+ A
A -
د. بسام روبين كاتب أردني
تعد الأيام القليلة الباقية من ولاية ترامب هي الأخطر على حياة الشعب الأميركي وشعوب المنطقة، لأن الرئيس يعلم جيداً ماذا سيحل به خلال الفترة التي تلي تولي بايدن زمام الحكم بأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، وربما يشير حراك الحزب الديمقراطي إلى شعورهم بالخوف من الساعات القليلة الباقية، فهم يعلمون جيداً أن نائب الرئيس ترامب ونصف الحكومة لا يمكن أن يجتمعا على عزل الرئيس، كما أن أي نجاح للديمقراطيين بفتح تحقيق مع الرئيس لن يمكنهم من عزله قبل نهاية ولايته، لذلك هم ربما يستخدمون هذه الإجراءات كفزاعة للرئيس تضمن لهم عدم اقترافه أية أعمال تؤجل حفل التنصيب، فمن المتوقع مع هذه المخاوف والظروف المتداخلة أن يقدم الرئيس على أي عمل عسكري سواءً ضد إيران أو أجنحتها العسكرية في المنطقة بهدف البقاء في البيت الأبيض وقلب الطاولة على الحزب الديمقراطي الذي استطاع الفوز بالرئاسة والاحتفاظ بأغلبية مجلس النواب، وانتزاع أغلبية مجلس الشيوخ في انتخابات أكد نزاهتها وشفافيتها القضاء وصادق عليها الكونغرس، وهذا يجسد وجود بعض نقاط الضعف في الدستور الأميركي والتي كشفتها الانتخابات الرئاسية وعززها سلوك ترامب في قراراته الأخيرة فهي لم تراع مصالح الأمن القومي الأميركي بقدر ما كانت تزرع الألغام في طريق جو بايدن، والذي من المنتظر لسياساته أن تنقلب على معظم إجراءات ترامب وقراراته التي ابتعدت عن المصالح الأميركية العليا.
وربما لن يستطيع أحد أن يتصور حجم الدمار الذي سيلحق بالمنطقة والعالم إذا أقدم الرئيس الأميركي على شن حرب ضد إيران، وبالرغم من سوء القرارات الأميركية وظلمها للشعوب العربية وانحيازها للكيان المحتل، إلا أننا نتمنى أن تمر الساعات الباقية بأمن وسلام، وألا يقدم الرئيس على أي عمل غير محسوب العواقب من شأنه تفجير الموقف في منطقة الشرق الأوسط، وإلحاق الضرر بالشعوب مقابل بقائه في البيت الأبيض.
copy short url   نسخ
14/01/2021
124