما نخطط للتوسع في هذه الخدمة التخصصية مستقبلاً من خلال تقديمها في وحدات المرضى الداخليين على عدة مراحل كجزء من عملية تطوير الخدمة».
بدوره، أوضح الدكتور محمد الطاهر، استشاري أول الطب النفسي بخدمات الصحة النفسية وقائد فريق خدمة معالجة صعوبات التعلم، أن الفريق متعدد التخصصات الذي يتولى تقديم الخدمة الجديدة يضم خبراء متخصصين في علاج مجموعة واسعة من الحالات ضمن مرافق المستشفى والمرافق المجتمعية، وأضاف قائلاً: «نستقبل حالات لأشخاص بالغين يعانون من صعوبات التعلم دون أن يكونوا قد حصلوا على تشخيص أو علاج مناسب لحالتهم إلا أن أعراضهم السلوكية قد تدهورت إلى درجة تستلزم التدخل العلاجي، نقدم أيضاً الرعاية للمرضى الذين يعانون من اضطرابات سلوكية مرتبطة باضطرابات النمو العصبي أو بتدهور في القدرات المعرفية يمكن أن يؤدي للإصابة بالخرف».
وأضاف الدكتور الطاهر: «تتم مراجعة كل حالة بعناية ووضع خطط الرعاية بالتعاون مع فريق الرعاية الصحية وأسرة المريض. كما نعمل قدر الإمكان على تعزيز تعافي المرضى الذين يعانون من صعوبات التعلم وتوفير إعادة التأهيل لهم، ومساعدتهم على تحقيق كامل إمكاناتهم، ويتضمن ذلك تسهيل خروج المرضى من وحدات المرضى الداخليين بصورة آمنة ومريحة».
تستقبل خدمة معالجة صعوبات التعلم التحويلات من مراكز الرعاية الصحية الأولية ومستشفيات مؤسسة حمد الطبية، بالإضافة إلى التحويلات الداخلية من خدمات الصحة النفسية، ويقوم الفريق بفرز وتصنيف حالات المرضى بشكل أسبوعي والتنسيق لتقديم الرعاية اللازمة لهم في الوقت والبيئة المناسبة باستخدام نماذج موحدة للرعاية، وفي حالات المرضى الذين يتم إدخالهم لمرافق مؤسسة حمد الطبية فإنه يتم التنسيق مع فرق الرعاية الصحية المتابعة لهم لتقديم الاستشارات اللازمة.
تقدم خدمة معالجة صعوبات التعلم أيضاً التثقيف الصحي والتدريب والدعم لأسر المرضى ومن يقوم على رعايتهم ولكوادر الرعاية الصحية التي تقدم الرعاية للأشخاص المصابين بصعوبات التعلم والاضطرابات السلوكية بهدف تعزيز قدراتهم على رعاية هؤلاء المرضى وتحسين جودة حياتهم.
ويمكن تعريف صعوبات التعلم -والتي تعرف أيضاً باضطرابات النمو الذهني أو الإعاقة الذهنية- على أنها حالة تستمر على مدار الحياة تظهر خلال مرحلة الطفولة المبكرة وتتسم بقصور في الأداء الذهني والتكيُّفي. وغالباً ما تُعرَّف الاضطرابات السلوكية التي لا تتوافق مع المعايير الثقافية على أنها سلوك يبلغ درجة معينة من الشدة والتكرار والاستمرارية بحيث يُعرِّض السلامة الجسدية للشخص المصاب أو الآخرين لخطر شديد، أو أنه السلوك الذي من المرجح أن يحد أو يمنع بشكل خطير القدرة على استخدام والاستفادة من مرافق المجتمع العادية.
copy short url   نسخ
20/01/2021
671