+ A
A -
حوار – محمد أبوحجر
قال الدكتور عبد الله عبد الرحمن، رئيس مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة قطر، إن المركز يعتبر قلعة علمية تخدم اللغة العربية عبر العالم ويمنح شهادات كفاءة لطلابه من القارات الخمس، حيث يستقطب سنويا أكثر من ألف متقدم يتم اختيار 100 طالب منهم للالتحاق بالبرنامج. وأضاف خلال حواره لـ الوطن أن المركز نجح في عقد ما يزيد عن 30 اتفاقية مع العديد من الجامعات المرموقة تُتيحُ فرص التبادل الطلابي عبر حزمة من المنح الدراسية التي يقدِّمها المركز لمنتسبي هذه الجامعات.
وتحدث الدكتور عبد الله عن جهود المركز وشراكاته الجامعية عبر العالم، مشيرا إلى أن المركز استقبل طلابا من 50 جنسية وخرّج أكثر من 500 طالب يعتبرون سفراء للجامعة والدولة، معظمهم يُزاول الآن أعمالا قيادية في المجالات الدبلوماسية والإعلامية والأكاديمية.
وفيما يلي أهم ما دار في الحوار:
} في البداية، حدثنا عن المركز والدور الذي يلعبه في خدمة رسالة الجامعة وتحقيق رؤيتها الاستراتيجية؟
- مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها هو مركز مختص ضمن كلية الآداب والعلوم، يمنح شهادات كفاءة للملتحقين به من الطلاب العالميين، الذين يتقدمون لجامعة قطر لتعلم اللغة العربية لمدة سنة دراسية كاملة في مستويات مختلفة تبعا للكفاءة، ويستقطب البرنامج ما يزيد عن 1000 متقدم في السنة الواحدة، يُقبلُ منهم ما لا يزيد عن 100 طالب ينتظمون في مستويات البرنامج الستة، ومعظم هذه المنح مقدمة في إطار اتفاقيات تعاون مع جامعات وهيئات دولية. وفضلا عن هؤلاء الطلاب الممنوحين، فإن المركز يستقبل سنويا (75) طالبا بتمويل خاص من صندوق قطر للتنمية، وفقا لاتفاقية تعاون بين الصندوق والجامعة، هذا علاوة على الطلبة دافعي الرسوم بشكل فردي والذين يصلون هذه السنة إلى 30 طالبا منتظما.
وقد شكَّل المركز منذ نشأته منصةً رئيسة لتحقيق أهداف الجامعة في نشر اللغة العربية، ومد جسور التواصل العلمي والثقافي بينها وغيرها من المؤسسات الأكاديمية، وفتح آفاق التعاون مع نظيراتها من الجامعات الإقليمية والدولية، وقد نجح المركز في عقد ما يزيد عن 30 اتفاقية مع العديد من الجامعات المرموقة تُتيحُ فرص التبادل الطلابي عبر حـــــزمة من المنح الدراسية التي يقدِّمها المركز لمنتسبي هذه الجامعات، وهو ما كان له أثرٌ بالغ في حصول الجامعة على المرتبة الأولى هذه السنة والسنة الماضية في التصنيف العالمي للجامعات حسب معيار التايمز للعالمية.
كما يُعد المركز إحدى أدوات الدولة الفاعلة في تحقيق ما يُصطلح عليه اليوم في علوم السياسة «بالقوة الناعمة» من خلال دوره الحيوي في دعم أواصر العلاقات بين دولة قطر ودول العالم المختلفة؛ عبر ما يقدّمه من منح دراسية لرعايا هذه الدول الذين ترد بشأنهم رسائل تزكية من قِبل مؤسسات سِيَّادية داخل الدولة، بما يُحقق مصالح الدولة العليا.
في السنوات العشر الماضية، استقبل المركز طلابا من 50 جنسية وخرّج أكثر من 500 طالب يعتبرون سفراء للجامعة والدولة، معظمهم يُزاول الآن أعمالا قيادية في المجالات الدبلوماسية والإعلامية والأكاديمية ويحمل معه أينما حَلَّ ذكرى إقامته وتكوينه في هذه الجامعة وهذا البلد المضياف.
} كم عدد الطلاب المنضمين للمركز حاليا؟
- هذه السنة نقدم جميع الدروس على المنصات الرقمية عن بعد وبالرغم من ذلك فالطلاب عبر القارات الخمس يتسابقون للدخول قبلنا على هذه المنصات حرصا منهم تعلم اللغة العربية وسعيا للاستزادة منها وقد وصل عددهم هذه السنة إلى (125) طالبا موزعين على 40 جنسية.
} ما شروط القبول في المركز؟
- كنا نفتح المجال في السنوات الماضية للترشيحات الفردية وفقا لمعايير محددة والتي كانت تشهد كل سنة إقبــــــــالا لافتا يتجاوز أحيانا (2000) مترشح للسنة ولكن من السنة الماضية ونظرا لالتزامات الجامعة بتوفير مقاعد للجامعات والهيئات التي ترتبط معها باتفاقيات تعاون رسمية ونتيجة لاتفاقية التعاون بين جامعة قطر وصندوق قطر للتنمية التي بموجبها يقدم الصندوق كل سنة (75) منحة لطلبة الدول النامية أصبحنا نقتصر فقط على منح التعاون ومنح صندوق قطر للتنمية بحيث يصبح عدد الطلاب سنويا في حدود (150) طالبا وهو ما تسمح به الطاقة الاستيعابية الحالية للمركز.
} هل هناك اتفاقيات مع جامعات أجنبية لاستقطاب الطلاب لتعليمهم اللغة العربية؟
- يعتبر مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها أكبر جهة أكاديمية على مستوى الجامعة في استقطاب الطلاب الدوليين حيث إن المركز يستقطب سنويا عشرات الجنسيات من أنحاء العالم وهذا ما جعل الجامعة تتبوأ لسنوات متتالية مراكز متقدمة في تصنيف التايمز للعالمية، وكما ذكرنا في بداية الحوار بأن هذا المركز يُشكل فضاء رحبا لحوار الحضارات وجُسرا قويا للتواصل الثقافي ورَافِعَةً رئيسةً من روافع التعاون الدولي سواء على مستوى الجامعة أم على مستوى الدولة، فهو حاضر وبَنْدٌ مركزيٌ في أي اتفاقية تعاون تُبْرِمُها الجامعة مع الجامعات العالمية، إذْ أن مُعظم الجامعات الدولية من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق تطلب في بنود هذه الاتفاقيات استقبال طلاب من جامعاتها لدراسة اللغة العربية في المركز في إطار التبادل الطلابي ولدينا ما يزيد على 30 اتفاقية دولية مع كبريات الجامعات العالمية مثل: جامعة جورج تاون – الولايات المتحدة الأميركية، جامعة سدني - أستراليا، جامعة سان أندروس، (بريطانيا)، جامعة موسكو (روسيا)، - الجامعة الجديدة، (بلغاريا)، جامعة اتشكشنكوف، (أكرانيا)، جامعة أوساكا (اليابان) جامعة ابن خلدن، جامعة سكاريا، جامعة مرمرة - (تركيا) الجامعة الإسلامية، (الهند).. وهو بذلك يعد من أكثر المراكز التدريسية المتخصصة حول العالم تمتعا بميزة تنوع الخلفيات المعرفية والثقافية والحضارية للدارسين ليقدم بذلك نموذجا مشرفا لحوار الحضارات.
} ما المستويات التعليمية التي يوفرها المركز؟
- المركز يتعامل مع المعايير العالمية المعروفة في تدريس اللغات وخاصة معايير (الأكتفيل) ووفقا لهذه المعايير فإننا نطرح (6) مستويات من الأدنى إلى الأعلى (المبتدئ الأول /‏ المبتدئ الثاني /‏ المتوسط الأول /‏ المتوسط الثاني/‏ المتقدم الأول /‏ المتقدم الثاني).
} حدثنا عن الخطط المستقبلية للمركز؟
- في ظل التوسع المطرد في أعداد الملتحقين بالمركز والمترشحين للدراسة فيه وتلبية للطلبات المتزايدة للدراسة بالمركز والتناغم مع آفاق التعليم المستقبلية وفي ضوء ما تمخضت عنه تجربة التعليم في ظل جائحة كورونا ومواكبة لجهود الجامعة في التحول الرقمي فإننا ننوي إطلاق مقررات إلكترونية موازية للبرنامج الاعتيادي على منصات «موكس» مثل «أدكس» أو «كورسيرا» تكون متاحة على الفضاء الافتراضي وهذه المقررات ستتيح الفرصة لكل من تعوقهم ظروفهم عن الحضور المادي إلى المركز (داخل الدولة وخارجها) مما يعزز مبدأ التعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة.
وهذه المقررات الافتراضية ستوفر مصدر تمويل جيدا يمكن أن يفاد منه في التطوير الذاتي للمركز، كما نسعى من وراء طرح هذه المقررات إلى تحقيق الريادة في هذا المجال بما يتناغم مع رؤية الجامعة في أن تعرف بتميزها النوعي في التعليم.
copy short url   نسخ
20/01/2021
1213